اسليدراهم المقالاتمقالات واراء

لقاء في السماء 

كتبت / فايزة ربيع

إنه لقاء الحب المطلق من منا لم ينتظر هذه اللحظة …!
عندما ينادي منادي في الجنة ” حي على زيارة الرحمن ”
و يا له من من لقاء منتظر …
هل انتبهنا إلى من نحن ذاهبون ؟ إنه سبحانه رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما ، إنه الحبيب الحق ؛ خالقنا و راحمنا و ساترنا …
لم نَفَر من هذه اللحظة ! لم نخشاها ؟
ربما لأن هذا اللقاء متعلق في أذهاننا بالموت و اقتراب موعد النهاية ، و هذا يرجع لأننا لم نستشعر المعنى الحقيقي لهذا اللقاء لأنه لم يتجاوز عقولنا التي لم تعي سوى الحسابات و النتائج ، فيذهب العقل بِنَا ليعد الحسرات على ماهو فات و الخوف من ما هو آت من جزاء و عقاب و فراق للأحباب ..
و لكن هلا تركت العنان لقلبك و أودعت فيه هذا اللقاء ، دعه يمتلئ به و يستوعبه ، فقلوبنا جميعاً ما زالت تحتفظ بالفطرة التي ستعيدك لخالقك لتستشعر بأن هذا اللقاء هو الملاذ و هو الوصول للآمان و الإستسلام التام ..
لما اقتصرنا هذا اللقاء على الآخرة و لماذا ننتظر و نحرم أنفسنا إستحضار هذه اللذة ، فما أجمله من شعور عندما نقترب ، و ما لنا ألا نقترب لنعبر إلى النور و الرحمة و الراحة المطلقة !!
أليست هذة هي غايتنا في هذة الحياة و ما نبحث عنه ؟
و لكننا نبحث بعيداً و هو أقرب ما يكون ، نعم ” إنه أقرب إلينا من حبل الوريد ” …
فمن منا لا يتعثر في طريق الحياة ، و تمر عليه لحظات و أياماً و كأن الدنيا تضيق عليه بما رحبت فيشعر بالغربة حتى و إن كان بين الأصحاب و الأحباب !
إنه شعور غريب يتملكنا فأحياناً يكون له العديد من الأسباب و الظروف ، و أحياناً أخرى لا نعلم ما الذي أحل بِنَا و ما الذي يجعلنا نشعر و كأن شيئاً ما ينقصنا و لا ندري ما هو ..
إنه الإشتياق ؛ نعم اشتياق الروح إلى خالقها ، فهي تتغذى من تسبيحه ، و ترتوي من رحماته ، و تستعيد نقائها بالقرب منه ..
فحينما يتملكنا هذا الشعور باللاشعور و الإحساس بالزيغ و الضياع !
فهنا علينا أن نعلم بأن الروح تأبى إلا أن تخلو بخالقها ..
إذهب للقاء ربك ؛ فهو ليس لقاء قاصراً على الآخرة أو النهاية ، بل بالعكس ؛ فهنا دائماً تكون البداية لكل ما هو حق ، و لكل ما يحمله السلام النفسي من معنى ..
فما عليك سوى أن توقن بأن هذا القرب هو مفتاح السعادة الذي سيفتح لك أبواب السماء ( يقيناً ) لتجده مجيباً لك ” لبيك عبدي ” و ما أجملها من إجابة ..
فقط تطلع إلى السماء و افتح قلبك و أغمض عينيك و اطلق العنان لروحك المشتاقة لتسبح في ملكوته ، و ناجيه بأعلى همساتك منادياً ؛ ياااخالقي ردّني إليك رداً جميلاً و اشكي إليه نفسك و شرودها ..
استشعر الإجابة و استمتع باللقاء ..
فهو لقاء إن أحببته أحب الله لقائك ..
و إن أحب الله لقائك ، فهنيئاً لك جنة عرضها السموات و الأرض ، و هنيئاً لك بنداء السعادة ..
حى على زيارة الرحمن

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم حاجب الاعلانات

يرجي غلق حاجب الاعلانات للاستمرار فى تصفح الجريدة