أهم الاخبارالتقارير والتحقيقات

ما هي الشركات الأمريكية التي مولت هتلر؟

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت:  سناء عبدالله
يرسم التاريخ التقليدي للحرب العالمية الثانية صورة يظهر فيها كيف أن الجنود الأمريكيين كانوا يحاربون ببسالة ضد ألمانيا وحلفائها مسخرة لذلك الموارد الضخمة لمحاربة هذا العدو ولكن كما يشير بعض المؤرخين لم تكن هذه الصورة تعكس الحقيقة كلها

كان رجال الأعمال الأمريكيين وأصدقائهم من المسؤولين في الإدارة الأمريكية لم يتمكنوا لفترة طويلة من نسيان هتلر حليفهم الكبير ما قبل الحرب

الجزء الأول قبل بداية الحرب العالمية الثانية

وفي الوقت الذي سقط فيه المزيد من الضحايا في صفوف الجنود الأمريكيين الذين كانوا يقاتلون ببسالة في صقيلة وعلى شواطئ نورماندي كانت أنابيب الوقود الأمريكي تتدفق وكانت قطع الغيار وأحدث التقنيات تصل إلى أيدي النازيين حالما دعت الحاجة إليها

جدير بالذكر أن الصحفية الأمريكية آنيت إنتون من صحيفة ديترويت نيوز أجرت مقابلة مع الزعيم الألماني الجديد آنذاك أدولف هتلر وقتئذ لاحظت الصحفية وجود صورة لهنري فورد مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات على طاولة الزعيم النازي الذي علق على دهشة آنيت بكل صدق قائلاً أنا أعتبر هنري فورد شخصية ملهمة بالنسبة لي

لم يكن فورد محض صدفة من بين معجبين هتلر فبفضل فورد وعدد من كبار رجال الأعمال الأمريكيين ازدادت قدرة القوات الألمانية حيث نما اقتصاد الرايخ في سنوات ما قبل الحرب بشكل لم يسبق له مثيل
ربما يكون هنري فورد الأب الشخصية التي مثلت البزنس الأمريكي آنذاك وكان في الوقت نفسه صديقاً كبيراً للفوهرر وباعتبار هنري واحداً من البوابات الرئيسية لسوق الولايات المتحدة الأمريكية فقد وفر فورد دعماً مالياً كبيراً للحزب النازي وللتعبير عن امتنانه لم يكتف هتلر بتعليق صورته على حائط مقر مكتبه في ميونيخ ولكن كتب عنه بإعجاب في كتابه كفاحي ورداً على ذلك كان فورد يهنئ صديقه الألماني سنوياً بعيد ميلاده ويقدم له هدية تبلغ قيمتها 5 ألاف دولار وهذا كان مبلغاً طائلاً في ذلك الوقت

جدير بالذكر أن الشركات التابعة لفورد في ألمانيا وبلجيكا وفرنسا قدمت لهتلر قبل بداية الحرب حوالي 65 ألف سيارة شاحنة بالإضافة إلى أن شركة فورد في سويسرا قامت بإصلاح الآلاف من الشاحنات الألمانية وهنا لابد أن نذكر شركة أمريكية معروفة لصناعة السيارات وهي جنرال موتورز التي قامت أيضاً بإصلاح الآلاف من السيارات الألمانية مع الإشارة إلى أن هذه الشركة الأمريكية كانت أكبر مساهم لشركة صناعة السيارات الألمانية أوبل وواصلت تعاونها الوثيق مع هذه الشركة الألمانية طيلة فترة الحرب وحصلت على أرباح كبيرة لكن الحقيقة هي أن فورد كان أكبر من هذه المنافسة

وبحسب رأي المؤرخ العسكري الأمريكي هنري شنايدر فإن فورد ساعد الألمان للحصول على مادة الكاوتشوك التي تعتبر من المواد المطاطية الحيوية للصناعة الألمانية ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد كان مالك هذه الشركة الأمريكية العملاقة يزود هتلر بالتقنيات العسكرية حتى بداية الحرب العالمية الثانية ولذلك وتكريماً لذكرى مرور 75 عاماً على ميلاد فورد منحه الفوهرر الوسام الأعلى للرايخ الثالث المخصص للأجانب وهو عبارة عن صليب كبير وفي داخله النسر الألماني حتى أن القنصل الألماني قام بزيارة ديترويت لتقليده شخصياً وبطبيعة الحال عبر فورد عن بالغ سروره لهذه الجائزة الكبيرة مع العلم أن نحو 1500 شخصية من أثرياء ديترويت تم دعوتهم لحضور اليوبيل في 30 من شهر يوليو لعام 1938

الجزء الثاني الحرب العالمية الثانية

لابد من التنويه أن فورد حتى بداية الحرب العالمية الثانية لم يوقف تعاونه مع النازيين وفي عام 1940 رفض فورد جمع محركات الطائرات البريطانية في الوقت التي كانت فيه المملكة المتحدة في حالة حرب مع ألمانيا في حين أن مصنعه الجديد الموجود في بلدة بواسي الفرنسية كان يقوم بإنتاج محركات الطائرات والشاحنات والسيارات الخفيفة للجيش النازي

وبعد عام 1941 استمر فرع شركة فورد في فرنسا بإنتاج الشاحنات للرايخ الثالث أما الفرع الآخر الموجود في الجزائر كان يزود الجنرال الألماني النازي رومل بالشاحنات والمركبات المدرعة وأبعد من ذلك ففي عام 1943 عندما كان الجيش السوفيتي يخوض معركة دامية مع النازيين واصلت أفرع شركات فورد في فرنسا عملها حصرياً لصالح ألمانيا مع الإشارة إلى أن سيارات فورد الخفيفة والشاحنات المتوسطة كانت تشكل وسائل النقل الرئيسية للجيش الألماني وهذا يدل بشكل مباشر على أن الهدف الأساسي للشركة كان جني الأرباح بأي ثمن
وفي نهاية الحرب قام سلاح جو الحلفاء بقصف المصنع في بواسي إلا أن مصنع آخر لفورد في كولونيا لم يتم تدميره على الرغم من أن المدينة دمرت بالكامل تجدر الإشارة إلى أن شركة فورد ومنافستها شركة جنرال موتورز قامت بعد الحرب مباشرة برفع دعوى ضد الحكومة الأمريكية للحصول على تعويض بسبب الأضرار التي لحقت بممتلكات الشركات في أراضي العدو وبالفعل تمكنت هاتين الشركتين بفضل جهود كبار المحامين من الحصول على هذه التعويضات

لم تكن شركة فورد الوحيدة من بين الشركات الأمريكية التي كان لها يد في تأسيس وإنشاء آلة الحرب الألمانية حيث بلغت الاستثمارات الأمريكية في بداية الحرب العالمية الثانية في الشركات الموجودة على الأراضي الألمانية نحو 800 مليون دولار منها 17.5 مليون دولار من شركة فورد و120 مليون دولار من شركة ستاندرد أويل أوف نيو جيرسي والتي يطلق عليها حالياً اسم إكسون و35 مليون دولار من شركة جنرال موتورز

 

صورة ‏‎Konoz Hart‎‏.

صورة ‏‎Konoz Hart‎‏.

صورة ‏‎Konoz Hart‎‏.

صورة ‏‎Konoz Hart‎‏.

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

Related Articles

Back to top button