إنه لقاء الحب المطلق من منا لم ينتظر هذه اللحظة …!
عندما ينادي منادي في الجنة ” حي على زيارة الرحمن ”
و يا له من من لقاء منتظر …
هل انتبهنا إلى من نحن ذاهبون ؟ إنه سبحانه رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما ، إنه الحبيب الحق ؛ خالقنا و راحمنا و ساترنا …
لم نَفَر من هذه اللحظة ! لم نخشاها ؟
ربما لأن هذا اللقاء متعلق في أذهاننا بالموت و اقتراب موعد النهاية ، و هذا يرجع لأننا لم نستشعر المعنى الحقيقي لهذا اللقاء لأنه لم يتجاوز عقولنا التي لم تعي سوى الحسابات و النتائج ، فيذهب العقل بِنَا ليعد الحسرات على ماهو فات و الخوف من ما هو آت من جزاء و عقاب و فراق للأحباب ..
و لكن هلا تركت العنان لقلبك و أودعت فيه هذا اللقاء ، دعه يمتلئ به و يستوعبه ، فقلوبنا جميعاً ما زالت تحتفظ بالفطرة التي ستعيدك لخالقك لتستشعر بأن هذا اللقاء هو الملاذ و هو الوصول للآمان و الإستسلام التام ..
لما اقتصرنا هذا اللقاء على الآخرة و لماذا ننتظر و نحرم أنفسنا إستحضار هذه اللذة ، فما أجمله من شعور عندما نقترب ، و ما لنا ألا نقترب لنعبر إلى النور و الرحمة و الراحة المطلقة !!
أليست هذة هي غايتنا في هذة الحياة و ما نبحث عنه ؟
و لكننا نبحث بعيداً و هو أقرب ما يكون ، نعم ” إنه أقرب إلينا من حبل الوريد ” …
فمن منا لا يتعثر في طريق الحياة ، و تمر عليه لحظات و أياماً و كأن الدنيا تضيق عليه بما رحبت فيشعر بالغربة حتى و إن كان بين الأصحاب و الأحباب !
إنه شعور غريب يتملكنا فأحياناً يكون له العديد من الأسباب و الظروف ، و أحياناً أخرى لا نعلم ما الذي أحل بِنَا و ما الذي يجعلنا نشعر و كأن شيئاً ما ينقصنا و لا ندري ما هو ..
إنه الإشتياق ؛ نعم اشتياق الروح إلى خالقها ، فهي تتغذى من تسبيحه ، و ترتوي من رحماته ، و تستعيد نقائها بالقرب منه ..
فحينما يتملكنا هذا الشعور باللاشعور و الإحساس بالزيغ و الضياع !
فهنا علينا أن نعلم بأن الروح تأبى إلا أن تخلو بخالقها ..
إذهب للقاء ربك ؛ فهو ليس لقاء قاصراً على الآخرة أو النهاية ، بل بالعكس ؛ فهنا دائماً تكون البداية لكل ما هو حق ، و لكل ما يحمله السلام النفسي من معنى ..
فما عليك سوى أن توقن بأن هذا القرب هو مفتاح السعادة الذي سيفتح لك أبواب السماء ( يقيناً ) لتجده مجيباً لك ” لبيك عبدي ” و ما أجملها من إجابة ..
فقط تطلع إلى السماء و افتح قلبك و أغمض عينيك و اطلق العنان لروحك المشتاقة لتسبح في ملكوته ، و ناجيه بأعلى همساتك منادياً ؛ ياااخالقي ردّني إليك رداً جميلاً و اشكي إليه نفسك و شرودها ..
استشعر الإجابة و استمتع باللقاء ..
فهو لقاء إن أحببته أحب الله لقائك ..
و إن أحب الله لقائك ، فهنيئاً لك جنة عرضها السموات و الأرض ، و هنيئاً لك بنداء السعادة ..
حى على زيارة الرحمن