بقلم / خالد الترامسي
هل كان عبد الناصر مخطئاً حينما أخذ قرار مساعدة السلال في الثورة ضد الأمام محمد البدر حميد وأرسال عشرات الألاف من خيرة جند مصر والبالغة نصف تعداد الجيش المصري والبالغ أنذاك ما يقرب من ١٤٠ ألف وقتل من الجيش ما يربو علي الخمسة ألاف .
الموضوع لا يقاس بهذه الطريقة بمن قتل وما النتائج التي ترتبت علي ذلك حتي ولو تصورنا بعقولنا أنه أمر غير معقول وأنه كان لون من ألوان الغطرسة والإستبداد بالرأي ، والذي كلف مصر الغالي والنفيس ، حتي كلفها إنتزاع جزء غالي من أرض مصرنا الحبيب .
الموضوع لا يطرح بهذا المنهج من التفكير وإنما يتعين علينا وحتي نكون في غاية الإنصاف أن ندق في كثير من الأمور وأنه حينما تأخذ قرارا مصيريا فإنه وكما قد يؤدي إلي فشل ذريع فإنه قد يؤدي إلي تحقيق أقصي درجات النجاح ، لا تحكم بعدما تأتي النتائج ولكن أحكم ساعة أخذ القرار ، الإنصاف يتطلب منا ذلك ، وأستطيع أن أقرر أنه وإن حمل الإجراء ما يوحي ظاهريا بالفشل إلا أنه يحمل في طياته نجاحاً ربما لا يدركه الكثيرين منا ولكن لو أنصفنا لظهرت الفوائد فلولا دخول عبد الناصر بتجربته اليمنية ، ربما كان هناك إتجاها أخر من جانب الرئيس السيسي ولو فرض أن دخلت مصر الأن اليمن ربما النتائج ستكون أفدح من سابقتها مئات المرات .
عبد الناصر حينما أخذ هذا القرار كان يريد تأمين الحدود الإستراتيجية كان هناك ثورة يمنية وليدة أراد أن يحتضنها ، واليمن ليس بلدا أوربيا ولكنه بلد عربي إسلامي ، ويمن اليوم يختلف عن يمن حقبة عبد الناصر ، الوضع الأن مختلف وهو ما حدا بالرئيس السيسي كما أسلفت بعدم التدخل في الشأن اليمني ورفض الإلحاح الشديد من جانب السعودية لدخولها برياً ويعلم ملكها أنها مستنقع نتن مملوء بالتماسيح المتوحشة ، وتناسوا أن مصر ذاقت المرار فيها ، بل الأسوأ أن السعودية كانت تقف ضد إرادة الدولة المصرية ايام عبد الناصر في حربه باليمن ، لوقوفها ومناصرتها للأمام البدر واليوم يتبدي لنا العكس أي شيطنة هذه ، لا تستمرئكم أحضانهم ولتطمئنوا السيسي أستاذ في اللعب معهم ولا يستسلم أو يفرط في سهولة .
لا تتعجلوا الأحكام ولتتأنوا في إستصدارها ، حمي الله مصر حفظ الله جيشها .