الأدب و الأدباء

لماذا لا يحبنى العالم يا أمي ؟؟

بقلم :عمرو العويسي

قيل لي يوماً لم يحبني العالم ولم أحبه فافترقنا لن تكن الارض يوماً وطناً لنا ولم تكون ، نحن أبناء السماء” فقالت لى أمي ما جدوي هذا العالم ياعزيزي ، نحن خلقنا عالمنا بآلاف من التفاصيل ، صنعناها معا وأن كان العالم يعتقد أننا من الفئة المنبوذة، التي لا تستحق أن يلتفت إليها ، فالاجدر بنا أن نأخذ هذا العالم على محمل السخرية . كل خطوة نقطعها في هذا العالم ندرك معها شيئا جديدا ، نكتشف مساحة أخرى فهذا العالم قادرة على كسر قلوبنا ، نختبر صنوفا جديدة من الأسى ، ونعجز عن العودة لما كنا قبلها ، طرق اجبارية ولا سبيل لأن نجهل ثانية ، ما قد عرفنها بالفعل وأن حتى لم نطلب هذا الإدراك ، ولم نسع له ‏يصر العالم على أن هذه أشياء مهمة للنضج ، وأن هذه المعرفة غير المرغوب بها هي التي تجعلنا نحن ، لكن هل سنظل ننكسر هكذا في كل خطوة فقط لننضج⁦ . ‏كانت كومة هزائمنا أكبر من حمولة ظهرنا ، هزمتنا الحقائق التي أدركناها ، و الحنين الذي يتملك الروح ، و كانت أفظع جرائمنا اننا لم نسامح أنفسنا يوما ولم ننسى ، فأعلم أن الوجع ياعزيز يأتي دائما متنكرا ، يكون انيق جميل يأتي راقصا على اجمل مقطوعاتك الموسيقية ، يظهر بجرأة وبثقة ، لن يأتي ابدا وهو يحمل لافتة مدون عليها “احذر هنا تهلك” فلو كشفت حقيقته لن تكون يوماً له ضحية ، الطعنة دائما تأتي بعد العناق ياعزيزي . ‏ربما حينها فقط سنستطيع ان نحيد آلامنا قليلا ونبحث عن جمال ما في هذه الادوار التي فرضت علينا ، أو نتوقف قليلا عن البحث والركوض عبثا خلف ذواتنا القديمة ، أن نتجاوزها او نتركها تتجاوزنا ، أن نتأقلم مع ندوبنا ، ولا تثير ذعرنا كلما نظرنا إليها، ربما نجد الطاقة عندئذ لنستطيع المضي . فأعلم أن العالم أصبح مشوه لا ملامح واضحة له، لم نعد قادرين علي التفريق بين الطيب والشرير، في أحداث القصة تشابه الجميع ، حتى بات من الصعب التعرف على الجاني ، وتحديد هوية الضحية ، من نراه قاسياً قد نجده لينا ، وأيضاً من نقسم بطيبته قد يصرح آخر بأنه لم يسلم من شره ، لسنا بملائكة ولن نكون ، ولكن ياعزيزي لا تنزعج ولا تتأثر ما دمت انا بجوارك ما شأنك بالعالم أمك باقية ” فأنا أحبك” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى