كتب – أحمد عكاشه
أعرب خالد طوسون, الناشط العمالى السكندرى المعروف وعضو لجنة تسيير الأعمال فى “المؤتمر الدائم لعمال الأسكندرية” عن دعمه الكامل لحق كافة الفئات من موظفين وعمال وجميع المُشتغلين بأجر فى تنظيم انفسهم فى الشكل الذى يتناسب معهم بحيث يكون معبر عن مصالحهم ومدافع عن حقوقهم, خاصة فى ظل ما يتعرض له هؤلاء من ظلم وتهميش وقمع وتجاهل تام لمطالبهم المشروعة التى تُمكنهم هم وأسرهم من العيش حياة كريمة تليق بمواطن فى دولة نتمنى يوما ً أن تكون دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
وأكد طوسون بخصوص القضية التى أثيرت مؤخرا ً على خلفية تصدى أجهزة مختلفة بوزارة الداخلية لما أطلق عليه “إئتلاف أمناء الشرطة” وإعتقال بعضهم ومنعهم من الظهور فى إحدى القنوات الفضائية للإعلان عن مشكلاتهم وما يتعرضون له على حد تعبيرهم من حملة شرسة تستهدف النيل منهم مهنيا ً ومعنويا ً وتحويلهم إلى كبش فداء لكافة تجاوزات الشرطة الممنهجة منها وغير الممنهجة.
فأشار طوسون إلى رفضه التام لمثل هذه الممارسات القمعية التى تخرج عن إطار القانون والدستور المصريين وتخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية ومصر من الدول المُوقعة على عدد كبير منها. ولا يغير من ذلك شيئا ً أن أمناء الشرطة فى النهاية ينتمون إلى جهاز من أجهزة الدولة لا يؤمن بحقوق المواطنين ولا حتى بحقوق الإنسان بشكل عام ويتعامل مع كل من بخارجه على أنه بنى آدم من الدرجة الثانية ويرتكب كافة التجاوزات والإنتهاكات فقط ليخرج من بعدها ويتحدث عن أحداث إستثنائية وممارسات فردية وهو ما لا يعد يصدقه أحد من المواطنين الذين يرون عكس ذلك أمامهم كل يوم وخاصة الطبقات الفقيرة والكادحة التى لا ظهر لها يحميها.
إلا أن طوسون أشار فى الوقت نفسه إلى أن الإعتراف بحق الجميع لا يعنى بالضرورة التضامن معهم جميعا ً أى كانت توجهاتهم حيث أنه ليس من العقل والمنطق فى شئ أن يتضامن العمال اليوم مع أمناء الشرطة الذين يدينون بالولاء لجهاز يعلن فى كل مناسبة معاداته الصريحة لكافة الحركات الديمقراطية وعلى رأسها الحراك العمالى ولهم هم أنفسهم تاريخ أسود فى التعامل مع الإحتجاجات العمالية بكافة أنواعها وقمعها والتعدى على المشاركين فيها بمنتهى القسوة والعنف. وهم لن يترددوا ولو للحظة فى سلك هذا الدرب مجددا ً بمجرد إنتهاء مشكلاتهم مع قياداتهم وسيكون هذا وقتها بمساندة العمال بطريق غير مباشر.
وعليه دعا طوسون كافة النقابات المستقلة إلى التكاتف والتوحد فى وجه الحملات المريبة التى يتعرضون لها من أجهزة الدولة والإتحاد العام لعمال مصر ومحاولة القضاء عليهم وتصفيتهم دون أن يعنى ذلك بالضرورة التضامن مع أعداء الديمقراطية وأعمدة الدولة البوليسية ومساندة الإضطهاد والإستبداد من منطق حقوقى جميل ولكن حالم فى الوقت نفسه, مُحذرا ً أن ذلك لن يفقد الحركة العمالية مصداقيتها فقط ولكنه سيؤدى أيضا ً إلى تفككها وتشرذمها لأن عمال مصر لن يقبلوا أن يكونوا أداة فى يد أحد لتحقيق ما لا يمت لمصالحهم بصلة من قريب أو بعيد.