كتب. محمد فتح الباب
لا يعرف اسمه ولا يتذكر شيئا عن ماضيه أو حياته وكنهه، كل ما يعرفه هي تلك الآلام المبرحة التي لا تفارق جسده ، حينما تتورم قدميه فجأة ثم تسيل منها الدماء ،
يتخذ من أسفلت الطريق في شارع قاسم زينه بحي الروضة ، مأوى له ، ومن سماء جدة بالمملكة العربية السعودية غطاء يلتحف به ،
هو شاب مصري ، فقد ذاكرته ، ثم فقد وطنا يهتم به أو يبكي عليه ،حيث استغاث عدد من المصريين في جدة بالسفارة المصرية هناك ، لتتولى علاج مصري ، لا يتذكر اسمه ولا يعرف شيئا عن نفسه أو عائلته ، فأغلق السفير المصري بالسعودية أبواب القنصلية في وجوههم ، ولم يرحم شكواهم إليه وتوسلاتهم.
يقضي الشاب المصري نهاره ويبيت ليله في الطريق العام ، يعيش على ما يتصدق به البعض له من طعام ومال ،
وقد قامت الشرطة السعودية اكثر من مرة بتوقيفه ثم الإفراج عنه ؛ رأفة بحاله ، وإشفاقا منها على مرضه.
حينئذ لم يجد المصريون هناك بدا من نشر قضية هذا الشاب على مواقع التواصل الإجتماعي ؛ علها تجد آذانا صاغية وقلوبا رحيمة تشفق عليه ، أو أهلا يتعرفون على ابنهم الذي فقدوه فيرسلون إليه.