قصة قصيرة/شيماء رميح
يأخذها الضجر بعيدا عن سفينة السكون. يقتل فيها كل معاني السلام النفسي يغربلها ولا تبالغ إن قالت يشنقنها بروتين قاتل . تتنفس ملل وتعاند يومها بالأمل وربما تعاطت حبتين من الصبر سمعت كثيرا أنه عقار الفرج.
تتنفس أحيانا ألم وتشرد مع نوبات الندم. تطوف بكعبة الدعاء فيلهيها شيطان الضجر تتغافل عن رميه بتلك الحصوات الصغيرة ليتها فعلت . مؤكد كان حالها سيكون أفضل مما عليه الآن. تصعد درج العمر وتستند أحيانا بزاوية القدر تتعثر حينا وتنهض حينا ثم تقوم وتلقي علي قدميها كل اللوم .حمقاء. حمقاء
أتحديثيني؟؟؟
نعم أحدثك حمقاء أنت بلا شك .كيف التهيت بالشكوي دون اللجوء لرب العباد. هيا انهضي هذي الأبواب جميعها ملكا لك. انهضي وابحثي عن مفاتيح الأمل.
تنهض وبداخلها ندم.يا إلهي، كم الوصال مع رب العباد ترياقا للروح قبل الجسد.
حمقاء كانت يوم أن تغافلت عن الدعاء. هذا الذي باتت طلاسمه واضحة المعالم في الروح والدم .
تمتد اليدان لمولاها.. وفجأة تتفتح كل الأبواب المغلقة وتصبح درجات السلم كطائرة تختصر آلاف الكيلوميترات في بضع ساعات. كل هذا كان بينها وبينه حجاب حين غفلت روحها عن ترياق الدعاء. يا ويلها كم كنت حمقاء ؟!
ما كل هذا الجمال والنقاء والسلام وكأنها كنت مغيبة فجمال الكون يبوح لروحها . تمتعي لا تستسلمي تمتمت في نجواي لها هاتان الجملتان.
سعادة تغمرها كطفلة استقيظت فجر العيد بجانبها فستان جديد وسمحت لها أمها أن تفك الغدائر وتتحرر من قيود رابطة الشعر.
خرجت إلي الأراجيح فطارت روحها مع طيران خصلات شعرها وانشدت في سرها كم كنت حمقاء حين هجرت يا مولاي الدعاء. أحمدك سيدي ومليك روحي أن ذاتك العليا ألهمتني الدعاء. كم أنا ممتنة وعاشقة ومحبة .لا يتمكن مني ضجر بعد اليوم.
ناجت مولاها ونامت في سلام .تستعد ليوم براق بلا روتين بلا قلق .يوم ملؤه الفرح والأحلام .