..الحلقة الثالثة
بقلم / أيمن حامد
الاسباب الحقيقية لاختلاق داعش وايضا الخطة البديلة بعد فشل المخططات
استكمالا لما نشر
طرحنا عدة اسئلة فى المقال السابق اولها:
وما اوجه القصور العربى التى أدت لذلك؟
بداية ضعف الامة العربية وهوانها على سائر الامم تبداء من بداية الثورات التحررية التى بدأها عبد الناصر واجتاحت الدول العربية والافريقية والكثير من دول العالم
وطبعا هذه الثورات هدمت انظمة ملكية مهترئة ومستكينة وعميلة للأستعمار فقد هدم النظام الملكى بالعراق وليبيا واليمن بسهولة ويسر… حينها ارتعبت الانظمة الملكية بشبة الجزيرة العربية واصبحت واضحت وامست تعادى هذه الثورات
ولو عدنا للوراء اكثر من خمسون عاما بقليل ….. لعرفنا ان السعودية هى السبب المباشر فى اضعاف الامة العربية وكانت عقبة فى ولادة قومية عربية قوية حلم بها كل عربى
فكانت هزيمة العرب فى 19677 بسبب موقف السعودية من ثورة اليمن بعد أن دعمت النظام الملكى اليمنى وتحالف مع الانجليز فى مواجهة الثورة اليمنية وحاربت الجيش المصرى باليمن واستنفذت جهده وقواته … واستغلت اسرائيل فرصة تواجد نصف الجيش المصرى باليمن بكامل عتاده وقامت بعدوان 1967 …. هذا تذكره للتاريخ … وغفرت مصر للسعودية هذه الخطيئة بعد وقوف الملك فيصل بجانب مصر فى حربها عام 1973
دائما مصر تنسى وتسامح قسوة الاشقاء
وخرجت مصر وسوريا من حرب 733 منهكة اقتصاديا وكانتا تنتظران الدعم العربى خاصة من دول النفط التى كانت حرب اكتوبر سببا رئيسا فى هبوط الثروات الطائلة على دول الخليج بعدما ارتفع سعرالبترول من دولارين إلى 40 دولار بزيادة مائتى ضعف ما كانت عليه
وبدلا من مساعدة سوريا المنهكة بعد مواجهات وحروب لسنوات ضد العدو الصهيونى انشغلت بالملاذات لدرجة اصبحت صورة المواطن الخليجى فى نظر الغرب والعالم هو الابلة الذى تحركه شهواته وكان الصرف ببذخ على الشهوات والملاذات
ونأتى للحدث الاهم
وهو الثورة الايرانية التى اعتلى صهوتها تجار الدين وتحولت من ثورة شعبية إلى ثورة اسلامية والمتاجرة بالدين للوصول للسلطة والحكم .. وكاد ذلك يحدث بمصر ولكن الله سلم
عندما اندلعت الثورة الايرانية عاد الرعب من جديد للمملكة السعودية وامراء النفط بالخليج
وتم دفع صدام حسين من قبل دول الخليج دفعا لمحاربة ايران وايهامه انه صلاح الدين الذى بعث من جديد للدفاع عن الامة العربية وتواكب ذلك مع نزعة الزعامة التى كانت لدى صدام حسين وتصور صدام حسين ضعف ايرانى كاذب وانه سينتصر بسهوله على حكام ايران الجدد وتناسي ان ايران الاسلامية ستحاربة بعقيدة الدين كما تقاتل داعش الان
وفى بدايات الحرب كانت بعض الانتصارات لصدام حسين مما شجعه على مواصلة الحرب واستنزف صدام حسين ثروات العراق وبدأت دول الجليج فى تمويل هذه الحرب
نعود لسوريا والتى كانت ترزح تحت وطأة مشاكلها الاقتصادية واستغلت ايران الفرصة ومدت يد العون لسوريا فى غيبه وجهل عربى لا محدود وكانت للمساعدات الايرانية لسوريا ببذخ … وانتعش الاقتصاد السورى وتوطدت العلاقات السورية الايرانية حتى اصبحت سوريا شوكة فى ظهر العراق اثناء حربه مع ايران
ومنذ ذلك التاريخ وتلك الاحداث ضاعت سوريا من ايدى الامة العربية وارتمت فى حضن النظام الايرانى صاحب الفضل فى اقالتها من عثرتها الاقتصادية
والسبب فى ذلك انشعال اصحاب النفط بالشهوات والملذات واهمالهم الجسيم الذى نعانى منه حاليا
وبعد إطالة أمد الحرب العراقية الايراية لسنوات وتململ دول الخليج فى دعم العراق بعدما دفعوه لحرب لا مبرر لها سوى خوفهم من انتقال عدوى الثورة لدولهم
اضطر صدام لتوقيع اتفاقية مع ايران لانهاء الحرب بعد معركة الفاو الشهيرة والتى ساعدت مصر فيها لدرجة ان وزير دفاع مصر هو من كان يقود غرفة عمليات هذه الحرب التى ادت لانهاء حرب الثمانى سنوات مع حفظ ماء وجة صدام وعدم خروجه منهزم
وانتهت الحرب ليجد صدام دولته قد انهارات تماما
ويطالب صدام دول الخليج بالثمن دون ان يصرح لآحد انهم هم من دفعوه لهذه الحرب وتماطل دول الخليج صدام حسين فى الوقوف بجانبه
فما كان منه إلا غزو الكويت … ليبدأ فصل جديد من فصول التفسخ العربى
يتبع فى حلقات قادمة