بقلم / سعيد الشربيني
فى البداية الدعوات لكل شهداء الوطن السابقون واللاحقون ومن هم فى انتظار الشهادة بأن ينزلهم الله منزلة الشهداء مع الصديقين والانبياء فى الفردوس الأعلى، ولا عزاء للشعب المصرى فكلنا مشروع شهادة من أجل مصر وأمنها وأمانها .
ثانياً : أن الحرب التى تشهدها مصر الآن نيابة عن العالم أجمع لن ولم يستثنى منها أحد فالجميع مستهدف لافرق فى ذلك بين مسلم ومسيحى أوسنى وشيعى أو بين مسجد وكنيسة مادمنا نناصر الدولة المصرية، فالهدف والمغزى هو اسقاط الدولة واستعباد شعبها .
ومن المعروف بأن الحرب يستباح فيها كل الدماء لافرق بين الدم هذا أو ذاك فالوطن المصرى نسيج واحد وهذا ما يعلمه العدو جيداً، ولكن السؤال المهم هنا: هل نحن حقاً اصبحنا نعلم عدونا الحقيقى؟
لقد نجحت اسرائيل ومن ورائها فى تغير صورتها الحقيقية أمامنا وأمام العالم وادارت الدفة بكل اقتدار الى بعض الجماعات التى قامت بصناعتها عبر السنوات الطوال كى تكون ازرع لها فى حربها ضد العرب والمسلمين فى منطقة الشرق الاوسط تحديداً دون أن يكون لها دوراً بارزاً ومباشراً، وهذا ما اكدنا عليه من قبل واشارة اليه أقلامنا فى العديد من المقالات وعرض نماذج من البروتوكولات الصهيونية والمخططات التى أعدتها سلفاً للقضاء على وحدة العرب وتفتيت النسيج المصرى من أجل اضعافه .
وللأسف الشديد مازلنا نلهس خلف بعض الجماعات كلما حدث تفجير هنا أو هناك ونشير بأصابع الاتهام الى جماعة الإخوان أو جماعة كذا وكذا دون الاشارة الى العقل المدبر والمستفيد الاول من هذه الحرب .
ويعد ذلك قصوراً فى السياسة المصرية تجاه هذه الحرب المعلنة علينا منذ 25 يناير المنصرم سواء على مستوى القيادة أو القيادات الامنية المكلفة بحماية الشعب وآمنه فأدارة مثل هذه الحروب المتطورة والحديثة تحتاج الى عقول عالية الفكر والتدبر والدراسة الجادة التى تستطيع من خلالها تحقيق النصر وليست التى تعتمد على الفعل ورد الفعل .
فكم من مرة طالبنا بأقالة هذه الحكومة وعلى وجه التحديد والخصوص وزير الداخلية فنحن نرى بأن هذه المرحلة تحديدآ تحتاج الى رجالاً لديهم من الخبرة والكفاءة ما نستطيع من خلالها تحقيق الأمن والأمان المرجو، ولا نفهم سبباً واحداً لتمسك القيادة المصرية بوزير داخليتها الذى لم يحقق منذ توليه غير العديد من الاخفاقات وحالة من الانفلات الأمنى واتباع نفس المنهج والاسلوب والاستراتيجية التى كان يتبعها مبارك ورجاله حتى فى التعامل مع المواطنين فى الداخل .
أن مصر لاتعرف البكاء يوماً فمنذ يناير المشئوم ونحن نشيع الشهداء الجماعة تلو الاخرى ونحن نتستر خلف كلمات جوفاء واهية وشعارات فارغة دون أن نضع استراتيجية للقضاء على هذه الاخفاقات الآمنية المتكررة .
بل وعقب كل حادثة يخرج علينا المسئول ليكرر نفس العبارات وتحديداً نفس المفردات مثل ( لن يثنينا – ويزيدنا – والثآر .. الخ ) ومع ذلك تتكرر وتحدث نفس الاخفاقات وتذهب معها العديد من الارواح البريئة من المواطنين الآمنين دون أن نقف ولو للحظة كى نفكر فى الاسباب والدوافع التى تؤدى الى ذلك .
بل اكتفينا بتصدير الدعاء والولوله والبكاء وخلع غطاء الرأس لندعوا على العدو مثل النساء، اليس هذا بغريب على دولة بحجم مصر !!
لن ولم تكون هذه الحادثة التى حدثت بالأمس بمسجد الروضة بالعريش هى الآخيرة بل سوف تتكرر مادمنا نعتمد فى سياستنا على التواكل والدعاء فقط دون أن نصوب انفسنا ونعيد حساباتنا ونختار الرجال التى تتناسب مع هذه المرحلة تحديداً بعيداً عن المجاملات والمصالح الشخصية فالدماء المصرية عزيزة وغالية ويجب الحفاظ عليها، لقد فقدت مصر منذ يناير المشئوم وحتى تاريخه من شبابها ونسائها وشيوخها واطفالها ما يفوق عدد الذين سقطوا فى كل الحروب التى خاضتها مصر عبر تاريخها الطويل .
ان مصر تعرف وعبر تاريخها عدوها الحقيقى وهو رأس الفتنة وصاحب المصلحة وهو الذى يسعى من خلال بعض الدول المعينة له بتصدير هذا النوع من الارهاب الذى سوف يحصد الكثير والكثير من الارواح البريئة ما دمنا نفكر بعقل الولولة والدعاء وخلع غطاء الرأس، نحن نحتاج الى غربلة فى القيادات التى اسند اليها حماية مصر والمصريين والا ننتظر الغد من أجل تشيع جثامين جدد من الابرياء والأمنين .
( حمى الله مصر شعباً وجيشاً وقيادة من كل مكروه وسوء، وللشهداء جنات الفردوس ومنزلة الشهداء، واللهم الهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان )
تحريراً فى : 25 / 11 / 2017