عقدت اللجنة الدولية للبحث عن العدالة (ISJ) اليوم 8 نوفمبر 2024 مؤتمرًا يهدف إلى تسليط الضوء على الخطر المتزايد للإرهاب الذي يمارسه النظام الإيراني في أوروبا، والحاجة إلى سياسة أوروبية جديدة لمواجهته. خلال هذا المؤتمر، ناقش المتحدثون الإرهاب الذي ترعاه نظام الملالي وآثاره المباشرة على الأمن الأوروبي، وتناولوا فشل السياسات الأوروبية الحالية في الحد من نفوذ النظام، مع التأكيد على ضرورة تبني استراتيجية أكثر صرامة وشمولية لمواجهة هذا التهديد المتصاعد.”
وركز المؤتمر على تقديم توصيات عملية تهدف إلى حماية أمن أوروبا ودعم المقاومة الإيرانية في سعيها نحو الديمقراطية. كانت هذه التوصيات تشمل تصنيف الحرس الإيراني كمنظمة إرهابية، قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام، وفرض عقوبات اقتصادية مشددة.
وكان الهدف الأساسي من المؤتمر هو تسليط الضوء على التهديدات التي تشكلها أنشطة النظام الإيراني في أوروبا والدعوة إلى تحول حاسم في سياسة الاتحاد الأوروبي. تضمن ذلك التأكيد على الحاجة إلى اتخاذ تدابير أقوى للحد من نفوذ النظام وحماية أمن أوروبا ودعم تطلعات الشعب الإيراني المشروعة نحو الديمقراطية والحرية.
وشارك في المؤتمر مجموعة من الشخصيات السياسية البارزة والخبراء في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، من بينهم الدكتور أليخو فيدال-كوادراس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق ورئيس ISJ، وخبير مكافحة الإرهاب ماثيو ليفيت، والنائب البريطاني بوب بلاكمان، والسناتور الكولومبي السابقة إنغريد بيتانكور، والمؤسس المشارك لـ ISJ والنائب الأوروبي السابق باولو كاساكا. كان هؤلاء المشاركون حريصين على تسليط الضوء على خطورة التهديد الذي يمثله النظام الإيراني وتقديم توصيات واضحة للسياسات التي يجب أن تتبعها أوروبا لمواجهة هذا التحدي.
وافتتح ستيفنسون المؤتمر بتقديم لمحة عامة عن استراتيجية النظام الإيراني الطويلة الأمد في القمع والعدوان الخارجي. قال: “منذ عام 1979، عندما اختطف النظام الإيراني الثورة، التزم بالقضاء على المعارضين”، مشيرًا إلى مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها 30,000 سجين سياسي كنموذج بارز لوحشيته. وشرح ستيفنسون الشبكة الواسعة للنظام في الإرهاب وتحالفاته مع مجموعات مثل حزب الله والحوثيين والميليشيات الشيعية التي زعزعت استقرار المنطقة لعقود.
وروى الدكتور فيدال-كوادراس تجربة شخصية مرعبة تتعلق بمحاولة اغتيال في هولندا. قال: “القاتل الذي استهدفني كان مستأجرًا من النظام الإيراني”، مشيرًا إلى نمط النظام في استهداف المعارضين في الخارج. وأشار إلى محاولة التفجير الفاشلة في تجمع المقاومة الإيرانية في فيلبينت عام 2018، التي خطط لها الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي. شدد قائلاً: “السياسة الغربية تجاه إيران فشلت فشلًا ذريعًا”، داعيًا إلى نهج جديد يعترف بالنظام كدولة مارقة.
وشارك خبير مكافحة الإرهاب ماثيو ليفيت بيانات من مجموعة بيانات شاملة جمعها توثق أكثر من 450 مخططًا إرهابيًا إيرانيًا في جميع أنحاء العالم. قال: “أوروبا هي الهدف الرئيسي”، موضحًا أن المخططات ازدادت خلال مفاوضات حاسمة مثل الاتفاق النووي (JCPOA). وأوضح أن العقوبات فعالة، لكن يجب أن تُدعم باستراتيجيات دبلوماسية وعسكرية. وأوضح: “أسلوب النظام متسق: عندما يُواجه، يرد بأخذ الرهائن أو التهديد بمزيد من العنف”.
ولفت النائب البريطاني بوب بلاكمان الانتباه إلى تجارب المملكة المتحدة مع الإرهاب الإيراني. قال: “أحبطت أجهزتنا الأمنية ما لا يقل عن 20 هجومًا إرهابيًا من قبل النظام في المملكة المتحدة”. انتقد الإفراج عن أسد الله أسدي في صفقة تبادل الأسرى، وحث الاتحاد الأوروبي على تصنيف الحرس الإيراني كمنظمة إرهابية. أكد قائلاً: “يجب علينا عزل إيران دبلوماسيًا واقتصاديًا”، مشددًا على ضرورة فرض عقوبات صارمة وإغلاق السفارات.
وأبرزت السناتور الكولومبي السابقة إنغريد بيتانكور المخاطر الشخصية التي يتعرض لها من يعارضون النظام. قالت: “عندما استُهدف أليخو، أدرك فورًا تورط النظام”. انتقدت سياسة الاتحاد الأوروبي في الاسترضاء، قائلة: “ديمقراطياتنا تتعرض للخطر. هذا النقص في التحرك يشجع النظام ويعرض سلامتنا للخطر”. دعت إلى الاعتراف بمريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كممثلين شرعيين للشعب الإيراني.
وأدان المؤسس المشارك لـ ISJ والنائب الأوروبي السابق باولو كاساكا الإفراج عن أسدي في عام 2023، رابطًا بينه وبين استمرار الأنشطة الإرهابية. قال: “الذين أبرموا هذه الصفقة المخزية مع النظام يتحملون مسؤولية محاولات مثل تلك التي استهدفت أليخو”. شدد كاساكا على أهمية تفكيك شبكة النظام لحماية الأمن الدولي.
واختتم المؤتمر بدعوة موحدة للتحرك، حاثًا الاتحاد الأوروبي على التخلي عن سياسة الاسترضاء واعتماد استراتيجية قائمة على المحاسبة ودعم المقاومة الديمقراطية في إيران. وتضمنت التوصيات الرئيسية تصنيف الحرس الإيراني ككيان إرهابي، قطع العلاقات الدبلوماسية، فرض عقوبات شديدة، والاعتراف رسميًا بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية و السيدةمريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية كقيادة شرعية قادرة على توجيه إيران نحو مستقبل ديمقراطي.
كانت الرسالة من المؤتمر واضحة: بدون تحول جذري وموحد في السياسة، ستظل أوروبا عرضة لشبكة الإرهاب المتنامية للنظام الإيراني، مما يهدد سلامة مواطنيها ونزاهة مؤسساتها الديمقراطية.