{ لمسات إيمانية و شخصيات لا تنسي } ■ { شموس أضاءت سماء الإسلام }
■ بقلم المستشار/ ممدوح إسماعيل الشهيدى
المحامي بالنقض •
■ الجزء الثالث :
■ أتناول في هذا الجزء الحديث عن شخصية لا تنسي و شمس أضاءت سماء الإسلام :
■ إنه فضيلة الإمام الاكبر شيخ الأزهر : جاد الحق على جاد
و يطلق عليه { الجبل الأشم }
■ أحببته فى صغرى لانني كنت دائما ارى فيه كثيرا من صفات سيدي أمير المؤمنين / عمر بن الخطاب رضي الله عنه و ارضاه ؛ و عاصرت فترة توليه أعباء مشيخة الأزهر •
■ كان لا يخشي إلا الله •
■ فضيلةالشيخ /جاد الحق ؛ كان في زيارة لاندونسيا ؛ فحمل الإندونسيون سيارته علي الأعناق •
■ عاش في كفر المصيلحة محافظة المنوفية و درس للرئيس السابق محمد حسني مبارك ؛ مقرر النحو في الثانوية العامة •
■ اختاره الرئيس السابق محمد حسني مبارك ؛ مفتيا للديار تحقيقا لرغبة والد الرئيس السابق الحاج السيد حاجب محكمة شبين •
■ رفض فضيلته طلب الرئيس السابق / محمد حسني مبارك بإصدار فتوي تحلل الفوائد •
■ طرد وزير الصحة والسكان بعد مكالمة مع الرئيس السابق
■ يحلو للمؤرخين وكتاب السير وصف الإمام الراحل الشيخ جاد الحق { بالجبل الأشم }
■ ولد فضيلة الشيخ بقرية بطرة مركز طلخا -محافظةالدقهلية( ٥ )ابريل ١٩١٧ ■درس بالأزهر حتي حصل علي العالمية من كلية الشريعة بتقدير ممتاز
■ تم تعيينه وكيلا للنيابة بالقضاء الشرعي و ترقي حتي أصبح قاضيا و رئيسا لمحكمة القضاء الشرعي بشبين الكوم التي تبعد عن كفر المصيلحة مسقط رأس الرئيس / محمدحسني مبارك ب ( ١٧٠٠ ) متر تقريبا •
■ الشيخ في بيت الرئيس محمد حسني مبارك :
■ كان جدول عمل الشيخ القاضي رئيس المحكمة أيام السبت والأحد والإثنين من كل أسبوع ؛ ومع تعذر المواصلات بين المنوفية و القاهرة اقترح عم السيد مبارك والد حسني طالب المرحلةالثانوية حينئذ وكان يعمل حاجبا بدائرة الشيخ جاد بمحكمة شبين الكوم و اقترح عليه استئجار دار مجاورة لداره بالكفر يقضي بها الشيخ أيام العمل الثلاثة من كل أسبوع درءا لأي تعب أو تأخير ؛ وافق الشيخ وسكن الدار (٦ ) سنوات تقريبا ولمزيد من راحة الشيخ قام عمي السيد مبارك بتوفير حمار مجهز لتوصيل الشيخ للمحكمة مقابل ( ٧٥ )قرشا شهريا ؛ يمسك عمي السيد بلجامه من اجل سلامة المستشار القاضي الشيخ جاد الذي بادل عمي السيد حبا بحب •
■ الرئيس السابق محمد السيد حسني مبارك ميحة في النحو :
■ و كان فضيلته و شغلا لوقت الفراغ مع طول الليل لاحظ شيخنا الطالب محمد السيدحسني ؛ يحمل كتبه من حين لآخر فاستدعاه لداره لمساعدته في دروس اللغة العربية و مقرر الشعر و القصة و الدين فلاحظ انه ضعيف جدا في هذه المواد فعكف علي تدريسها له بطريقة مبسطة ■أهلته لعبور المرحلة الثانويةثم بمجموع اهله للكلية الجوية فيما بعد •
■ التحاق فضيلة الشيخ للقضاء العادي :
■ التحق فضيلة الشيخ القاضي بالقضاء العام ؛ بعد الغاء القضاء الشرعي •
