مقالات واراء

للصوم حدود

بقلم :احمد الحداد

 لم يكن المعزى من الصوم يوما هو تأديبا للمعده او معاقبة اعضاء الجسم بالمنع الوظيفى عن ممارسة الفطرة اليومية..انما شُرع الصيام تهذيبا للشهوة وتربية للنفس …واحساسا بذوى الفاقة وأٓلام ذوى العسرة… إن أيقنت ذلك المعنى واحسست ذلك الشعور فقد فهمت معنى الصيام بلغة العقل ومازال ينقصك ان تترجمه بلغة الفعل …المبنى على التكافل المادى بدعم الفقراء وإسعاد نفوسهم ..المبنى على سماحة العفو و تقبل خطأ الاخر بانكار ذاتك …المبنى على التضرع لله دعاءا للغير عن ظهر قلب …المقدر لأنعم الله الحسيه والحركيه والمتناسى بين أنات بكائه الصامت فى صفوف المتهجدين زهو الدنيا ومتاعها … لم اكن يوما رجل دين متبحرا في علومه قدر ما اهتممت بفلسفة احكامه لاحسن تطبيقها … يؤسفنى امة المسلمين ان ابحث فيكم عن مسلمين …ابحث عن رجال لم يشغلهم الجلباب الابيض وقصره قدر ما يشغلهم بياض قلوبهم من الحقد والدنس… اتمنى فيه ان استرجع صدق الامس ودفئ رحابته بموائد رحمانه التى كانت تسع بالاجبار الماره وعبارى السبيل … تؤلمنى ذكريات الطفوله وفوانيس الفرحه وزخرفات الشوارع والأزقه بسيطه التكوين بايدى اطفال الحى من اوراق دفاترهم المدرسيه … اشتاق لرؤية طبق حلوى من صنع امى وجيرانها يتبادلونه بود يوميا فى موعد الاذان حتى يأتى وقت يفقد الطبق صاحبته.. مازال بأذنى اصداء قرع الابواب بخروج المهرولين للصلاه دون تشدد او تمظهر …مازلت اشتم رائحه عطورهم القديمه و دعواتهم الفطريه البسيطه ومازال صدق امام المسجد المتهجد بغير اطاله والغير متباكى عمدا يرسم بداخلى جمال الماضى وروعه ايامه وابطال مشهده.. قليل الطعام كان به بركه …وكثيره كان للسائل والجار… به نصيب… طبول المسحرين كانت هى شهاده قدوم رمضان وغنوتهم ترانيم دين يغسل النفس ويبعث النشاط … تلفازنا الغير ملون بقناتيه له بعد ثالث… يتألق فى إلتفافنا الاسرى وترجمه جدى وجدتى لكل مشهد على شاشته رغم اننا نعيه تماما ….تفاعل حسى يضفى على المسلسل والسيناريو مصداقيه الاداء … تقاليد واداب غير مباشره كانت تبثها شاشتنا الصغيره بغير ابتذال او عرى او اسفاف فكرى يجرح شعور بناءنا الهرمى حولها … حتى الدعوات وتبريكات الشهر الكريم وتهنئته كانت اكثر صدقا لكونها اكثر عناءا …فلا مجال لرسائل واتس اب مُسطره ولا دقائق اتصال مجانيه… باختصاااااار… (أعاده الله عليكم بالصحه والستر …رمضان كريم)

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى