تصريحات الخبير الاقتصادى د. محمد نور الدين نائب رئيس مجلس علماء مصر .
لجريدة العالم الحر
قال نور الدين التقضى على الاعداء الخمسة للإنسان الفقر والبطالة والمرض والامية والجهل
وهى دعوة لحسن استخدام الموارد الطبيعية والمائية وعدم الاساءة لكوكب الارض .
التنمية المستدامة هى ضد المقولة الشهيرة : احيينى اليوم واميتنى غدا ، لانها معناها احيينى اليوم واحييى اولادى واحفادى من بعدى .
وبكلام علمى : هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وتطوير التنمية الاقتصادية والمساواة والعدل الاجتماعي وتحقيق الامن الغذائى ، وهو لتلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة ، ودون احداث تدهوربيئى ، او الافراط فى استغلال الموارد الطبيعية إلى ما يتجاوز قدرة كوكب الأرض على التحمل ، مثل قطع الغابات المدارية المؤدى الى زيادى مخاطر الاحتباس الحرارى
القضاء على الفقر والبطالة والمرض والامية والجهل من أهم التحديات التي تواجهها التنمية المستدامة ، من خلال التشجيع على اتباع أنماط إنتاج واستهلاك متوازنة ، وتهدف التنمية المستدامة أيضا إلى ضمان إمداد كافٍ من المياه ورفع كفاءة استخدام المياه في التنمية الزراعية والصناعية مع تأمين الحصول على المياه الكافية لكل الاستخدامات وضمان الحماية الكافية للموارد المائية وحسن استخدامها ومكافحة الاسراف واهدار المياة ، مثلما يحدث لنهر النيل فى جنوب السودان مساحات شاسعة من المستنقعات تجلب الامراض وتساهم فى اهدار المياة نتيجة البخر ، حيث تبلغ المساحة التى تتبخر سنويا 100 ألف كيلومتر مربع وهو ما يوازى مساحة دولة كوريا الجنوبية .
ومن مظاهر الاسراف عدم اعادة استخدام مياة الصرف واستخدامها فى زراعة الغابات فى الصحراء وحول المدن ، او ترك مياة السيول تجرى الى المحيطات والبحار المالحة بدلا من توجيهها لتصبح مصدرا متجددا لمياة الآبار ، وايضا ترك كميات كبيرة من مياه الانهار تلقى فى المحيطات دون الاستفادة منها ، ومثالها نهر الكونغو ثانى أغذر نهر فى العالم ، والذى يلقى سنويا فى المحيط اكثر من 1250 مليار متر مكعب من المياة ، فى حين ان نصيب مصر من مياة نهر النيل حوالى 55 مليار متر مكعب وهناك مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل والذى يهاجمه الكثير بدلا من ايجاد حلول للمشاكل التى تواجه تنفيذه .
والاستدامة الاقتصادية تهدف إلى رفع الإنتاجية الزراعية والإنتاج من أجل تحقيق الأمن الغذائي. وتهدف الاستدامة الاجتماعية إلى دعم المشروعات الصغيرة وخلق الوظائف للأغلبية الفقيرة وضمان الحصول على السكن المناسب ، وتحسين الصرف الصحي والمواصلات ، والى الرعاية الصحية وفرض معايير للهواء والمياه والضوضاء و ضمان الاستخدام المستدام للأراضي والغابات والطاقة والموارد المعدنية ، وموارد المياه والحياة البرية والأسماك ، وضمان الاستعمال المستدام للموارد الطبيعية
تهدف الاستدامة الاقتصادية إلى زيادة الكفاءة الاقتصادية والنمو وفرص العمل الى زيادة الدخل الفردي لتحقيق الرفاهية الإجتماعية
دور تقنية المعلومات في تحقيق التنمية المستدامة
يمكن لنظم تقنية المعلومات أن تسخر الإمكانايت التي توفرها تقنية المعلومات لإحلال تنمية مستدامة اقتصادية واجتماعية وبيئية، وذلك من خلال تعزيز التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة كما يلي:
1. تطبيق أنشطة البحث والتطوير و تكنولوجيا المواد الجديدة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتكنولوجيات الحيوية، واعتماد الآليات القابلة للاستدامة.
2. تحسين أداء المؤسسات الخاصة من خلال التكنولوجيات الحديثة، واستحداث أنماط مؤسسية جديدة تعمل كحاضنات للتكنولوجيا.
3. بناء القدرات على الابتكارفي العلوم والتكنولوجيا ، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الاقتصاد القائم على المعرفة، و بناء القدرات على زيادة النمو الاقتصادي وإيجاد فرص عمل جديد للقضاء على الفقر.
4. وضع الخطط والبرامج للتحول إلى مجتمع معلوماتي.. بحيث يتم إدماج التكنولوجيات الجديدة في خطط واستراتيجيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مع العمل على تحقيق أهداف إنمائية لكل فترة زمنية .
5. إعداد سياسات للابتكار واستراتيجيات لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
دور الاتصالات في تحقيق التنمية المستدامة
المعرفة المعلوماتية هى عنصر أساسي لنجاح التنمية المستدامة، حيث تساعد على التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية ، وتساعد على تحسين الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي وسبل المعيشة ، ولا بد من نقل المعارف والمعلومات إلى الناس لكي تتحقق الفائدة ، من خلال الاتصالات ، حيث تشمل الاتصالات الوسائط الكثيرة مثل الإذاعات الموجهة للتنمية المجتمعية، والطرق المتعددة للتدريب ، كما تشمل شبكة الإنترنت للربط بين الباحثين ورجال التعليم والمرشدين ومجموعات المنتجين ببعضها البعض ، وبمصادر المعلومات العالمية.
والخلاصة ان التنمية المستدامة لحياتنا وحياة اولادنا واحفادنا ، وهدفها المساواة والعدل الاجتماعي وتحقيق الامن الغذائى ، وتطبيقها تطبيقا سليما يقضى على الاعداء الخمسة للإنسان الفقر والبطالة والمرض والامية والجهل