مقالات واراء

كيف لا يقدم للمحاكمة ؟؟

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم كواعب البراهمي

لما مذيع مخضرم في قناة كبيرة يستضيف شخص يتحدث بالهذيان , وهو يعلم من البداية موضوع الحلقة فذلك ماذا نسميه . وحتي لو كان لا يعلم ماذا سيقول الضيف وتفاجأ به , وأوقف الحلقة وأذاع حتي أغاني لكان أفضل .
لماذا أصبحنا نبيع كل شئ ؟ لماذا لا نفكر أن نبيع شيء مهم أو نقدم شئ هادف , أو فكر مستنير , أو حتي نقدم مادة ترفيهيية خفيفة .
لكن أن نقدم شخص يهذي , ولا ندري هل هو في حالة سكر ؟ ولا حالة جنون ؟ ولا ملحد ؟ ولا مختل عقليا . فذلك منتهي الغباء .
لماذا أصبح الهدف هو لفت الإنتباه ؟ حتي لو كا ن الشخص يمشي عاريا ليلفت إليه أنظار الناس ؟ لماذا لا يرتدي ملبسا جميلا ليلفت نظر الناس إليه أيضا , وإحترامهم .
حقيقة أنا ما شاهدت حلقة الإبراشي مع مدعي النبوة أومدعي أنه المهدي المنتظر والمدعو الشيخ مظهر , ولكن سمعت عنها من أهل ثقة .
كيف الأزهر يسكت علي هذا الشيخ ولا يفصله إن كان يعمل به ؟
أو كيف لا يقدم للمحاكمة بتهمة نشر الكفر , أو تشويه الدين ؟ أو التطاول وتشتيت فكر الناس ؟
وإن كان الناس طبعا لم تشتت أفكارهم لان هذا الشخص لم يقدم فكرا من الإساس .
المفروض أن يتم إستصدار قوانين تعاقب مثل هؤلاء الناس ؟ حرية الفكر ليس معناها أن تنشر أفكارك الضالة بين الناس , وحرية العقيدة لك أن تعتقد مع نفسك ما تشاء .
ولكن لا يتم إستضافة شخص مثل ذلك الأهطل علي قناة فضائية يستمع إليها كل مصر وكل الوطن العربي والعالم أجمع .
فلنفرض أن بعض الذين يشاهدون تلك البرامج ليس لديهم الوعي الكافي دينيا , فماذا سيعتقدون بعد ذلك الحديث ؟
كيف يقدم في القناة شئ يخص الدين دون الرجوع للأزهر حتي ولو كانت القناة ليست تابعة للدولة . وتتبع الأفراد , أوكائنا من كان من يمتلكها .
ما هذا الإفلاس الفكري والمجتمعي ؟ لقد شاهدت لذلك المدعو ميزو سابقا لقاء يتحدث فيه عن أن الحجاب ليس فرضا , من يدفع لذلك الرجل الذي يرتدي زي الأزهر وهو عار عليه ؟
من الذي يقحم به داخل القنوات الفضائية ؟ وهو لا يقدم فكرا ولا علما ولا فنا هادفا ؟
أتمني أن يتم تطهير الإعلام من تلك النماذج التي لا يعنيها ألا أن تقدم مادة تجتذب الناس من أجل نسبة مشاهدة أو مدفوعات إعلانية ولا تهتم بالمضمون .
كفانا ما نحن فيه من هبوط الذوق العام في كل شئ , إذا أردتم الإرتقاء بالمجتمع فقدموا ما يرقي بفهم الناس وأذواقهم ليستطيعوا هم أن يقدموا الجيد في حياتهم وأعمالهم .
بقلم / كواعب أحمد البراهمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى