كتب: محمود ابو مسلم
تقول لحياني الومهالي الادريسي ولد جلالة الملك محمد السادس فى 21 أغسطس 1963 هو الملك الثالث والعشرون لسلالة العلويين. وتمت البيعة الشرعية له ملكًا يوم 23 يوليو 1999 إثر وفاة والده الملك الحسن الثاني. وبحسب دراسة نشرت في عام 2009 وأشرف عليها باحثون ومختصون دوليون، فإنه واحد من بين أكثر خمسين شخصية مسلمة تأثيرًا في العالم.
الاسلوب المتبع في تربيته
نحن في سنة 1942,المغرب خاضع لسلطة الحماية,وعمر الأمير مولاي الحسن لم يتجاوز 13 سنة,البلاد بالكاد تستيقظ من سباتها وتكتشف الحداثة,عندما أدرك السلطان محمد الخامس ضرورة توفير تربية مزدوجة لأبنائه أي تقليدية على الطريقة القديمة,كي لا تتأثر الأسس التي تنبني عليها المؤسسة الملكية,وعصرية على الطريقة الغربية,كي يستطيع الأبناء فهم حقائق عصرهم.هكذا ولدت”المدرسة المولوية” فضاء خاص يتبع مباشرة للقصر.كان تصوره منذ البداية قائما على توفير تعليم نخبوي,يمزج بين النظام المغربي والفرنسي,بعيدا عن العيون,وبمنأى عن وصاية الدولة,مع صرامة على مستوى السلوك فضلا عن نظام”تنشئة خاص بالأمراء الصغار” بكل ما يتطلبه من مرافق ضورطوار,مطعم…الخ.قرا,كول ونعس.سرعان ما أحدث فصلان دراسيان واحد لمولاي الحسن وآخر,في ما بعد لمولاي عبد الله الذي يصغره بخمس سنوات.حوالي عشرة تلاميذ,ينحدرون من مختلف جهات المملكة,معظهم من أبناء الأعيان أو أبناء مقربين ومتعودين على القصر.جرى اختيارهم بعناية كي يرافقوا الأميرين في تربيتهما.بعد تعليم تقليدي,ديني في أساسه,بداوه على ست سنين,التحق مولاي الحسن ومولاي عبد الله,على التوالي ب”المدرسة المولوية” كي يتمما تربيتهما,قرآن,فلسفة,تربية اسلامية,رياصيات عصرية…المنهجية أعطت كلها ونجحت”المدرسة المولوية” في هدفها أن تكون نخبة مثقفة وعصرية,منغرسة في تربة التقاليد الشريفة تماما كما أراد محمد الخامس.عندما أصبح الحسن الثاني ملكا وأبا,طبق مخطط والده وربى أبناءه على النحو ذاته.استعاد منهجية محمد الخامس في خطوطها العريضة مع تغييرات طفيفة,هكذا بدأ ولي العهد سيدي محمد تعليمه الديني في سن الرابعة,وابتداء من سنة 1973,أنشيء له فصل يتكون من أثني عشر تلميذا,ينحدرون من الجهات الأساسية للبلاد,من أجل تمثيلية جغرافية متوازنة.الى جانب أبناء الاعيان,حاول الحسن الثاني أن يدمج تلاميذ ينحدرون من طبقات شعبية,شريطة أن يكونوا متفوقين دراسيا.بالنسبة لمولاي رشيد,الذي أنشىء فصله ابتداء من 1982,دار ليه تخليطة أخرى معظم زملائه من أبناء الأعيان والنظام الدراسي أكثر مرونة مقارنة مع النظام المتبع في قسم سيدي محمد.مع الاشارة الى أن “المدرسة المولوية” ليست مختلطة.الأميرات يدرسن في ملحقة قريبة,من مدرسة الأمراء
النشأة والتعليم
أدخله والده في سن الرابعة، إلى الكتاب القرآني الملحق بالقصر الملكي.
أنهى الدراسة في السلكين الابتدائي ميديا:والثانوي بالمعهد المولوي، وحصل على ال”باكالوريا”، في يونيو 1981 واصل الدراسات العليا في الحقوق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث نال في سنة 1985، الإجازة في موضوع “الاتحاد العربي الإفريقي واستراتيجية المملكة في مجال العلاقات الدولية. في سنة 1987” و1988 حصل على الشهادتين الأولى والثانية للدراسات العليا ،شهادة الدراسات المعمقة في العلوم السياسية والقانون العام بامتياز
تلقى خلال سنتي 1988 و1989، تدريبا لمدة ستة أشهر بديوان السيد جاك دولور، رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية الأوروبية آنذاك.
