إن الطبيعة لم تخدعنا، بل إنها تكرر نفسها حد الملل. نعيش اليوم كارثة إنسانية مع ظهور فيروس كورونا الفتاك وهو جزء من دورة الطبيعة التي تشمل الأوبئة الفتاكة
ولعلنا نضيفه إلى قائمة الحروب التي نشنها على بعضنا لغير سبب واضح لتقدم بعضنا على بعض من حيث العلم أو الاقتصاد أو ماشبه إلى تحقيق “هدف ما ” ولا بد أن نعترف أننا نحن البشر نشكل خطراً كبيراً لهذا التوازن الكونى إننا قد غلبنا الجوع بتقنيات الزراعة وتربية الحيوانات وحجمنا المرض إلى حد كبير بالتطعيم والبحوث الوراثية وروضنا عناصر الطبيعة بتقنيات هندسية عدة.
قربنا المسافات وطورنا العملة الرقمية ووسعنا المدن واستهلكنا كل موارد الأرض بنهم شديد والنتيجة أن تعداد سكان الأرض الآن قارب المليار الثامن خلقنا ليس عبء ولكن كي نعيش حياة كريمة داخل منظومة اقتصادية متكاملة
هذه “المنظومة الاقتصادية” هي الضحية الأولى والحقيقية لفيروس كورونا، وحين نتكلم عن حالنا في زمن ما بعد الفيروس، فإننا لا نتكلم عن طفرة وراثية جينية ما ستحل بنا إثر هذه الأزمة، فلن نصير بثلاثة أعين مثلًا في زمن ما بعد الوباء، بل سنظل كما نحن، لكن تعاملنا هو الذي سيتغير.
الحديث هنا عن مستقبل التعلم والعمل، وعن مستقبل تجارة التجزئة والأسواق والبورصة وشركات الطيران كيف سيتواءم كل ذلك مع المخاوف الجديدة التي جاء بها الفيروس كيف ستنمو أعمال الشركات الكبرى مع هذه الجائحه التي أجبرت الناس على التزام بيوتهم “وكأن البيوت معتقلات”
والحقيقة أن هذه العبارة الأخيرة جديره بالتأمل، فأحد أبرز ابتلاءات هذه الجائحة اضطرارنا إلى التزام بيوتنا، وكأن البيوت معتقلات، وان الحياة في كل ما يتجاوز أسوارها.
وهذه وجهة نظر ولكن يجب أن نعرف أن مغادرة البيت للعمل أو التشافي أو النزهة أو التسوق، وحتى الافراح حين تعرف أن الإختلاط أصبح جريمة يعاقب عليها القانون، ويعرض الحياه للخطر من المساس بفيروس كورونا كل هذا جزء من المنظومة التي غيرها الفيروس.
وبالحديث عن الخسائر، فلا شك أن الروح أغلى ما يمكن فقده، وهذا مرض قاتل إلى حد ما.
هكذا تشهد الأرقام، وإن كان أقل فتكًا من الإيدز والانتحار المتعمد وحوادث السيارات، حتى شهر مايو تحديدًا. لكنه يظل خطراً وسريع الانتشار بشكل مخيف، إذ يتوقع أن يصيب 50% من البشر قبل أن تنحسر موجته بل يتوقع تقرير صدر قبل أيام أن يضرب الفيروس ثلثي البشرية ولا ينحسر قبل عامين من الآن.
إن كل الإجراءات والقوانين التي نتجت وستنتج عن هذه الجائحة تهدف بلا شك لتجنب الخطر حتى لا ينتهي بنا الأمر مرضى.
والسؤال الذي يطرحه الكثيرون منا
نمرض ونتعافى أو تستمر الحياة دون هذا التعطيل الذي نشهده؟
لكن كيف تستمر الحياة إذا سقط 3 إلى 5 مليارات من المرضى في الآن ذاته المنظومات الصحية على شفير الانهيار، ونعرف جيدًا كيف انهارت المنظومات الصحية في بلدان العالم أجمع إن هذا الفشل هو ما تهدف الحكومات لتجنبه،
وهذه ظاهره شاهدناها في العديد من دول العالم الأول خصوصًا في أمريكا، والتزام الشعب بيوتهم خوفاً من قوانين الحرية الشخصية.
ولكن إلى متى يستمر هذا الفيروس الخفي هو الأهم في هذا السيناريو لأن المرض لم يعد يعني المريض وحده ولا يؤثر في حياته وحده، بل صار يتتبع سلسلة طويلة من التحقيقات والاستقصاءات لمعرفة من خالطه، من اقترب منه بما يكفي، هكذا يتم التعامل مع المريض والمخالط لعزلهم حتى الشفاء.
وهنا السؤال الأهم من سيترك ليموت اليوم كي يعيش الباقون؟
هذا سؤال يحفر في عمق العقل ، معنى الحياة ومعنى الخير والشر ومعنى العدالة
هذا هوا فيروس كورونا الفتاك الذى شتت دول العلم ولم يرحم أحد أجبر الجميع على الانحناء له لضعفهم وأثبت أن إرادة الله فوق كل شيء .