لماذا أنتَ تتركني
أعاني في الهوى وحدي..
لم لملمتَ أوراقكَ
ولم تنذر بها قلبي..
رحلتَ بدون إنذارٍٍ
رحلت بدون أن ادري
لمَ ترحل ؟
وترمي في الهوى قلبي
وترميني إلى قدرٍ
ياويحَ القلب من وجدٍ
وويحَ الروح من قدري..
وحارت فيك أفكاري
وها لم تجدي أعذاري
وأعذارك فلا تُجدي..
نلفُ وننثر الآهاتِ
فيستوطن بها قلبي
وصامتهٌ بلا صوتٍ
وصمتُ القلب قد يدوي..
لم ترحل ؟
وترحل فيك أنفاسي
وإحساسي مع العمرِ
يغيب الماضي والآتي
وأبقى ها هنا وحدي..
ظننتَ الأمن يأتيكَ
فهلا ارتحتَ في بعدي؟!
إلاما القلب يأتيكَ
وقلبك لم يَعُد يآتي؟
أروحُ إليك ألقاكَ
وانتظرُ بلا ردِ
أعانقُ فيك أيامي
وأدعو طيفك يأتي..
وهامت فيك آشواقي
وتقطن ملء أحداقي
وتسكنُ وجه فنجاني
ووجهي الآن قد يبكي..
أما يكفيكَ ماضاع
من الأحلام والعمر
من الآهاتِ من وجدي
من الأحزان.. من وجعي..
تلاقينا على الدرب
بلا خوفٍ ولا موعد
تلاقينا ولم نحسب
بأن الحب يجمعكَ وبجمعني
تلاقينا كأن الدنيا ترقبنا
وترجونا وتسمعنا وتبصرنا
بأنَّا حبها القادم
وأنا عشقها القادم
وإني طفلةٌ فيكَ
وأنتَ طفليَّ البكري..
وأنها سوف تحملني
وتحملك إلى دربي..
تلاشينا كما المطرِ
كما الأنفاسِ والعطر
وعشنا في الهوى عمرا
وصرت الوِردَ والفرضَ
وصرتُ سماءكَ جهراً
وصرتَ لروحي الأرضَ..
وحبك صار أغنيةً وأوديةً
وكنتَ سلامي مع بردى..
سكنت بقلبك الوردي
أعواماً وأياماً وأحلاماً
كنقشٍ عانق البردي
رحلت وفيكَ ما أبغي
أيرضيكَ عذاباتي وأناتي
سل الدنيا وحدِّثها.. أهل ترضى؟
فقلبي فيكَ قد مات
وشيعناه في صمتٍ
وأنت هناك لا تدري..
لم ترحل ؟
ونبضي فيك موصولٌ
ومأمورٌ بأقداركَ
فلا يسكن بك غيري..
فوالله هنا أحيا كما الأمواتِ
مفصولاً عن الدنيا ومصلوباً
على الجدران أحرس هاهنا قبري..
فلا تمضي
لعل الموتَ يرتحلُ
وأحيا بين أضلعك
أفيقُ كأنني طفلٌٌ
ويحيا ثانيا عمري..
لم ترحل
وقد سقنا الدني عشقاً
ونحن من صنعناه
وما دار على قوم ٍولم يطرح سوى كأسي..
تمهل وابتلع أنفاس فرقتنا وغربتنا
ورُدَّ إلىَّ أيامي التي للآن لم تبلُغ
ولم تحبو ولم تُجتث من أرضى
أعدُّ على أصابعنا
وهذي المرة المليون
أني لازلتُ أهواكَ
واعشقُ فيَّا رؤياكَ
وأن القلب لم يبخل..
فلا ترحل…