اخبار عربية وعالميةاسليدرمقالات واراء

لجنة مكافحة الفساد تطيح بأبناء الذوات ، ولبنان يغلي في المرجل السعودي

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم الكاتب محمد فخري جلبي

فأن أردنا الحديث عن اللصوص في العالم العربي ( وهم كثر ) فلن نجد أشرس من حملة ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” لملاحقة المرتشين والفاسدين في المملكة ( هكذا تم توصيف التهم الموجهة إليهم من قبل وسائل الأعلام السعودية ) ، وبينما يتطلب الحديث عن الجنة ( الأرضية ) منا الغوص في مستنقع وثائق ( الجنة ) المالية الصادرة مؤخرا والتي تكشف كيف يرواغ الأثرياء في العالم لجان تحصيل الضرائب !!

وبين هنا وهناك ، لابسعنا إلا أظهار مشاعر الحزن والأمتعاض إلى ماآلت إليه الأحوال السياسية في بلد الأرز ” لبنان ” إزاء أستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري من الخارج اللبناني .

فقد أستهلكت الأخبار الواردة من المملكة العربية السعودية ( حبر ) جميع الصحف الغربية وبشكل غير مسبوق ، فمن سابع المستحيلات بالأمس واليوم أن تتناول صحيفة ما على مستوى العالم لاتتحدث عن مصير الأمراء والوزراء السابقين والحاليين المعتقلين في أقبية قصور ولي العهد الشاب .

كما دفعت تطورات الأحداث المتسارعة في السعودية إلى التخبط والتشكيك حول مصير المعتقلين وأنعكاساته على الأوضاع العربية والدولية ، مع الأشارة هنا إلى الدور الأمريكي المتواجد دائما خلف كواليس كافة الأحداث العالمية .

الأنقلاب البرتقالي : ولعل الأنقلاب (الغير عسكري) الذي قام به ولي العهد السعودي للأطاحة بخصومه المحتملين قد تم الأعداد له مسبقا مع واشنطن وذلك خلال زيارة مبعوث ترامب وزوج أبنته المدللة “أيفانكا” “جاريد كوشنير ” إلى الرياض في وقت سابق !!

فالعجوز الأمريكي (البرتقالي) ترامب ، قد أطلق صفارة البداية للفتى الشاب ولي العهد بالقيام بما وكل إليه من مهام ، ولهذا توجب منح الأنقلاب بعضا من صفات صقر واشنطن .. كلون شعره !!

حيث أشارت بعض الصحف الأمريكية بالأمس إلى أن ابن سلمان يبدو غير مهتم بالأسئلة عن واقعية إصلاحاته ، وإلى أنه معجب بالرئيس الأميركي دونالد ترمب ، وإلى أن جاريد كوشنير زوج ابنة ترمب زار الرياض الشهر الماضي سرا !!

وفي إطار الحملة المعلنة على الفساد بقيادة بن سلمان، وجهت أتهامات للأمراء المعتقلين بالأختلاس وأستغلال النفوذ، في حين عبرت منظمات حقوقية عن مخاوفها أن تكون الحملة مجرد غطاء للتخلص من الخصوم تمهيدا لتسليم ولي العهد مقاليد البلاد .

بمباركة واشنطن بالطبع . وفي غمرة هذه الأحداث فوجئ المتابعون بنبأ مصرع الأمير منصور بن مقرن إثر سقوط مروحية كانت تقله .

في حين نقلت بعض المصادر الغربية عن أمير سعودي يعيش في الخارج أن الأعتقالات المفاجئة لكثير من الأمراء الأثرياء ورجال الأعمال تستهدف الحصول على المال منهم، خاصة أن الحاكم بحاجة للمال . وقالت الصحف الأمريكية في معرض تعليقها على التطورات السعودية ، إن الملك سلمان قد أصدر قبل ساعات من قرارات الأعتقال قرارا بإنشاء لجنة قوية النفوذ لمكافحة الفساد برئاسة الأمير محمد بن سلمان نفسه وتتمتع بسلطات التحقيق والأعتقال والحظر من السفر أو تجميد الأصول المالية لجميع المتهمين ( 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين) .

وعلقت نيويورك تايمز على حملة الأعتقالات الواسعة بقولها إن هذه الحملة الحالية الشاملة بالسعودية تبدو كأحدث تحرك لتعزيز سلطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (32 عاما) ، الابن الأحب للملك سلمان .

وأضافت أن الأمير محمد بن سلمان قد صار الصوت المهيمن في كل من شؤون الدفاع والجيش، والسياسة الخارجية، والاقتصاد، والسياسات الاجتماعية، الأمر الذي أثار همسا بعدم الرضا داخل العائلة المالكة بأنه امتلك سلطات أكبر مما يجب في عمره الصغير نسبيا . ولمن لايعلم فسوف يتم دفع فدية الأنقلاب لاحقا لواشنطن ؟؟

حيث يسعى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى إقناع السعودية بإدراج شركة أرامكو، أكبر شركة نفط العالم والبالغ قيمتها تريليوني دولار، في بورصة نيويورك . وقال ترامب في تغريدة له:

“سنقدر للغاية خطوة السعودية إدراج شركة أرامكو في بورصة نيويورك. إنه أمر مهم للولايات المتحدة.” . وسيكون لترامب ماأراد !! لبنان تحترق دائما !!

ولشدة أرتباط الأحزاب اللبنانية ورجالات الدولة النافذين والأعلاميين والفنانيين والرياضيين اللبنانيين بالأجندات الخارجية ، فكل الحرائق في العالم يصل مداها إلى لبنان ؟؟

بل ان تعيين عامل نظافة في حي ما ببيروت على سبيل المثال يحتاح إلى موافقة الحزب المتمركز في ذلك الحي والمرتبط رأسيا وأفقيا بالدولة الفلانية ، ليكون تعيين عامل النظافة حدث سياسي هام يتطلب تلقي وأرسال المعلومات إلى الدولة المعنية .

ومما لا شك به فللدول الصغيرة مثل لبنان أحقيتها بالأتكاء والأحتماء ببعض دول العالم من أجل الدفاع عنها وقت الضرورة ودعم موقفها على الساحة المحلية والدولية ، ولكن لبنان قد غيرت المعادلة ؟؟

فقد أصبحت الجمهورية العربية اللبتانية غائبة عن الواقع الداخلي حد الفقد الملموس لتقف خلف أبواب السفارات وأمام أجهزة الحاسوب تتلقى الأوامر الصادرة عن تلك الدول .. وتنفذ بكل طيب خاطر .

فرئيس الوزراء سعد الحريري يعلن أستقالاته يوم السبت من الرياض ، متهما إيران بزعزعة الوضع الداخلي اللبناني والعربي ، كما أشار الحريري إلى محاولة أغتياله في وقت سابق .

وأكد وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، الأحد عبر حسابه على “تويتر” أن “لبنان بعد الاستقالة لن يكون أبداً كما قبلها، لن يقبل أن يكون بأي حال منصة لانطلاق الإرهاب إلى دولنا وبيد قادته أن يكون دولة إرهاب أو سلام”.

وكان السبهان قد أعلن، السبت، أن الحرس الخاص لرئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، كانت لديه “معلومات مؤكدة” بشأن مؤامرة لاغتياله . وكي تدفع المملكة عن عاتقها التكهنات بأعتقال الحريري وأرغامه على الأستقالة ، فقد أستقبل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، الأثنين في الرياض .

كما أتهم حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني السعودية بأنها أرغمت رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري على تقديم استقالته.

