هذا العنوان وضعته عندما عملت مشاركة لقصة واقعية رائعة عن الحب , وتدور أحداثها في مكة والمدينة , وهي من أروع قصص الحب بكل حالاته , وهي قصة السيدة زينب بنت رسول الله صل الله عليه وسلم وزوجها العاص الذي ظل علي كفره فتره طويلة , وسأبدأ حديثي عن العاص ذلك الشخص الذي ظل كافرا لفترة طويلة بعد ظهور الإسلام , ذلك الذي لم يعترف بالله والذي لم يكن يعرف أي دين لا يهودية ولا نصرانية ولا يؤمن بأي رسول . لا يعرف غير الأصنام التي لا تضر ولا تنفع . هي التي لا تعطيه أية أوامر ولا تقل له أفعل أو لا تفعل . لا تقل له إكرم الضيف أو أحسن إلي زوجتك , أو أحسن تربية أولادك , ولا تقل له إحترم من هو أكبر منك سنا , وإحترم أهل زوجتك ووالدها . ولكنه كان علي خلق , برغم كفره كان علي خلق , وبرغم كونه لا يعرف الله ولا يصلي ولا يصوم ولكنه كان علي خلق . فعندما علم من زوجته بدخولها الإسلام لم يقل لها كيف تؤمنين بذلك دون أن تأخذي رأيي وتنتظرين عودتي من السفر . لم يسب أباها ولم يسبها , ولم يقل أيه كلمة في حقها ولا حق الدين الجديد , ولا يقل لي البعض أنه كان يشعر أنها علي حق , وأقول لو كان ذلك لأسلم , فما الذي يجعله لا يدخل الإسلام , كل ما قاله دين الأباء والأجداد , وطلب منها المعذرة في عدم إتباعه للدين الجديد ما قال لها لا اريد أن يقولوا عني أنني اطيع زوجتي ,وعندما قالت له أسلمت أمي ( خالته ) وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وصديقك أبو بكر الصديق رضي الله عنهم جميعا . ما زاد عن قوله أعذريني أنه دين الأباء والأجداد . ثم السيدة زينب تلك المحبة لزوجها والتي مرت بأقسي اللحظات وهي تتمني نصرة والدها والمسلمين علي الكفار في غزوة بدر , ومن هؤلاء الكفار زوجها وأبو أبنها وبنتها , والتي عندما تم أسر زوجها قدمت أغلي شيء تملكه وهو عقدوالدتها السيدة خديجة رضي الله عنها , قدمته دون أن تفكر في كون هذا الشخص كافر أو غير كافر ولكن كل ما ارادته فديته . ثم الرسول صل الله عليه وسلم أعظم الخلق , وأعظم من أحب عندما رأي عقد زوجته وعرفه فبكي , بكي علي زوجته أمام الناس ما قال عيبا أن يراني الناس أبكي زوجتي وسأل هذا فداء لمن ؟ فقالوا له فداء للعاص , وقام وشكر في خلق صهره وطلب من الصحابه فك أسره , ما قال أنا صاحب القرار سأرد لها العقد وأفك أسره فتلك أبنتي وهذا عقد زوجتي التي ساهمت بكل مالها لنصرة الإسلام ولكنه صاحب الشوري , فسألهم ووافق الصحابه فرده إلي أبنته وطلب منها ألا تفرط في عقد أمها مرة أخري ., أي حب هذا الذي تحمله لزوجتك يا رسول الله .أي قلب هذا الذي يسع البشرية جمعاء . ثم يفرق الإسلام بين المسلمات وغير المسلمين , ويطلب الرسول صل الله عليه وسلم من العاص أن يرد له أبنته وتترك السيدة زينب بيت زوجها وتذهب إلي بيت أبيها وتظل ست سنوات وهي علي أمل أن يدخل زوجها الإسلام . ويتقدم إليها الخاطبون ولا توافق علي أي منهم بالرغم أنهم من خير رجالات الإسلام , ولكنه الحب , حب الزوج وحب والد أولادها . ثم يخرج العاص بقافله إلي الشام فيقابل بعض الصحابة , فيسألهم عن بيت السيدة زينب , فيكون أول سؤال لها هل جئت مسلما ؟ وتذهب إلي المسجد وتطلب من رسول الله أن تجيره , ويرد له الرسول ماله بعد أن يستشير الصحابة . ثم يذهب معه الرسول إلي بيت أبنته زينب ليبيت مع أولاده , وما قال الرسول لا اترك أبنتي مع هذا الكافر المحرم عليها , كل ما قاله لها أكرمي مثواه فأنه أبن خالتك وأبو العيال ولكن لا يقربنك . ما خاف أن تضعف أبنته , وما خاف أن يستغل الزوج المحب لزوجته فرصه تواجده معها , كانت الأخلاق هي سيد الموقف , بالرغم من أنه كافرا , ولكنه يعرف كيف تكون الأخلاق وكيف تكون العهود وكيف تكون الوعود . لأن قوة الإنسان تنشأ من داخله وليست من القيود التي تفرض عليه . ويعود إلي مكة ومعه مال أهل مكة ويعطيهم مالهم , ويختار الإسلام قناعة وحبا ويطلب من الرسول بعد أن اسلم أن يراجع زوجته , ويذهب معه الرسول الكريم ويسألها هل تقبلين ؟ وتعود لزوجها وبعد سنة واحدة يعيشها مع زوجته واولاده تتوفي زوجته فيبكيها بكاءا شديدا لدرجة أن والدها الرسول يهون عليه في حزنه , ويقول للرسول صل الله عليه وسلم كلمات يخشي كثيرين حاليا من قولها يقول والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب . ثم يتوفي بعدوفاتها بعام . ونحن الآن نضرب زوجاتنا , ولا نحترم كلمتنا , ولا تحترم النساء الرجال , وعندما يحدث إنفصال يستمر العند والتعنت حتي بعد الإنفصال , وتقول سأحرمه من رؤيه أولاده , ويقول لن أجعلها تري أولادها , وحروبا طويله جدا تملأ المحاكم , وطلاق علي أسباب تافهه , وكلام كثير جدا كاذبا جدا عن حب غير موجود . بل بيوت هشه تتساقط وتتداعي مع أول هبه ريح . ليتنا نأخذ من قصص رسولنا وديننا عبرة , ونتعلم كيف فعلا يكون الحب . وإليكم القصة لمن لم يقرأها من أرقى قصص الحب ❤ ذهب أبو العاص إلى النبي عليه الصلاة و السلام وقال له: أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى فقال له النبي: لا أفعل حتى أستأذنها فدخل النبي على زينب و قال لها: ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجًا لك ؟ فاحمرّ وجهها وابتسمت فخرج النبي.. وتزوجت زينب أبا العاص وأنجبت منه (علي)و (أمامة) ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بُعِث النبي وأصبح نبيًّا بينما كان أبو العاص مسافرًا وحين عاد وجد زوجته قد أسلمت فدخل عليها من سفره فقالت له: عندي لك خبر عظيم.. فقام وتركها فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول: لقد بُعث أبي نبيًّا وأنا أسلمت فقال: هلا أخبرتني أولاً؟ قالت له: ما كنت لأُكذِّب أبي وما كان أبي كذابًا ولست وحدي لقد أسلمت أمي و إخوتي و ابن عمي (علي بن أبي طالب) و ابن عمتك (عثمان بن عفان) و صديقك (أبو بكر الصديق) فقال: أما أنا لا أحب أن يقول النَّاس كفر بآبائه إرضاءً لزوجته وما أباك بمتهم ثم قال لها: فهلا عذرت وقدّرت؟ فقالت: ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا؟ ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه ووفت بكلمتها له 20 سنة!! وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش وكانت زينب تخاف هذه اللحظة فتبكي وتقول: اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فيُيَتَّم ولدي أو أفقد أبي ويخرج أبو العاص ويشارك في غزوة بدر وتنتهي المعركة بأسره! وتسأل زينب: ماذا فعل أبي؟ فقيل لها: انتصر المسلمون فتسجد شكرًا لله ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟ فقالوا:أسره النبى.. فقالت: أرسل في فداء زوجي.. ولم يكن لديها شيئًا ثمينًا تفتدي به زوجها.. فخلعت عقد أمها و أرسلته إلى الرسول وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل: هذا فداء من؟ قالوا: هذا فداء أبو العاص فبكى النبي وقال: هذا عقد خديجة! ثم نهض وقال: أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهرًا فهلا فككت أسره؟ وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها ؟ فقالوا: نعم يا رسول الله فأعطاه النبي العقد ثم قال له: “قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة ثم قال له:يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكافر، فهلا رددت إلى ابنتي؟ فقال : نعم وخرجت زينب تستقبله على أبواب مكة فقال لها حين رآها:إنّي راحل فقالت: إلى أين؟ قال: لست أنا الذي سيرتحل بل أنت سترحلين إلى أبيك فقالت: لم؟ قال: للتفريق بيني وبينك فارجعي إلى أبيك فقالت: فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم؟ فقال: لا .. فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات وكانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها وبعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام وأثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر فسألته حين رأته: أجئت مسلمًا ؟ قال: بل جئت هاربًا.. فقالت: فهل لك إلى أنْ تُسلم؟ فقال: لا قالت: فلا تخف مرحبًا بابن الخالة مرحبًا بأبي علي وأمامة.. وبعد أن أمَّ النبي المسلمين في صلاة الفجر، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد: قد أجَرْت أبا العاص فقال النبي: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم يارسول الله . قالت زينب: يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهرًا وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده فهذا أحب إلي وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه .. فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله فقال النبي: قد أجرنا من أجرت يا زينب ثم ذهب إليها عند بيتها وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك فقالت: نعم يارسول الله فدخلت وقالت له : يا أبا العاص أهان عليك فراقنا هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا قال: لا.. وأخذ ماله وعاد إلى مكة وعند وصوله إلى مكة وقف وقال: أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟ فقالوا: جزاك الله خيرًا وفيت أحسن الوفاء قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله :’) ثم دخل المدينة فجرًا وتوجه إلى النبي وقال: يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .. وقال:يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟ فأخذه النبي وقال: تعال معي ووقف على بيت زينب وطرق الباب وقال: يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟ فاحمرّ وجهها وابتسمت ^_^ و بعد سنة من هذه الواقعة ماتت السيدة زينب رضي الله عنها فبكاها بكاء شديدًا حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه! فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب ومات بعد سنة من موتها.. ” و من يعذر إن لم أعذر أنا ” <3 -سيرة إبن هشام -البداية والنهاية لإبن كثير