لأيَّامٍ طويلةٍ بقيَتْ صامدةً .
الاديبه / ريتا سكاف..
تحتالُ على الحياةِ فتسْرُقَ منها لحظاتٍ هي كالعّمرِ
ِ في بهجتِها..
هذهِ المرَّةُ انتصرَتْ ابنةُالنُّور على وجعِها..
هذهِ المرَّة ستشربُ نخبَ انتصارِها…وتُعلِنُ انبهارَ الصَّباحِ من رونقِها.
.نهارَ أمسٍ
أحسَّتْ في الصَّباحِ الباكرِ بوعكةٍ صحِّيّةٍ ..رئتاها مُشبَعةٌ بثاني أوكسيد الكربون …
..يبدو أنَّها قد تسمَمَتْ…تماماً كما تسَمَمَتْ حياتها بذاكَ الوجِعِ المقيمِ في روحها….
أمضتْ نهارَ أمسٍ تكابدُ ضيقاً في رئتيها …وسعالاً مزعجاًيُقلِقُ مضجعَها..
َكانَتْ تخفي وراءَ هذا العارضُ الصّحيّ وجعاً آخر..سيبقى يلازمُها مدى الحياة…
هذا النهار استعادَتْ جزءاً من بريقهاِ …وهي التي أبَتْ أنْ ترضخَ لقدرٍ آلمَها…وألهبَ نيرانَ البؤس بينَ أضلاعِها..
هي لبرهةٍ تشعرُ أنَّها لنْ تغادرَ أبداً هذهِ الأرض…رغم عدم بهجتِها…
هي ترغبُ البقاءَ طويلاً وطويلاً تعاندُ الطَّبيعةَ البَّشرية..
تشعرُ في أعماقِ أعماقِ قلبِها أنَّ الله لنْ يحتسبَ لها أخطاءها
ابنةُ النُّورِ …ستبقى مهما كانت رداتِ فعلِها..