بقلم : عادل عبدالرحمن
لسنا في محل دفاع عن الرئيس الأسبق مبارك ولن نكون أقدر ولا أعتي من فقهاء القانون وفريق الدفاع عن مبارك ولكنها حقائق لا يغفلها التاريخ سواء بالإيجابيات او السلبيات.
تأييد الحكم ورفض الطعن في اخر درجات التقاضي في قضية القصور الرئاسية للرئيس الاسبق مبارك.
اليوم .. 1-حرم الرئيس الاسبق مبارك من جنازة عسكرية بعد وفاته.
2- ثبوت الحكم اصبح تاريخ مبارك علي مدار 60 سنه خدمة لهذا الوطن ما بين رجل عسكري رأس القوات الجوية في معركة العبور ، ورئيساً للبلاد علي مدار 30 سنه .
الحكم اضاع هذا التاريخ واصبح رئيس مدان ومحكوم عليه ولو شاء الرحمن ومات مبارك قبل المحاكمة او صدور حكم نهائي وبات ، كانت ُحفظَت القضية ، واقامت له جنازة عسكرية ولكنها إرادة الله والناكر للتنمية والمشروعات التي اقامها مبارك فهو جاحد ، والنهوض بالإقتصاد المصري والمشروعات القومية العملاقة ، والمدن الجديدة ، من ينكر جاحد دورة في حرب اكتوبر وقيادته لسلاح الطيران والقوات الجوية الباسلة ، جاحد من ينكر أن الأمن والأمان في عصر مبارك ليس مسبوق وشهد به كل العرب .
من ينكر القضاء علي الإرهاب الإعمي والجماعات التكفيرية والجهاد الإسلامي والعمليات الإرهابية التي نفذوها ومواجهاتها بكل حسم والقضاء عليها في تسعينيات القرن الفائت .
من ينكر جاحد ، من ينكر ان مبارك ترك الحكم حرصاً علي الشعب وعدم أراقة الدم المصري ولم يغادر البلد وقبع بالسجن وداخل الأسوار الحديدية دون أهانة للقضاء وللحضور ولا للشعب .
من ينكر ذلك جاحد من ينكر ان مبارك مثل للمحاكمة وأحترم القضاء ،ورد عند المناداة عليه : المتهم محمد حسني السيد مبارك ، كان رده جاهزاً بكل الأدب والأحترام “حاضر موجود يافندم ” .
وعلي كلاً ، لا ننكر وجود فساد للركب في عصر مبارك ، لا ننكر تخريب وهدم الحياة السياسية في مصر .
لا ننكر وجود عصابة إقتصادية خربت وهدمت الكثير .
ولكن نقول أن مبارك بشر قد يصيب وقد يخطئ وأن له ما له وعليه ما عليه ، ولكن لن يغفل التاريخ مبارك الرجل العسكري الباسل الذي لم يخضع لإمثال الأمريكان اكثر من مرة ، وطلبهم بناء قواعد عسكرية علي ارض مصر ، واختلف وقاطع الإدارة الأمريكية منذ 2005 ، لم يزور الولايات المتحدة.
وإيضاً في المؤتمر الإقتصادي بشرم الشيخ ترك جورج بوش الابن بعد مشادة وشد وجذب بالحديت عن سيناء توطين الفلسطينين بها ، لضمان أمن اسرائيل وتمكين المستوطنين من العيش الآمن بالضفة وقطاع غزة ، ومبارك لم يفرط في شبر من أرض مصر ، مبارك حافظ علي سيناء من إغراءات الإمريكان لنقل اللأجئين الفلسطينيين لسيناء ، المشروع الذي نفذه الشاطر والمرشد وقبضوا 8 مليارات نظير توقيع وثيقة بذلك .
نحن بصدد حقائق لا يمكن أن يزيفها التاريخ ، التاريخ يرصد ويُسجل ولا يُزين ، فالتاريخ كتب وشهد لمبارك ماله وما عليه .
ولا ننسي مقولته الشهيرة أن الوطن باق وكلنا زائلون ، وسوف يحكي التاريخ ما لنا وما علينا .. هذا واقع شهدناه حقاً ، ما له من سلبيات ،وماله من إيجابيات ، وتبقي النهاية بإدانته لأرتكابه جريمة غير لائقة حقاْ بحق أحد رجال القوات المسلحة الفريق محمد حسني مبارك ، أدانته بالحكم النهائي ، فهي القشة التي قسمت ظهر البعير ، وجعلت مبارك مذنب وضيعت الكثير لتاريخ نسر من نسور الجو وحرمانه بعد وفاته من جنازة عسكرية تليق برجل عسكري ، قضي اكثر من نصف قرن خادماً لهذا الوطن .
وحقيقة أكدها الكثيرون أن أنهم رغم كرههم لفترة حُكم مبارك وما فيها من سلبيات أهدرت الكثير للمواطن ، مثل الصحة والتعليم .
الا أنهم أحبوا هذا الرجل وهو قابع بالمحاكمة في هذا العمر الذي تجاوز 87 عاما ، ولم يهرب وسلم قيادة وإدارة شئون البلاد في أيداً وهي القوات المسلحة الدرع الواقي للوطن ومُبارك لم يشكك مرة بالقضاء ولا يسب و لا يعلق علي القاضي ببذاءات ولا أي إعتراض .
هذا هو الرئيس السابق مبارك .. هذه حقائق لا يمكن تجاهلها ، ولابد من التوقف عندها ، وطويت صفحة محاكمة مبارك بالأدانه وتلوث تاريخه بالحُكم القضائي الذي نحترمه ونقدره وتبقي محاكمة الخونه المرشد ورفاقه محمد مرسي وأخرون محل إنتطار الرأي العام ، ورغم صدور اكثر من حُكم بالإعدامات الا أننا ما تسفر عنه الاحكام النهائيه .