أخبار إيرانأهم الاخبار

متظاهرون في باريس: الثورة الإيرانية مستمرة ولن تُختطف هذه المرة

احجز مساحتك الاعلانية

في مشهد يعكس الرفض الشعبي العارم لنظام الحكم في إيران، احتشد آلاف الإيرانيين في باريس يوم 8 فبراير لإحياء ذكرى الثورة المناهضة لنظام الشاه عام 1979، مؤكدين عزمهم على إسقاط النظام الديني الحاكم. ووفقًا لمقال نشره موقع يوراسيا ريفيو، فإن هذه التظاهرة الضخمة، التي نظمتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، حملت رسائل قوية حول مستقبل إيران.

وأكد المتظاهرون أن الثورة ضد نظام الشاه كانت “انتفاضة حتمية وشعبية من أجل الحرية والاستقلال”، وأن مبادئها لا تزال حيّة حتى اليوم. وأوضح المقال أن المشاركين، الذين يمثلون ثلاثة أجيال من المعارضين الإيرانيين، رفعوا شعارات تؤكد التزامهم بالديمقراطية، قائلين: “حقيقة تلك الثورة لا يمكن تشويهها.”

كما شددوا على رفضهم لكل من النظام الشاه والاستبدادالملالي، مؤكدين أن نضالهم مستمر حتى تحقيق أهداف الثورة الحقيقية: “نحن الورثة الشرعيون وحاملو راية تلك الثورة، نناضل لتحقيق مبادئها وإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران.”

أحد الرسائل الرئيسية لهذه المظاهرة كان العزم الراسخ لدى الشعب الإيراني على الإطاحة بالنظام الديني الحاكم. وقد ترددت في أرجاء باريس هتافات المتظاهرين:

“لا للشاه ولا للملالي!”

“النصر لثورة الشعب الإيراني الديمقراطية!”

وأشار المقال إلى أن هذه الشعارات تعكس إرادة الشعب الواضحة في تحقيق التغيير السياسي الجذري.

في خطابها أمام الحشود في ساحة دانفير روشرو، أكدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية:

“نحن نكرّم الثورة الكبرى المناهضة لنظام الشاه بهذا العهد المقدس: يجب علينا أيضًا إسقاط النظام الديني القمعي. هناك ثورة أخرى تلوح في الأفق.”

وبحسب تقرير يوراسيا ريفيو، لم تكن هذه المظاهرة مجرد احتجاج، بل كانت رسالة تؤكد وجود بديل قوي ومنظم قادر على قيادة التغيير في إيران. وأوضح المتظاهرون أنه “في الوقت الذي يعيش فيه النظام الإيراني في مأزق، ويعاني من ضعف شديد وهشاشة متزايدة، هناك قوة معارضة مؤثرة تمتلك القدرة على التغيير.”

وعلى عكس ما حدث عام 1979 عندما سُرقت الثورة من قبل الملالي، يؤكد المحتجون أن هذه المرة “يقود الثورة الإيرانية حركة قوية، منظمة، وذات خبرة طويلة.”

وأضاف المقال أن هذه الحركة تتمتع بـ:

قاعدة اجتماعية واسعة تضم أكثر الشخصيات، وطنيّةً وإخلاصًا وتضحيةً.

قيادة وشبكة من المؤيدين المستعدين لدفع أي ثمن في سبيل الحرية، حتى في أقسى الظروف.

ووصف المسؤولون الفرنسيون هذه المظاهرة بأنها “ضخمة ومؤثرة”، وحظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام الدولية. ووفقًا للمقال، نشرت وكالة رويترز 166 صورة من الحدث، فيما قامت قناة سيماي آزادي الفضائية ببث المظاهرة مباشرةً، ما سمح للإيرانيين داخل البلاد وخارجها بمتابعتها.

كما أشار التقرير إلى أن المتظاهرين شاركوا مقاطع الفيديو والصور بشكل مكثف على مواقع التواصل الاجتماعي، مما جعلها “صرخة عالمية ضد الاستبداد الديني”، رغم محاولات التعتيم الإعلامي من قبل بعض الوسائل الإعلامية.

وأكد المقال أن “التجاهل الإعلامي لهذه المظاهرة من قبل بعض المؤسسات المرتبطة بالدول الاستبدادية، التي تدّعي دعم الديمقراطية، يكشف عن نفاقها وانحيازها.” ومع ذلك، فإن هذا التعتيم لم يمنع الحقيقة من الوصول إلى العالم، بل أكد مصداقية المقاومة الإيرانية، التي تعتمد فقط على “إرادة وتصميم الشعب الإيراني.”

وأثبتت مظاهرة باريس أن الشعب الإيراني لا يزال ثابتًا في نضاله من أجل الحرية، وعازمًا على إسقاط النظام الديني وإقامة دولة ديمقراطية. وكما خلص التقرير إلى القول:

“هذه المرة، الثورة الإيرانية لن تُختطف.”

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى