كان في الصف الأول حين أحس بضربات قلبه كلما مرت بقربه ، أو أتى أحد على ذكرها. وكان يمعن النظر في شعرها الكستنائي ويتمنى من أعماق قلبه أن تكون له. حاول أن تطلب منه 15 يومًا
يمكنه أن يخبارها بحقيقة مشاعرها ، لكنه لا يزال الصمت حتى لا يخسرها للأبد.
وفي الصف الثاني ، توطدت أواصر الصداقة بينهما ، حتى وأنها أسرت بقسوة أبيها معها ، وفظاظته التي لا تحتمل. وينظر إلى شعرها الكستنائي ويتمنى في أعماق قلبه يضمها وأن يربت على كتفيها وأن يقص عليها حكاية عاشق لا تشرق شمسه إلا من بين جفونها ، لكنه يفقدها كصديقة.
في الصف الثالث ، حكته هو ببراءتها المعهودة كيف نشب الوجد أظفاره في قلبها ، وكيف أنها تقع في حب الشباب في الحلقة الرابعة يلاحقها ، أشهرا حتى أسلمت قيادها.
ظل ينظر إلى شعرها الكستنائي ، والدموع تتلألأ في عينيه.
كان يريد أن يصرخ فيها ويصارحها بأن هناك شابًا لمعرفته من النساء غيرها ، حبوب مستعدة لفقد عينيه وأهله والناس أجمعين.
وحين أنهت عامها الرابع ، جاءته على استحياء لتسلمه بطاقة دعوة لحضور زفافها الوشيك.
ظل ينظر إلى معطف تخرجها ، يظهر شعرها الكستنائي ، وشعر أن الحياة تخرج من بين جنبيه ، وأن الدنيا صارت أشد ظلمة من وشاحها.
كان يريد أن يمزق يحتاج إلى وجهها ، وأن يبوح لها بحقيقة مشاعره ، لكنه كالعادة آثر الصمت. لم يرفع صاحبنا عينيه عن شعرها الكستنائي والتاج الذي يزين رأسها ، لكن لا تتحرك في هذه المرة.
وآثر أن يكون دخوله سريعا وخروجه آمنا. أدرك أن كان يتوقع وفوق ما كان يتوقعه.
وبعد أن تكون خمس سنوات من العمر ، قد تكون خبراتها المعرفية المضاعفة. هرول صاحبنا إلى المشفى ليلقي نظرة وداع على الفتاة التي لن تشرق شمسه بعد رحيلها أبدًا
ولكن قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة ، بيد راجفة دفتر مذكراتها الجامعية.
وقد عاد صاحبنا إلى غرفته وقد أغلقت السماوات أبوابها في وجهه فجأة دون رحمة ، جلس إلى طاولته العارية ، وفتح دفترها القديم ليقرأ: “كم وددت أن أخبره بحقيقة مشاعري نحوه.
كنت أريد أن أضمه إلى صدري ، وأن أصرخ في وجهه بأنني لا أريده صديقا. “