تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يمتلك سلاحا فتاكا في العراق وهو “الشاحنات المفخخة” التي أعطته أفضلية خلال الفترة الماضية أمام أسلحة الجيش العراقي المتطورة… يقول جان-بيار بيران في مقال له بصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية.
“داعش” لا يمتلك طائرات حربية لكنه استعاض عنها بالشاحنات والحافلات وحتى ناقلات الجنود الأمريكية من طراز “هامفي” والتي حصل عليها من مخلفات الجيش العراقي وعبّأها بمادة الـ “TNT” المتفجرة وسلمها للانتحاريين كي يفجروها لدى الاصطدام بالخصم.
هذا السلاح غير مجرى المعارك في العراق – يشير الكاتب- فحرب السيارات المفخخة بات على غرار فيلم “ماد ماكس” فالانفجار الذي تحدثه السيارة يعادل قنبلة نصف طن أسقطت من طيارة.
وأوضح أن ماكينة الموت هذه قلبت جميع الموازين في مدينة الرمادي العراقية بالرغم من التفوق العسكري للجيش العراقي، فتنظيم داعش قام بتفجير حوالي ثلاثين من هذه الشاحنات في سلسلة هجمات على مواقع الجيش العراقي في الرمادي، ما تسبب بفرار أفواج عساكر بكاملها مخلفين ورائهم السلاح والعتاد ما أثار غضب وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر.
وأشار إلى أن هذا السلاح لم يكن اختراع داعش فأصله يعود كما يبدو إلى فرنسا، وكاد أن يودي بحياة نابوليون بونابارت، عندما كان قنصلا، لدى تعرضه لمحاولة اغتيال بواسطة عربة مفخخة في باريس بشارع سانت نيكيز عام 1800 . وانفجرت الشاحنة عقب مرور عربة نابليون بثوان ومات في الحادث 22 شخصا من المارة ومن بينهم الفتاة التي استأجرها المتآمر مقابل عدد من القطع النقدية للإمساك بلجام الحصان حتى تنفجر الشاحنة، كذلك أصيب العشرات ومن بينهم ابنة “جوزفين” زوجة نابليون والذين كانوا في عربة تتبع موكبه خلال ذهابه إلى اﻷوبرا.
كما فجر مسلحو حزب الله في لبنان شاحنتين مفخختين في هجوم على قوات المارينز ومن ثم على المظليين الفرنسيين عام 1983.
وسيطر تنظيم “داعش” 17 مايو الماضي بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار ، في ما يعد أكبر تقدم ميداني له في العراق منذ نحو عام.
وفي الحادي والعشرين من الشهر نفسه سقطت مدينة تدمر التاريخية السورية بالكامل تحت سيطرة التنظيم، بعد أن انهارت القوات الموالية لبشار الأسد بعد حصار استمر طيلة 7 أيام .