وأضاف نصر الله في خطاب متلفز أن من الواضح أن بيان إعلان الاستقالة لم يكتبه الحريري وإنما السعودية . ويبدو بأن نصر الله الوحيد الذي يحق له طرح أسئلة مشروعة (عن سبب الأستقالة وزمانها ومكانها ومصير الرجل المستقيل) ، في حين لا يحق لكائن من كان بطرح أسئلة مشروعة أيضا ، المتعلقة بتواجد عناصر حزب الله في سوريا للقتال بجانب الأسد ، ومسوغات حمل عناصر الحزب سلاح داخل حدود الدولة اللبنانية ،

والسؤال الأكثر شرعية على الأطلاق عن الدور الإيراني الذي يمثله الحزب في لبنان والمنطقة !!

بيد أن المسالة الأهم خلف أستقالة الحريري وزمانها ومكانها هو مستقبل لبنان في المرحلة القادمة !!

فهل الأستقالة مؤشر لصدام محتمل بين أسرائيل وحزب الله مما دفع الحريري للأستقالة تمهيدا للنأي بالنفس في تلك المرحلة ؟؟

أو الأستقالة جاءت عبر مخطط سعودي مسبق لتأجيج الصراع مع طهران المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان وبشكل واسع ، وبالأخص أن قمنا بربط التحركات الأمريكية قبل الأستقالة والتي تمخضت عن خطاب شديد اللهجة من قبل واشنطن ضد إيران ،

وبمعنى أخر أن السعودية ( راعية الحريري ) تواكب الخطى الأمريكية ؟؟ وإلى هنالك ، وبرأيي الشخصي بأن لسان حال الحريري يقول ، يتهمني نصر الله بتنفيذ الأوامر السعودية وهو جالس في أحضان المرشد الإيراني الأعلى !!

والخاسر الوحيد في تفلبات السياسة اللبنانية توازيا مع تقلبات أسيادهم خارج الحدود ، هو الشعب اللبناني الشقيق والذي أكن له فائق الحب والمودة .

عزيزي القارىء ، وبعيدا عن الأحداث السياسية العربية الشديدة الخطورة ، فمن واجبي أن أوضح لك مايلي كي لاتثقل كفة ميزان الفاسدين العرب وتعتقد بأن الشمس لاتغرب في الدول المتقدمة !!

فلا يقتصر الفساد على العالم العربي ورجالاته ، وإنما نشكل نحن خندقا ضيقا من خنادق الفساد العالمي ؟؟

فقد كشف تسريب جديد وضخم لوثائق مالية كيفية أستثمار الأثرياء في العالم لثرواتهم، وشملت القائمة الملكة اليزابيث الثانية، ووزير الخارجية الأمريكي ” تيلرسون ” ، كما كشفت أن وزير التجارة الأمريكي ” ويلبر روس ” المعين من طرف دونالد ترامب له أسهم في شركة تتعامل مع روس فرضت عليهم واشنطن عقوبات .

وأطلق على هذه التسريبات اسم “أوراق الجنة” وهي تضم حوالي 13.4 مليون وثيقة، معظمها من شركة رائدة في التمويل الخارجي !!

ويركز بعض هذه التسريبات على كيفية أستخدام الساسة والشركات متعددة الجنسيات والمشاهير للهياكل المعقدة للائتمان والمؤسسات المالية لحماية أموالهم من مسؤولي الضرائب أو إخفاء معاملاتهم وراء حجاب من السرية .

وبمعنى أدق ، فأن حاميها حراميها ، والشخصيات المعنية بمكافحة الفساد عالميا يشكلون هم رأس الأفعى ضمن هذا الملف المقيت !!

فينبغي بنا عدم البكاء على اللبن العربي المسكوب !! أن كان اللبن العالمي فاسد ؟؟

والمحصلة النهائية للمقال ، بأننا نعيش في عصر شديد الجنون والمرض ، يتحكم به اللصوص وقطاع الطرق بكافة مفاصل الحياة على سطح هذا الكوكب (اللامعقول )!!

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

Related Articles

Back to top button