■ تدرج في المناصب حتي عمل قاضيا بالمحكمةالعلياللإستئناف •
■ ألف فضيلةالشيخ نحو (١٢ ) مؤلفا في القضاء تعد مراجع علمية مهمة للدارسين والقضاة •
■ في العام ١٩٧٨ و بعد أن أصبح حسني مبارك نائبا للرئيس السادات : تم اختيار الشيخ جاد الحق علي جاد الحق مفتيا للديار المصرية باقتراح من مبارك بعدما أوصاه والده عمي السيد مبارك أن ينظر في أي طلب لسعادة المستشار فضيلة الشيخ جاد وينفذه ؛ ولم يكن للشيخ أي طلب • بالفعل اقترح النائب مبارك اسم الشيخ جاد لتولي الإفتاء وقد كان وقاد الشيخ الدار نحو التطوير لأول مرة بخبرته الكبيرة في رئاسة المحاكم من ذي قبل •
■ عبارته الشهيرة للرئيس مبارك ( لا يا ريس الدين مفيهوش ( هزاز ) :
■في هذه الأثناء نبه بعض مستشاري الرئيس الي فتوي ترفع الحرج بشأن أرباح البنوك ليودع المصريون مدخراتهم بالبنك بدلا من تحت البلاطة ؛ فغضب فضيلة الشيخ وقال للرئيس : مش انا اللي بحلل وحرم اللي بيحلل ويحرم رب العزة ؛ لا يا سيادة الرئيس مش كده ؛ فضحك مبارك وحول الأمر مزحة فقال : دانا بهزر يامولانا ؛ فقال الشيخ :
{ الدين مفيهوش هزار يا سيادة } الرئيس ؛ و احمر وجه مبارك خجلا من الشيخ •
■ من الوزارة للمشيخة :
■ في يناير من العام ١٩٨٢ تم تعيين فضيلة الشيخ وزيرا للأوقاف
■ بعد شهرين و نصف توفي الإمام الدكتور / محمد عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر
■ وجه الرئيس مبارك بتعيين الشيخ جاد الحق شيخا للأزهر ( ١٧ ) مارس ١٩٨٢ ؛ علي خلاف المعتاد أن يكون فضيلة شيخ الأزهر من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية أو المجلس الأعلي للأزهر أو أساتذة الجامعة •••••
■ لكن تاريخ فضيلة الشيخ / جاد الحق على جاد ؛ القضائي و العلمي حال دون اعتراض العلماء
■ خاصة و أن مولانا الشعراوي اعتذر عن المشيخة و أشاد باختيار فضيلة الشيخ / جاد الحق شيخا للأزهر فكانت شهادة اجهضت كل احتمال للإعتراض •
■ الجبل الأشم :
■ هكذا قالوا عنه و هكذا كان فضيلة الشيخ يجلس علي كرسي المشيخة يرد للأزهر اعتباره وهيبته و يضبط مواقفه
■ كان فضيلة الشيخ يحسب لكل كلمة و لكل موقف حسابا يصب في خدمة الإسلام و المسلمين و يعلي مكانة الأزهر في نفوس الأمة •••
■ في زيارة فضيلته لأندونيسيا خرج الرئيس مع الوزارة لاستقباله بالمطار في مراسم استقبال الرؤساء :
■ ما ان ركب سيارة الرئاسة حتي اعترضه الشعب المسلم و حملوا سيارته علي أعناقهم بعد أن رفعوها من الأرض و أصروا علي حملها لولا تدخل أمن الرئاسة في إندونيسيا فوضعوها بسلام بين هتاف و بكاء فرحا بشيخ الأزهر الشيخ جاد الحق •
■ استعاد الأزهر مكانته العالمية بحكمة و وقار و مواقف فضيلة الشيخ من كافة القضايا التي تحاصر الأمة و في مقدمتها القدس عاصمة لفلسطين ؛ و زيادة المنح الدراسية لطلاب افريقيا واسيا واوربا •••
■ فتح الازهر للدراسة الحرة لطلاب العلم حتي بعد السبعين و من أي دولة •
