كتب محمد عبد الله سيد الجعفرى
نتحدث ونقول ونصرح ونشرح وخبراء ومستشارين يتطرقون ماذا حدث هل فى العباسية..من موت .ودمار واستشهاد ابناء الوطن … هل هو ارهاب فكرى ولا مؤامرات ولا خيانة ولا اهمال من وزارة الداخلية وهل فعلا تقصير من جهة وزارة الداخلية ام يوجد خلل اخر …الحقيقة الخلل الذي تسبب في التفجير الإرهابي فى العباسية الذي وقع خلال القداس بالكنيسة البطرسية بالعباسية هو فكري وليس أمنيا، ويكمن في الأفكار التي جعلت شابا في مقتبل العمر يفجر نفسه من أجلها وكله إيمان بأنه يؤدي خدمة جليلة للإنسانية، وأن الله سيكافئه على قتله أناسا صائمين يصلو…هنا يكمن الخلل ومن هنا يجب أن نبدأ وندرس جيدا أفكار هذا الشاب، وطبيعة التعليم الذي تلقاه والخطاب الديني الذي خضع له وحوله إلى قنبلة تمشي على الأرض وكل هدفه قتل أكبر عدد من المسيحيين كي يزداد ثوابه في الآخرة..سيادة الرئيس .. إذا أردت حقا مكافحة الإرهاب عليك أولا بمعرفة كم من الشباب يؤمنون بنفس أفكار هذا الشاب الانتحاري كي تنقذهم وتنقذ المصريين من شر أفكارهم .. عليك بمكافحة الإرهاب فكريا وليس عسكريا وأمنيا فقط .. عليك بإنقاذ آلاف الشباب المصري المغيب والمعبأ ذهنيا بأفكار متطرفة هدامة وكارثية تؤدي في النهاية إلى ما رأيناه الأحد الماضي في الكنيسة البطرسية، ويمكن أن نراه بكل أسف مجددا في كنائس أخرى وربما مساجد، إذا لم تتخذ سيادتك “شخصيا” وفورا خطوات جادة وصارمة تجاه أصحاب الأفكار التكفيرية الظلامية…… يا سيادة الرئيس، إن إلقاء القبض على من خططوا لتفجير البطرسية الإرهابي في وقت قياسي مثلما فعلت الأجهزة الأمنية هو أمر عظيم، لكن الأمر الأعظم والمنتظر منك هو القصاص لكل شهداء مصر عن طريق محاكمة مروجي الأفكار المتطرفة، وغلق كل القنوات التي تبث خطابات تحرض على الكراهية والقتل باسم الدين، وتنقية المناهج التعليمية من الأفكار التي تسمم عقول أبنائنا وتنشئ أجيالا يسهل على الجماعات الإرهابية استقطابها وتغييب عقولها….إن الحراسة الأمنية “فقط” للكنائس ليست حلا ولا يمكن الاعتماد عليها، فالجماعات المتطرفة لا يستحيل عليها اختراق أقوى الأجهزة الأمنية، إنما يستحيل عليها اختراق عقول شباب متعلم وواع ومتدين لا متطرف .. شباب يدرك حرمة القتل والتدمير ويحترم شركاءه في الوطن ويقدرهم .. لذلك فالأمل كله في أن يتعاون الأزهر بصدق مع الكنيسة والبرلمان وكل مؤسسات الدولة للقضاء على الأفكار المتطرفة الخطيرة .. يتعاونون جميعا من أجل مصر … ولابد على جميع اطياف الشعب المصرى ان يتوحد على مصلحة البلد القادم اخطر على مصر والوطن العربى وهناك دول تلعب على تدمير مصر وتفكيك جيشها