كشف زيف مزاعم رضا بهلوي ـ”الأمير المهرج”

كشف زيف مزاعم رضا بهلوي ـ”الأمير المهرج”
في مقال تحليلي نُشر على موقع International Policy Digest، وجّه السياسي البريطاني ستروان ستيفنسون نقدًا لاذعًا لرضا بهلوي، نجل الشاه المخلوع، واصفًا إياه بأنه “أمير مهرّج” يعيش على أوهام الماضي ويسعى لاستعادة عرش والده الملطخ بالدماء.
افتتح الكاتب مقاله بالقول: “رضا بهلوي، البالغ من العمر 64 عامًا، يعيش في رفاهية مترفة منذ فرار والده من طهران عام 1979، ولم يقدّم شيئًا يبرر طموحاته الملكية سوى ظهور متقطع في كل مرة يتهدد فيها حكم الملالي.” وأضاف أن “الهتافات الشعبية المتكررة خلال الانتفاضات الأخيرة التي تقول: ’الموت للديكتاتور، سواء الشاه أو خامنئی‘، يبدو أنها لم تصل إلى مسامعه.”
وأوضح ستيفنسون أن سجل رضا بهلوي لا يحمل ما يؤهله لقيادة إيران، وذكّر بممارسات والده الشاه محمد رضا بهلوي، الذي وصفه بـ”الديكتاتور القاسي الذي كرهه معظم الإيرانيين”، مشيرًا إلى أن “نظامه اشتهر بانتهاكات حقوق الإنسان، والفساد، ونهب ثروات إيران.” وتابع: “في عام 1975، حظر الشاه جميع الأحزاب السياسية باستثناء حزبه، وشنّ حملات قمع عنيفة ضد المعارضة بواسطة جهاز السافاك سيئ السمعة.”
ومن أبرز ما ورد في المقال أن “برویزثابتی، رئيس السافاك السابق، حضر تجمعات رضا بهلوي متفاخرًا بجرائمه في حق السجناء السياسيين.” كما أشار الكاتب إلى “دعوى قضائية مرفوعة في الولايات المتحدة ضد سابتي من قبل ثلاثة سجناء سياسيين سابقين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.”
وأثار ستيفنسون أيضًا استغرابًا من تصريحات رضا بهلوي حول تواصله مع “حرس النظام الإيراني والباسيج”، معتبرًا أن ذلك يعكس “جهله بطبيعة أدوات القمع التي عانى منها الشعب لعقود.”
كما لفت إلى الحياة الفارهة التي يعيشها بهلوي في الغرب، متسائلًا: “من أين جاءت كل هذه الثروات التي جمعها بينما يعاني 95 مليون إيراني من الفقر والقمع؟” وأضاف: “حياة الترف التي يعيشها بهلوي مموّلة من الأموال المنهوبة التي سرقها والده من الشعب الإيراني.”
سخر الكاتب من محاولات رضا بهلوي تنظيم تجمعات في الخارج، وذكر أن “كل تحركاته تقابل بفشل ذريع، حتى تحالف جورج تاون الذي شكله عام 2022 انهار بعد أسابيع من تأسيسه بسبب الخلافات الداخلية والاتهامات المتبادلة.”
الأهم من ذلك، رفض رضا بهلوي التعاون مع المعارضة الديمقراطية الحقيقية، حيث قال في مقابلة حديثة: “لا علاقة لي بالحركة المعارضة الرئيسية للملالي.” وهي حركة، بحسب المقال، “لعبت دورًا أساسيًا في إسقاط الشاه وتدعو إلى إيران علمانية ديمقراطية منذ ما قبل عام 1979.”
أشاد الكاتب بـ “البرنامج المكوّن من عشرة بنود” الذي تتبناه المعارضة والذي “يدعو إلى انتخابات حرة، وفصل الدين عن الدولة، وحماية حقوق النساء والأقليات.” وأكد أن هذا البرنامج “يحظى بدعم واسع من مسؤولين غربيين بارزين.”
واختتم ستيفنسون مقاله بالتشديد على أن “رضا بهلوي يُستخدم بذكاء من قبل الملالي، الذين يزرعون عملاء يهتفون للملكية وسط التظاهرات لإثارة الانقسام.” وأضاف: “الواقع أن لا وجود له في المشهد الداخلي، فخلال انتفاضات 2022 التي قُتل فيها 750 شخصًا واعتُقل 30 ألفًا، لم يكن له أثر يُذكر.”
وختم الكاتب باقتباس من جورج واشنطن: “لا يمكن ضمان حقوق الإنسان إلا في أوساط شعب فاضل… ولا مكان في إيران المستقبل لأمير مهرّج أو طاغية جديد.”