وفي يوم 29 أكتوبر 1993 نال شهادة الدكتوراه في الحقوق بميزة مشرف جدا، من جامعة نيس صوفيا انتبوليس الفرنسية
إثر مناقشة أطروحة في موضوع “التعاون بين السوق الأوروبية المشتركة واتحاد المغرب العربي”.* منحته جامعة جورج واشنطن درجة الدكتورة الفخرية في 22 يونيو سنة 2000.
محمد السادس وليا للعهد
عندما كان وليا للعهد كلفه والده الملك الحسن الثاني بالعديد من المهام، و أوفده مبعوثا لدى قادة الدول الشقيقة والصديقة. كما شارك في العديد من الملتقيات، على المستوى الوطني والعربي والإسلامي والإفريقي والدولي:
• في الرابعة من عمره، رافق الملك والده في الزيارة الرسمية التي قام بها للولايات المتحدة الأمريكية يومي 9 و10 فبراير 1967. • وكانت أول مهمة رسمية قام بها إلى الخارج بتاريخ 6 أبريل 1974، وذلك لتمثيل والده في القداس الديني بكاتدرائية “نوتردام” بباريس، إثر وفاة الرئيس الفرنسي الراحل جورج بومبيدو. كما مثل والده في تشييع جنازة إمبراطور اليابان هيرو هيتو، يوم 23 فبراير 1989. • قام بزيارة لعدد من الدول الإفريقية، من 23 إلى 30 يوليوز 1980، حيث التقى برؤساء السينغال السيد ليوبولد سيدار سنغور، وغينيا السيد أحمد سيكوتوري، وكوت ديفوار السيد هوفويت بوانيي، والكاميرون السيد أحمدو أحيجو، ونيجيريا السيد شيهو شاغاري، وسلمهم رسائل شخصية من والده الملك الحسن الثاني.
قام بزيارة رسمية للمملكة العربية السعودية من 11 إلى 18 مـارس 1986، ولليابان من 7 إلى 21 مارس 1987. • ترأس الوفود المغربية المشاركة في أشغال عدة مؤتمرات دولية وجهوية منها :القمة السابعة لدول عدم الانحياز، المنعقدة في نيودلهي يوم 10 مارس 1983.
اجتماع لجنة المتابعة المنبثقة عن منظمة الوحدة الإفريقية الخاصة بالصحراء، في أديس أبابا، يوم 21 شتنبر 1983.
القمة الفرنسية الإفريقية العاشرة، المجتمعة في فيتال، في يوم 3 أكتوبر 1983.
اجتماع الفريق الاستشاري المكلف بإعداد الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، بتاريخ 04 ماي 1994 ، في جنيف.
الدورة الاستثنائية للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، المنعقدة من 21 إلى 27 يونيو 1997 بالبرازيل، حول البيئة والمسماة “قمة الأرض”.
تـرأس التظـاهرات التاليـة : افتتاح أشغال المؤتمر الوزاري “للكات” (مراكش 12 أبريل 1994). • افتتاح أعمال اللجنة الوطنية للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، يوم 12 يناير 1995. • الجلسة الختامية للندوة الدولية المنعقدة بباريس حول موضوع “العلاقات المغربية الأوروبية”، بتاريخ 9 أبريل 1996. • افتتاح مكتب المجلس المغربي الأمريكي للتجارة والاستثمارات، بنيويورك، بتاريخ 10 دجنبر 1996
تولى اللجان التالية :اللجنة المنظمة للدورة التاسعة لألعاب حوض البحر الأبيض المتوسط، المقامة في الدار البيضاء (18 مارس 1982). – اللجنة المكلفة بتنظيم الدورة السادسة للألعاب العربية (11 أبريل 1985).
