مع بداية التسعينيات بات واضحا أن خزان أسوان العجوز الذى أنشيء عام 1902م في عهد الخديوى عباس حلمي قد تجاوز عمره الافتراضى وكان هو المعبر الوحيد الذى يصل بين شرق النيل وغربه كما أنه عند البدء في مشروع توشكي تطلب الأمر نقل معدات وآلات ثقيلة لزوم العمل بالمشروع وتحمل خزان أسوان والسد العالي عبئا كبيرا وهما لم يصمما أصلا لهذا الغرض فهما مصممان لحجز مياه نهر النيل وليسا ككوبريين او معبرين لحركة النقل وخاصة النقل الثقيل ولذلك وفي عام 1996م قرر مجلس الوزراء البدء في تنفيذ كوبرى أسوان المعلق Aswan Suspended Bridge وتم إقرار الاعتمادات المالية اللازمة للتنفيذ ويعد هذا الكوبرى اول الكبارى المعلقة علي النيل وثاني كوبرى معلق في مصر بعد كوبرى السلام فوق قناة السويس والذى يربط الوادى بسيناء ويبلغ طوله 1 كم وحوله طرق خادمة له طولها 10 كم وتكلف هذا المشروع والطرق الخادمة له وتكاليف نزع ملكية بعض الأراضي والمنازل التي كانت تعترض الكوبرى وتعديلات شبكات المرافق بالمنطقة حوالي 105 مليون جنيه وكان العمل في تنفيذه يتم طوال اليوم وعلي مدى 24 ساعة دون توقف ويبلغ عرض الكوبرى 24 مترا تم استقطاع 5 متر منها كرصيفين للمشاة في كل جانب من جانبي الكوبرى كل منهما عرضه 2.5 متر ولذا تم تزويد الكوبرى بسلالم لزوم صعود وهبوط المشاة ويبلغ ارتفاع الكوبرى 13 متر مقاسا من أعلي منسوب يمكن أن يصل إليه منسوب مياه نهر النيل كما ان فتحته الملاحية الوسطي يبلغ عرضها 250 متر بما يسمح بمرور الفنادق النيلية العائمة الضخمة Nile Cruises وقد تم إنارة الكوبرى بأعمدة كهربائية جميلة الشكل بارتفاع 10 متر وكذلك إنارة الكوابل الحديدية الحاملة للكوبرى بشكل فني رائع وبديع وكذلك تمت زراعة مداخل ومخارج الكوبرى والطرق المؤدية له بزراعات وشجيرات في تناسق جميل مما يجعل الكوبرى مزارا سياحيا ومتنزها لأهل أسوان.
وقد تم تصميم هذا الكوبرى وفقا لأحدث نظم تصميم الكبارى في العالم وبحيث يتحمل الزلازل المدمرة وقد أنشيء علي أساسات خازوقية عددها 400 خازوق قطر كل منها 1.1 متر وعمقها من قاع الكوبرى 28 متر وبلغت كمية الخرسانة بالكوبرى حوالي 40 ألف متر مكعب وكمية حديد التسليح حوالي 7000 طن بالإضافة إلي حوالي 900 طن من كابلات الحديد عالية الشد والمستخدمة في تعليق الكوبرى والمستوردة خصيصا من فرنسا لهذا الغرض وجدير بالذكر أنه لزم إزالة حوالي 300 ألف متر مكعب من الصخور الجرانيتية شديدة الصلابة لزوم تنفيذ الجزء من الكوبرى الذى يقع على ضفة النيل الغربية.
وجدير بالذكر أيضا أنه بإنشاء كوبرى أسوان المعلق والرابط بين ضفتي النيل الشرقية والغربية فإنه قد إنضم إلى أهم الكبارى المعلقة في العالم مثل الكوبرى المعلق علي البوسفور في إسطنبول بتركيا والذى يصل بين قارتي آسيا وأوروبا وكوبرى السلام فوق قناة السويس والذى يربط بين قارتي أفريقيا وآسيا ولا يفوتنا أن نذكر أن جزء صغير من كوبرى أكتوبر قرب منطقة غمرة بالقاهرة قد تم تنفيذه بطريقة التعليق نظرا لظروف المكان وعدم إمكانية تحميل هذا الجزء علي أعمدة خرسانية .
وكذلك لابد وأن ننوه أن هذا الكوبرى سيساهم في ربط مدينة أسوان بمنطقة شرق العوينات وبميناء برنيس على شاطئ البحر الأحمر مما يساهم في دفع حركة التنمية لتلك المناطق إلى جانب أنه قد ساهم الكوبرى مساهمة كبيرة جدا في انسياب وتسهيل حركة المرور داخل وخارج أسوان وفي تسهيل الحركة بين المزارات السياحية بالمدينة وخاصة في جنوبها سواء الواقعة شرق او غرب النيل ومن مطار اسوان وإليه ومن أسوان إلي مدينتي كوم امبو وادفو وطريق مصر اسوان ومن أسوان إلي توشكي وأبو سمبل.