■ طرد فضيلته للوزير د / ماهر مهران وزير الصحة و السكان :
■في العام ١٩٩٢ استجاب الرئيس مبارك لضغوط الأمريكان باستضافة مؤتمر السكان و في بنوده ما يمس ثوابت العقيدة الإسلامية و الأخلاق و القيم ؛ خاصة اباحة الشذوذ ؛ و زواج المثليين ؛ و تجريم ختان البنات ؛ و اعتبار ممارسة الجنس بعد( ١٨) سنة حرية شخصية و يحبس ولي الأمر حال اعتراضه •••
■ قبيل بدء المؤتمر بساعات ابلغ مدير مكتب الشيخ فضيلته : بحضور ضيف يقول إنه وزير الصحة و السكان فسأل فضيلة الشيخ : عايز إيه يعني دخلوه ••••
■ دخل د / ماهر مهران ؛ و سلم علي مولانا و أبلغه تحيات الرئيس مبارك والسيدة حرمه
■ ثم أردف قائلا : يود السيد الرئيس أن يصدر الأزهر بيانا يرحب و يدعم المؤتمر : فنظر إليه فضيلة الشيخ مرتابا و أمسك بالتلفون يطلب الرئيس :
فرد زكريا عزمي : اهلا يا مولانا اأمر من فضلك يا دكتور اكلم الرئيس لأمر هام ؛ حاضر ( ٤ ) دقائق يكون مع فضيلتك :
■ رد فضيلته السلام عليكم سيادة الرئيس : اشكرك علي تحيتك ابلغني معالي وزير الصحة ان سيادتك عايز بيان تأييد من الأزهر لمؤتمر السكان •••
■ استشعر الرئيس مبارك ؛ غضب فضيلة الشيخ فسبق و قال يا فضلية الإمام أنا لم أكلف ماهر مهران و لاغيره و لا قابلته من الأصل و لم اطلب بيانا من الأزهر : غير صحيح ■ تعمد فضيلة الشيخ : ان يرفع صوته و يشكر الرئيس علي موقفه : هذا عهدنا بك يا سيادة الرئيس الا تتدخل في شئون الأزهر شكرا لسيادتك •••
■ اصفر وجه الوزير و سقط الكرسي من تحته ؛ فوقف الشيخ و قال له : { شرفت يامعالي الوزير مع السلامة }
■ و لم يتحرك عن كرسي مكتبه خطوة واحدة : فخرج الوزير مطأطئ الرأس ••••
■ فضيلته يتقدم باستقالته :
■ في اليوم التالي اعلنت BBC عن مظاهرة و مسيرة للشواذ العراة بالقاهرة من امام نادي السكة الحديد و حتي نصب الجندي المجهول مرورا بجامعة الأزهر بمدينة نصر •••
■ فعاد فضيلة الشيخ إلي مكتبه بالمشيخة القديمة و الدم يغلي في عروقه و أمسك بالتليفون و طلب مكتب الرئيس : فرد عليه زكريا عزمي : فقال فضيلة الشيخ يا دكتور ورقة و قلم من فضلك و اكتب نص استقالتي من المشيخة فورا وسلمها للسيد الرئيس سأخرج ولن أعود ••• ■ تفهم عزمي غضب الشيخ و أبلغ الرئيس فأمر بمنع المسيرة ؛ و ضبط من يتواجد هناك واحالتهم للتحقيق
■ وأجهض الشيخ ألاعيب الأمريكان و الصهاينة و اسقط مؤتمرهم الذي لو نجح في مصر لسقطت و رقة التوت عن العالم العربي و الإسلامي و فقدنا كل شيم المروءة و العفة و الأخلاق
■ في يوم ( ١٥ ) مارس ١٩٩٦ توفي فضيلة الشيخ الإمام الاكبر /
جاد الحق علي جاد الحق ؛ إثر أزمة قلبية دهمته بعد أن صعد ( ٥) أدوار حتي يصل لشقته المتواضعة و هو ما كان يفعله كل يوم بعد أن رفض تجهيز مصعد له علي نفقة الدولة الدولة :
■ قائلا :
{ مالي و المال العام بيني ربنا }
■ رحم الله شيخنا القاضي الفقيه الجبل الأشم