بقلم الدكتور / محمد نور الدين نائب رئيس مجلس علماء مصر وعضو الهيئة العليا لجبهة مستقبل مصر قال موشي ديان في اعقاب حرب 1967 : العرب لا يقرأون التاريخ و اذا قرأوه لا يفهموه و اذا فهموه لا يستوعبوه و اذا استوعبوه لا يعملون بما استوعبوه ، جملة صادمة لمن يقرأها ، ولكن موشى ديان جانبه الصواب ، لأن الأمر يشمل كل البشر وليس العرب فقط ـ بل يشمل الصهاينة أيضا ، الذين شنوا الحرب واحتلوا جزء من ارض مصر وهو سيناء ، ولو قرأوا التاريخ لعرفوا ان حدود مصر ظللت كما هى منذ آلاف السنين لم تنقص ، ولم تستطع أى بلد فى العالم ان تقتطع جزء من مصر وتنجو من هذه الفعلة ، وكان الرد هو حرب اكتوبر المجيدة التى شنها المصريين لاستعادة الارض والعرض والكرامة ، وتمت عودة كل شبر من اراضى مصر وآخرها طابة ، فهل قرأت اسرائيل التاريخ وفهمت أيضا أن العمل بمبدأ : شعب الله المختار ، والسيطرة على الاراضى الفلسطينية وبناء المستعمرات هو عمل خاطيء وأعتقاد أنهم جنس فوق البشر ومتميز عن الآخرين ويحق له السيطرة على العالم ، هذا اعتقاد واهم وتاريخيا كل من عمل به فشل وانتهى بمن اعتقده الى الدمار ، وأقرب مثال لذلك النازية والاعتقاد بتميز الجنس الألمانى فوق باقى البشر ، صاحب الفكرة هتلر قتل نفسه وتمزقت بلاده واقتطع الغرب جزء أسماه المانيا الغربية ، واقتطع الجزء الثانى روسيا واسمتها المانيا الشرقية .
وهل قرأت جماعة الإخوان التاريخ وهى تعتقد أيضا فى تميزها عن باقى البشر بأكاذيب استاذية العالم ، ووجوب انشاء الخلافة الاسلامية ولو فوق جماجم كل البشر ، وأيضا فوق جماجم باقى المسلمين ، والاعتقاد بأن من بالجماعة هو الوحيد المسلم والمؤمن والباقى اما من الضالين او الكافرين ، حتى انهم كفروا باقى الشعب المصرى الذى لم ينضم الى تنظيمهم ووجدنا احد قيادتهم يدعو الله ان يحيي ويموت على دين الاخوان ، وخرج من عبائتهم كل التنظيمات التكفيرية من تنظيم التكفير والهجرة الى القاعدة الى النصره وداعش ، ومجموعة المخابيل سرايا القدس التى تحرر القدس بالهجوم على الجيش المصرى فى شمال سيناء ويتركون من احتل القدس فعلا بدون اطلاق رصاصة واحده عليه .
وهل قرأت الولايات المتحدة الأمريكية التاريخ وفهمته وعملت به ؟ كونت كيان القاعدة واسامة بن لادن فى افغانستان لتقاتل روسيا ،ثم قام تنظيم القاعده بتدمير ابراج وقتل امريكيين ، فهل تعلمت الدرس وهى تمد التنظيمات الارهابية الجديدة بالاسلحة والمال مثل داعش ، وتنظيم جماعة الاخوان بالمال والتأييد السياسى ، وبدأت تهاجم داعش ظاهريا عندما علمت بقتل صحفى امريكى وآخر بريطانى ، هم لم يقرأوا أويفهموا التاريخ .
الاخوان الذى حاول الرئيس ناصر ان يحتويهم سياسيا ويقبلهم ، فقاموا بمحاولة قتلة ، ولم يقرأ الرئيس السادات التاريخ او يفهمه عندما أخرج الاخوان من السجون واحتواهم سياسيا ليحارب بهم الشيوعيين المصريين ، فقام الاخوان بقتل السادات بواسطة تنظيم خرج من عباءة الاخوان انفسهم .
وفى النهاية نعرف أن مسألة عدم الاستفادة من التاريخ هى صفة فى كل البشر ولا تقتصر على جنسية معينة ، ، فكروا معى ، وستجدون حياة الرؤساء والشعوب ، والعالم كله مملوء بمن لا يقرأون التاريخ ، وان قرأوه لم يفهموه ، وان فهموه لم يعملوا به .