قوة تحريك الأشياء عن بعد Psychokinesis
في سبعينات القرن المنصرم، كان اعتقاد العلماء بقوة العقل البشري عظيمة، ويرون في تصوراتهم أن الإنسان لا يستغل من قدرات هذا العقل أكثر من 10%، وهذه النسبة تعبر عن العباقرة الذين لم يأت التاريخ بمثلهم من قبل مثل تحريك الأشياء عن بعد .
وتعبر هذه النسبة عن المتميزين، وأن بقية الناس تتفاوت النسبة المستغلة حسب ذكائهم من ناحية، وحسب مقدار استغلال عقولهم في حياتهم من ناحية أخرى.
ولكن مع مطلق القرن الحادي والعشرين وزيادة الدراسات المنصبة على العقل، اكتشف العلماء أن النسبة المستغلة من العقل البشري لدى معظم البشر لا تتعدى الـ 1% وأن المتميزين من البشر والذين سُجلوا عبر التاريخ كعبقريات في المجالات المختلفة كانوا ربما – وأقول ربما – يستغلون 2% من عقولهم الفذة.
هل لاحظت النسب؟ وإلى أي حد الإنسان غافل عن إمكانيات عقله الحقيقية؟
في الواقع لسنا بصدد التحدث عن مفاهيم التفوق البشري بين الناس، كالذكاء والفطنة والعبقرية ولكننا هنا بصدد التحدث عن قوة خارقة فوق الطبيعة، وموهبة يندر تواجدها بين البشر .. موهبة تحريك الأشياء بقوة العقل، أو كما اصطلح العلماء على تسميتها في اللفظ اللاتيني Psychokinesis.
واللفظة في الأصل إغريقية ومعناها اللفظي منقسم إلى شقين، الشق الأول هو Psyche يعني الدماغ/النفس/القلب، والشق الثاني Kinesis ويعني الحركة، أي أن الكلمة في تركيبتها تعني التحريك بقوة الدماغ.
أيضاً هناك بعض المراجع تستخدم لفظة Telekinesis أي التحريك عن بعد، وهي لفظة صحيحة أيضاً.
الحالات المسجلة في هذا الشأن قليلة للغاية، ولكنها مبهرة إلى أقصى حد .. هناك مثلاً حالة (ميخائيلوفا) وحالة ( نينا كولاجينا ) وغيرها من الحالات النادرة التي أثارت عجب الكثير من العلماء المهتمين بمثل هذه الحوادث.
ميخائيلوفا والبيضة
ولدت ميخائيلوفا في عام 1927، واشتركت في الحرب العالمية الثانية، ضد الألمان، وكانت في الجيش الأحمر حينما حاصر الألمان مدينة (ليننجراد).
ولها العديد من التجارب المثيرة والمواقف الشيقة التي رأى فيها الكثير من الناس قدراتها الفائقة في تحريك الأشياء عن بعد.
إذ قامت في تجربة مسجلة بكسر بيضة ووضعها في محلول ملحي، ثم القيام بفصل صفار البيضة عن بياضها، ثم إعادة تجمعهما مرة أخرى.
ومن المواقف الطريفة التي يرويها أحد الكتاب الروس، عن السيدة الروسية ميخائيلوفا التي كانت تجلس على طاولة الطعام الخاصة بالأسرة، وكانت هناك لقمة صغيرة على طاولة الطعام ، فقامت بالتحديق فيها وتركيز ذهنها على قطعة اللقمة ..
بعد أقل من دقيقة بدأت لقمة الطعام تتحرك بصورة غير منتظمة، ومهتزة، ثم أخذت تتحرك بصورة نظامية .. وظلت تقترب رويداً رويداً من حافة الطاولة، حتى فتحت السيدة (ميخائيلوفا) فمها بقرب الطاولة لتتدحرج اللقمة إلى فمها في النهاية.
حالة (نينا كولاجينا)
(نينا كولاجينا) روسية أخرى تنطلق مهارتها في تحريك الأشياء عن بُعد، فتقوم بتحرك ملاحة الطعام وعلب الكبريت وبعض القطع الصغيرة.
فاجئنا التليفزيون بالكثير من التهويل لشأن مثل هذه الحالات، فظن البعض أن بإمكان أحدهم مثلاً التحكم في سيارة فيقلبها رأساً على عقب، أو أن يتحكم حتى في كرسي صغير الحجم فيرفعه عن الهواء .. ولكنها الحبكة الروائية والسينمائية.
لقد كان نبض (نينا كولاجينا) أثناء هذه التجربة يتجاوز الـ 240 دقة في الدقيقة الواحدة، أي كأربعة أضعاف القلب في الحالات العادية، في تجربة (ميخائيلوفا) كانو يوثقونها بالحبال للتأكد من إحكام وثاقها وخلو الأمر من الخدع.
وكانت (ميخائيلوفا) تركز ذهنها في طبق به بيضة تحاول فصل الصفار عن البياض، واستغرق الأمر منها قرابة الساعة، وفي النهاية كانت مرهقة للغاية، وتم إيقاع الكشف الطبي عليها، ليكتشفوا أنها فقدت رطلين من وزنها في هذا المجهود ..
يفسر الأطباء هذا بحرق الطاقة الداخلية للجسم في هذه العملية التي تستهلك منها كل قوتها الذهنية التي تؤثر على قوتها البدنية كذلك.
سنأخذك الآن في جولة بسيطة مع (نينا كولاجينا) قبل اختراع المؤثرات الصوتية والمرئية التي طرأت على عالم السينما بالكمبيوتر وما قبل الكمبيوتر. سنريك الآن فيديو التقط لها يبين قدراتها عن قرب.