اعتلاء العرش
اعتلى الملك محمد السادس، عرش المغرب، طبقا للفصل 20 من الدستور، في يوم 23 يوليو 1999، على إثر وفاة والده الملك الحسن الثاني. وتلقى في نفس اليوم، البيعة وذلك بقاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط. وفي 30 يوليو 1999، أدى الملك محمد السادس رسميا صلاة الجمعة، وألقى أول خطاب للعرش. وقد اعتمد هذا التاريخ رسميا للاحتفال بعيد العرش
زواجه من الاميرة لالة سلمى
يوم الخميس 21 مارس سنة 2002 تم عقد القران في القصر الملكي بالرباط و بدأت حفلات الزفاف التي اطلع عليها الشعب المغربي و العالم بأسره في مدينة مراكش يوم الجمعة 12 أبريل 2002. و منحت زوجة الملك محمد السادس لقب صاحبة السمو الملكي؛ مع العلم بأن زوجات الملوك كن يلقبن بأم الأمراء و أم الشرفاء. لقد أتيح للشعب لأول مرة اكتشاف طقوس زواج الملك الذي تم وفق التقاليد المغربية. لقد كان لزواج الملك من ابنة الشعب الأثر الكبير على تصور الشعب حول زوجة الملك و طقوس الزفاف الملكي الذي توج قصة حب بين الملك و ابنة الشعب. فما كان حديث الخاصة و العامة على حد سواء سوى عن هذا الزواج الأشبه بقصص ألف ليلة و ليلة.
ميلاد الأمير الحسن
أعلن في الساعة الثامنة من يوم 8 ماي 2003 في المغرب، عن ميلاد مولود للعاهل المغربي الملك محمد السادس من حرمه الأميرة للا سلمى. واطلق الملك محمد السادس على نجله اسم«مولاي الحسن» تيمنا بوالده الراحل الملك الحسن الثاني. وبمقتضى الدستور المغربي سيحمل الأمير الحسن لقب ولي العهد
الإنجازات المحققة
– هناك منجزات كبرى تحسب لهذه المرحلة، تأتي على رأسها تجربة هيئة المصالحة والإنصاف التي راكمت مجهودات كبيرة على مستوى تعويض ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وإعادة الاعتبار إليهم، كما أن جزءا مهما من توصياتها الهامة التي تعد مدخلا لتحصين الأجيال القادمة من تكرار الممارسات القاسية، الذي يضيف أنه تمّ تفعيله وترسيخه مع صدور دستور 2011 وفي غمرة الحراك المجتمعي الذي انطلق مع ميلاد حركة 20 فبراير وهو ما يمكن أن يسهم في إرساء دعائم دولة الحق والقانون.
هناك أيضا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المعلن عنها في الخطاب الملكي بتاريخ 18 ماي 2005، والتي تنطوي على دلالات اجتماعية واقتصادية وسياسية، من حيث إسهاماتها في الالتفات إلى مناطق وفئات ظلت خارج الاهتمام لسنوات، واعتماد التّشاركية للتّدخل في هذا الشأن.
مرحلة تدعيم التمكين للمرأة
ومن جهة أخرى يرى مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات، أنه بذلت خلال العقد الأخير مجموعة من الجهود التي تدعم تمكين المرأة، سواء على مستوى إصدار مدونة الأسرة، أو اعتماد لائحة وطنية لفائدة تمثيلية النساء في مجلس النواب، وإجراء تعديلات في الميثاق الجماعي ومدونة الانتخابات حملت مجموعة من المستجدات التي أسهمت بصورة ملحوظة في تعزيز وتطوير مشاركة المرأة في المجالس المحلية، علاوة على وضع نظام تحفيزي مالي للأحزاب السياسية لتشجيع التمثيلية النسائية.
تعديل دستوري بصورة غير مسبوقة
كما أن التعديل الدستوري الأخير يضيف الكريني تمّ بصورة غير مسبوقة من حيث استشارة عدد من القوى السياسية والحزبية والنقابية والأكاديمية والحقوقية، ومن حيث مستجدّاته التي حاولت إعادة صياغة مهام السّلط في إطار يسمح بقدر من التوازن والوضوح في الصلاحيات، ودعم الحقوق والحريات الفردية والجماعية للمواطن والتفصيل فيها، وإعادة الاعتبار لسلطة القضاء وربط المسؤولية بالمحاسبة.. سيسهم – بعد بلورة مقتضياته ميدانيا- في تجاوز مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية التي طالت.
تطوير النظام الجهوي
كما شهدت المرحلة حسب نفس المتحدث فتح نقاش جدّي مفتوح لتطوير النظام الجهوي المغربي، وبخاصة وأن الجهوية أضحت من أبرز السمات التي تميز الأنظمة السياسية والإدارية الديمقراطية المعاصرة؛ حيث جاء الخطاب الملكي بتاريخ 03 يناير 2010 بمفهوم وتصور جديد للجهوية؛ ينبني على مجموعة من الأسس المرتبطة بالوحدة وثوابت الدولة والتضامن بين الجهات والتناسق والتوازن في الصلاحيات والإمكانيات ثم اللاتمركز الواسع ضمن حكامة ترابية ناجعة.