بقلم: محمد عطية
” تفائلوا بالخير تجدوه ”
إسلامنا الجميل يدعونا إلى التفاؤل وعدم الإحباط واليأس والتشاؤم
الإِنسان لو أعطى أُذُنه للإِعلام لأدار ظهره للحياة ، مِنْ كثرة ما يَبُسُّونَه مِنْ رسائل إِحباط وتيئيس للمواطنين والعجيب أَنَّهم يطالبون غيرهم أَنْ يرسل رسالة طمأنة للثكالى والمعذَبين في الأرض مع أَنَّهم أحوج الناس لذلك،فالفعل السيىء عندهم يُضْرَبُ لها الطبل، والفعل الحسن يُهمس بها،ودائما يسلطون الضوء على المشكلات والأزمات والكوارث لذا مَسَّتْ الحاجة إِلى التذكير بما يساهم في اخراج الناس من ضيق الإِحباط إِلى سعة التفاؤل والإِنخراط في العمل
والتفاؤل هو انشراح القلب وتوقّع الخير ،وفوائده لا تحصى، فهو يقوي العزم، ويبعث على الجدّ، و يُعِين على إِدراك الهدف؛ وهو يجلب الطّمأنينة وسكون النّفس ، وفيه اقتداء بسيد الخلق القائل ”وأنا مبشّرهم إذا أيسوا” ، و القائل ”سدّدوا وقاربوا، وأبشروا”؛
وهو يُمَكِّن الإِنسان مِنْ إِدارة أزمته بثقة وهدوء فيحصل الفرج بعد الشّدّة،كما أَنَّه يقوى الروابط بين الناس ، فالمتفائل يحبّ من يبشّره و يستأنس به،وفيه إِحسان الظّنّ بالله تعالى، و حُسْن الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ العبادة،
و المتشائم هو« مَيِّت الأحياء» ، ألا يكفي أَنَّه مطرود مِنْ رحمة الله مطعون في قوة يقينه وإِيمانه!! إِنَّه يستجدي الزمان أَنْ يأتيه بكل ماعنده من مِحَن ، ولسان حاله يقول :
«إِنْ كان عندك يازمان بَقِيَّة مما يُهَانُ به الأنام فَهَاتِهَا»،
أما المتفائل فشعاره : «إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنْ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي» و« لَنْ يَغْلِب عُسْر يُسْرَيْنِ»
كيف نزرع التفاؤل في داخلنا ؟
عن طريقين
1- العلم
• قال صلى الله عليه وسلم «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وفي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغرسها »،
إِنَّه حث على التفاؤل و الامل والعمل وإنْ لم يبق مِنْ الدنيا إلا دقائق ، لتبقى عامرة إلى آخر أمدها المعدود عند خالقها،
• و تذكر ” ثاني اثنين إِذْ هُمَا في الغار ” ، في تلك الحالة الحرجة الشديدة ، وقد انتشر الأعداء من كل جانب يطلبونهما ليقتلوهما، فأنزل الله عليهما من نصره ما لا يخطر على البال.
•تذكر يوسف عليه السلام – الذي بدأ حياته بالسجن وختمها بملك مصر ، لم يُؤَهله لهذا المنصب حسب ولا نسب، وانما أهله حفظه و علمه، فالعلم إشارة إلى الإتقان والكفاءة ،والحفظ إشارة الى الثقة، ،
• وكُنْ على ذكر من قصة الثلاثة الذين أواهم المبيت إلى الغار ، وحادثة الإفْك ، ودعاء حبيبك طلعة كل صباح:«اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ. وَمِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ»،
فبدلا من أن نلعن الظلام نوقد شمعة
2- العمل
– تنمية الرقابة الذاتية داخل الفرد بدافع من ضميره الحي وواجبه الوطني ، و النظر إلى إتقان العمل على أَنَّه واجب ديني وعبادة وقربى إلى الله، وفوق كل هذا نفع الخلق،
فهو ذكراك الحسنة فيمن جاء بعدك ، و التي يسألها الصالحون في كل وقت ، اقتداء بقدوتهم في دعائه
«واجعل لي لسان صدق في الاخرين»
– إحسان الْخُلُقِ في المعاملة مع الناس والمبادرة إلى القيام بمصالحهم ، ولا يغيب عن بالك أَنَّ السعي في مصلحة شخص ما خير من عبادة الاف السنين
– تحدّيد ألأولويات أولاً ، ثم الإلتزم بها ما أمكن ، ومِنْ ثَمَّ إنجاز الأعمال في أوقاتها المحدودة و الالتزام بالمواعيد واحترامها ، وهذا كله يقتضي ضرورة الاهتمام بالوقت والرغبة الجادة في استثمار كل دقيقة منه