الساعه تقترب من الخامسة مساء والطقس منعش فقد بدأ يميل للبرودة قليلاً فنحن في اوائل الخريف ..
انشغلت بقراءة وجوه الناس .. كانت احاديث الغلاء وضعف الأجور وفواتير الكهرباء والمياه وإزدحام الفصول وصعود مصر إلى كأس العالم هي الغالبة ..
كنت أحدث نفسي لقد تغير الناس في بلادي كثيرًا وأختفت الإبتسامة من فوق الوجوه وحل محلها العبوس .. فسبحان من بيده مقاليد كل شيء ..
وفجأة جلس أمامي على المقعد المقابل شاب في الثلاثين من العمر .. كان يحاول إخفاء دموعه بنظارة شمسيه ولكن غافلته إحداها وصنعت لنفسها مجرى فوق خده ..؟
فوجدت نفسي أخرج علبة المناديل الكلينكس وأقدم له واحدة .. وأنا أقول له بإبتسامه: جاءتك فرصة الفضفضه لشخص عابر غريب سيحمل عنك سرك الذي يؤلم روحك .. ويهبط في آخر محطه فأسرع وأنتهز الفرصة ..؟
وبالفعل وبلا أي مقدمات قال: تعرفت عليها في أول يوم عمل لنا بالشركة .. وبسرعة صرنا أصحاب وتمادينا بمشاعرنا وصرنا أحباب وأخذتنا غفوة الأحلام واستيقظنا على صفعة الأيام ..
وعجزي عن شراء شقه وشبكه وأجهزة فهجرتني ورجعنا أغراب .. ولكني مازالت اراقبها وأتمزق وأنا أشاهدها تخرج من العمل وهناك شاب بسيارة حديثة ينتظرها ..
فقلت له بسرعة وقبل أن أنزل إلى محطتي التي كانت تقترب: يا صديقي الغريب . المراقبة بعد الفراق .. من مهلكات النفس .. أنتبه إلى نفسك وأبحث لك عن شريك آخر مناسب فالعمر قطار لا تعلم متى تأتى محطة نزولك ..
وتركت مقعدى بسرعه لشابة جميلة كانت تراقبنا وربما سمعت القصه .. وأرادت أن تلعب في حياته دور البطولة .. تمت