كتب/ فادي محمد
لبنان دولة على وعد مع الخلافات والحروب الطائفية، لا تكاد عروس العرب–بيروت- أن تخرج من أزمة حتى تحاصرها الأخرى، الشارع الذي احتشد قبل أسابيع لمناصرة رئيس الوزراء سعد الحريري إبان أزمته مع السعودية، انقسم اليوم على نفسه واندفع مناصري حركة أمل– شيعية- لمحاصرة مقرات التيار الوطني الحر– مارون- ذراع الرئيس ميشال عون السياسية، وقاموا بقطع الطرق وحرق إطارات في أجواء متوترة تعيد إلى الأذهان الحرب الطائفية التي شهدتها البلاد قبل عقود.
تسريبات باسيلي
الأزمة تفجرت بعد تسريب مقاطع فيديو يوجه خلالها وزير الخارجية جبران باسيلي صهر رئيس البلاد المحسوب على التيار العوني، يوجه السباب إلى رئيس البرلمان نبيه بري.
في المقطع الأول الذي تم تسريبه ويظهر فيه الوزير جبران باسيل متحدثًا عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ويصفه بـ”البلطجي”، تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلًا جديدًا لباسيل، في المناسبة نفسها، يقول فيه: “”حلتها نحنا نكسرلو راسو ومش هوي يكسرلنا راسنا”.
ويقول باسيل في التسجيل: “كل هذه البرعطة لنبيه بري لأنه فهم أنه لم يعد يستفيد منا في الدولة، الاغتراب ليس له. تخيلوا أن هناك واحدًا يضع يده على السلطة التشريعية مثلما يريد، لدى التكتل 126 قانونًا معطلًا في المجلس من عام 2005 حتى اليوم”.
أنصار أمل
وبعد ساعات على التسريبات المسجلة للوزير باسيل، التي تهجم فيها على رئيس مجلس النواب، قطع أنصار “أمل” عددًا من الطرق احتجاجًا على هذا الكلام.
وأقدم عدد من الشبان على إحراق الإطارات في منطقة مار الياس مقابل مكتب التيار الوطني الحر احتجاجا على كلام وزير الخارجية.
وأعلنت غرفة “التحكم المروري” التابعة للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن “قطع الطريق عند تقاطع بشارة الخوري بيروت من بعض المواطنين”.
وقال وزير المال على حسن خليل، إن مقدمة أي حل تبدأ باعتذار باسيل من الرأي العام.
بيان حزب الله
تعليقًا على التسريبات، أصدر حزب الله بيانًا “رفض رفضًا قاطعًا الكلام الذي تعرض بالإساءة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري شكلًا ومضمونًا، ونرفض الإساءة له من أي طرف كان”، مؤكدًا “تقديرنا العالي واحترامنا الكبير لشخص الرئيس نبيه بري ومقامه، وهذا ما كان يعبّر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاباته ومواقفه”.