بقلم / سعيد الشربينى
…………………………
الانحياز للتفاؤل (المعروف أيضًا باسم التفاؤل غير الواقعي أو المقارن ) هو انحياز يجعل الشخص يعتقد أنه أقل عرضة من الآخرين لمواجهة حدث سلبي. وتشترك أربعة عوامل في جعل الفرد منحازًا للتفاؤل وهي؛: حالته النهائية المرغوبة، وآلياته المعرفية، والمعلومات التي لديه عن نفسه في مقابل الآخرين، والمزاج العام. ويظهر الانحياز التفاؤلي في عدد من المواقف.
على سبيل المثال: الأشخاص الذين يعتقدون أنهم أقل عرضة لخطر الوقوع ضحايا لجرائم أو المدخنون الذين يعتقدون أنهم أقل عرضة من الآخرين للإصابة بسرطان الرئة أو مرض آخر أو لاعبو القفز البنجي لأول مرة الذين يعتقدون أنهم أقل عرضة من اللاعبين الآخرين للإصابة أو التجار الذين يعتقدون أنهم أقل عرضة لتكبد خسائر في الأسواق.
بالرغم من حدوث الانحياز للتفاؤل في كل من الأحداث الإيجابية، مثل اعتقاد المرء بأنه أكثر نجاحًا ماليًا من الآخرين، والأحداث السلبية، مثل الاعتقاد بأنه أقل عرضة للوقوع في مشكلة تعاطي الكحوليات، فإن هناك الكثير من الأبحاث والأدلة التي تدل على أن الانحياز للأحداث السلبية أقوى. ومع ذلك، تنتج عواقب مختلفة عن هذين النوعين من الأحداث: فكثيرًا ما تؤدي الأحداث الإيجابية إلى مشاعر السعادة واحترام الذات، بينما تؤدي الأحداث السلبية إلى عواقب تتضمن المزيد من المخاطر، مثل التورط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر وعدم اتخاذ التدابير الوقائية للسلامة.
ومن الواضح ان هذا النوع من التفاؤل الغير واقعى قد اصاب قطاع كبير من المثقفين والساسة بعد ثورة يناير والثلاثين من يونيو.
اللذين قد هللوا من قبل للمؤتمر الاقتصادى الذى اقيم بشرم الشيخ وأخذوا يصدرون الينا عبر وسائل الاعلام المختلفة بأننا على اعتاب عصر الذهب . والنتيجة الواقعية التى لمسها المواطن حتى البسيط بأن هذا المؤتمر لم يعود بالنفع ولم يغير فى الامر شئ .
بل لم يآتى مستثمر واحد ليقيم مشروعآ ولو بدولار واحد . وكذلك الحال بالنسبة للعلاقات المصرية الروسية والمقابلات والترحاب وباتت وسائل الاعلام لتذف الينا البشرى بأننا قد خرجنا من عبائة التابعية الامريكية للنطلق الى القطب الروسى الذى سوف يحدث طفرة فى الحياة المجتمعية المصرية بما يعود بالنفع على المواطن . والنتيجة اننا ماذلنا نعانى من توقف الرحلات السياحية الروسية بسبب حادثة الطائرة .
وفى هذا الصدد ذاته هؤلاء المهللون اللذين اعتادوا على ركوب سفينة التفاؤل الغير واقعى لم يتلعلمون الدرس جيدآ وماذالوا يهللون لزيارة الرئيس الى امريكا ليصدرون الينا من جديد بأن هذه الزيارة سوف تقلب موازين الحياة المجتمعية المصرية من الداخل . وان ترامب وامريكا هما الفانوس السحرى للمواطن المصرى الذى ماذال يعانى ضيق العيش .
هذا المواطن الذى لايعنيه هذه البروبوجندة من مقابلات وقبلات وترحيبات . ولكن ما يعنيه هو ان يلمس شيئآ على ارض الواقع ليغير من الظروف المعيشية الضيقة .
فكل هذه الدول مجتمعة لايعنيها غير مصلحتها فى منطقة الشرق الاوسط وخاصة مصر التى تمثل حجر الزاوية للوطن العربى . فلن تخرج دولة منهم دولار واحد الا اذا كان هناك مقابل يعود بالنفع عليها وعلى شعوبها .
فهذه القوى الدولية ليس لها دخل بحياة المواطن فى الداخل من حيث زيادة الاسعار أو القضاء على الفساد أو تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية أو رفع كاهل العناء عن المواطن المصرى الذى اصبح يحلم بالأسماك – اللحوم – والدواجن – والخضروات – الادوية – والكهرباء – والغاز .والتعليم – الصحة – والعدالة الاجتماعية ..الخ .
فكل هذه التفاؤلات بالترحيبات والقبلات والتهليلات لاتثمن ولا تغنى المواطن من جوع . ولم ترفع عن كاهله اعباء المعيشة التى اصبحت لاتطاق . ما يعنيه هو ان يلمس شيئآ حقيقيآ على ارض الواقع يعود بالنفع عليه وعلى اسرته ويرفع عنه هذا البلاء الذى حل به .
( حمى الله مصر حمى الله الوطن )
تحريرآ فى : 5 / 4 / 2017