من كان يتوقع أن سعر النفط الذي بدأ العام عند 27.88 دولار لبرميل “برنت” يوم 20 يناير/كانون الثاني الماضي ينهي العام تقريبا عند سعر 55.16 دولار يوم 23 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
ذروة سعر برميل النفط مزيج “برنت” خلال 2016 وصلت إلى 55.72 دولار يوم 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري. فما الأسباب التي قلبت موازين المعادلة رأسا على عقب وأنقذت السوق من السقوط في هاوية تدهور الأسعار.
– تم رفع العقوبات عن إيران وأطلقت يدها لاستعادة حصتها السوقية وزادت إنتاجها ما ساهم بنمو الفائض من المعروض أمام الطلب في السوق المتخمة أصلا، الأمر الذي أدى إلى تدهور الأسعار ووضع كبار منتجي النفط في مأزق لا يحسدون عليه.
– فنزويلا تقترح تجميد إنتاج النفط عند مستويات يناير/كانون الثاني، ما لاقى استحسان 4 دول منتجة للنفط هي السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا، فاتفقت خلال اجتماعها يوم الثلاثاء 16 فبراير/شباط في العاصمة القطرية الدوحة على تثبيت إنتاجها عند مستوى شهر يناير/كانون الثاني الماضي بشرط مشاركة باقي المنتجين في ذلك، الأمر الذي دفع 18 دولة من أعضاء منظمة “أوبك” وخارجها للاجتماع صباح يوم الأحد 17 أبريل/نيسان في العاصمة القطرية الدوحة لإقرار اتفاق كان قيد الإعداد منذ فبراير/شباط، لتثبيت إنتاج الخام حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
لكن التوصل إلى اتفاق فشل بسبب خلافات بين الدول الأعضاء في المنظمة، لا سيما بين السعودية ومنافستها على الحصة السوقية إيران.
– اجتماع مشابه تم الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني أيضا في الدوحة، أخفق في التوصل لاتفاق بشأن كبح جماح المعروض ودعم أسعار النفط الخام تلاه لقاء آخر غير رسمي في الجزائر الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول على هامش قمة الطاقة العالمية لدول منظمة أوبك المصدرة للنفط، دون أن يأتي بأي اتفاق.
– روسيا تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى اتفاق تجميد النفط، لكن جميع جهودها تصطدم بالخلافات بين الدول الأعضاء في “أوبك” ما دفعها إلى سحب يدها من القضية وإعلان عدم قيامها بأي خطوة قبل أن تحل “أوبك” مشكلاتها ويتوصل دولها إلى اتفاق.
– وأخيرا.. توصلت منظمة “أوبك” خلال اجتماعها الوزاري في فيينا الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى اتفاق لخفض إنتاجها بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا ليصبح في حدود 32.5 مليون برميل يوميا. وطلبت من دول خارجها المساهمة في التخفيض بحدود 600 ألف برميل يوميا، فبادرت روسيا إلى إبداء حسن النية ووافقت على الانضمام للاتفاق وتخفيض إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يوميا.
– وبعد حوالي عام من المشاورات العقيمة والانتظار، ومساع جدية لموسكو وعلى أعلى مستوى متمثلة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، السبت 10 ديسمبر/كانون الأول، من فيينا أن الدول غير الأعضاء في “أوبك” ستخفض إنتاج الخام بمقدار 560 ألف برميل يوميا، ليصل الحجم الكلي لخفض إنتاج “أوبك” من النفط، إضافة إلى الدول من خارجها، بين 1.7 مليون إلى 1.8 مليون برميل يوميا، علما أن دول “أوبك” لوحدها ستلتزم بتقليص إنتاجها النفطي بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا والذي سينفذ ابتداء من 1 يناير/كانون الثاني 2017.
بعد الإعلان عن الاتفاق، قفزت أسعار النفط 14% خلال 3 أيام، لتلامس عتبة الـ55 دولارا وتعيد الآمال بانتعاش هذا السوق الذي يعاني من تدن منذ العام 2014.
ملاحظة: الأرقام مأخوذة من وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية الدولية