كتب : دكتور نفر نوع جديد من المشاكل يهدد سلامة قصر الأمير بشتاك، أحد الآثار الإسلامية بشارع المعز لدين الله الفاطمى الذى يعود للعصر المملوكى، وبدأت المشكلة بعد إنهيار أحد المنازل المجاورة له، وتسلل الأهالى داخل صحن القصر، وأقاموا فيه بشكل دائم لحين ترميم منزلهم، وهو الأمر الذى يعد خطراً، وقد يتسبب فى تشويه القصر نظراً لإقامة الأهالى فيه، ونتيجة لذلك قام قطاع الآثار الإسلامية برفع مذكرة لإدارة القاهرة التاريخية يطالبه بسرعة صيانة وترميم المنزل.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إن المنزل ليس ضمن الآثار، وتم بناؤه فى القرن الـ20، ولا يوجد به عناصر معمارية أو زخرفية، والأهالى القاطنون به لديهم عقود تعود لعام 1934، وبالتالى أصبح وضعهم قانونيا، ثم قامت وزارة الآثار بشراء ذلك المنزل من وزارة الأوقاف لأنها ضمن النسيج المعمارى لقصر الأمير “بشتاك”، على أساس أن الآثار تقوم بإخلاء البيت من السكان لإزالته ويتم الاستفادة من المساحة.
وأضاف محمد عبد اللطيف، أن وزارة الآثار بدأت فى إتخاذ الإجراءات اللازمة وتم مخاطبة المحافظة لتحديد القيمة المادية للوحدة التى سيشغلها السكان، وأفادت المحافظة منذ عدة سنوات بأن قيمة الوحدة السكنية المتوفرة تبلغ 46 ألف جنيه والسكن المتاح بمدينة النهضة.
وأوضح رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، أن شاغلى العقار رفضوا هذا العرض لإعتراضهم على المنطقة ولرغبتهم فى السكن بمنطقة الدويقة التى كانت لا تتوفر بها وحدات سكنية آنذاك، وذلك بعد خروج الشيك بقيمة الوحدات لوزارة الأوقاف، التى قامت برده إلى الآثار مرة أخرى.
وأشار الدكتور محمد عبد اللطيف، إلى أن موضوع إخلاء شاغلى العقار تعطل بسبب عدم إنتقالهم لمنطقة النهضة، وظلوا فى المنزل حتى إنهارت السلالم الداخلية للعقار، منذ عدة أيام، وفى هذه الحالة أصبحوا متعدين على حرم الأثر، مؤكداً أنهم يقيمون فى الوقت الحالى بصحن قصر الأمير بشتاك، ووزارة الآثار تبحث الموضوع للبت فيه.
قصر الأمير بشتاك يعد نموذجاً فريداً للعمارة المدنية فى العصر المملوكى، أنشأه الأمير سيف الدين بشتاك الناصرى، أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون، عام 740هـ، وكان منشأ حوله أحد عشر مسجداً وأربعة معابد من آثار الفاطميين ، وقد أوشك على الإنهيار بعد زلزال 1992م، إلا أنه تم إصلاحه بالاشتراك مع معهد الآثار الألمانى بتكلفة 50 مليون جنيه.