من يبالى أو يهتم إن تموتوا أو تحترقوا أو يصيبكم نيزك من السماء ?! فما أنتم إلا حفنة من ملايين البشر لا وزن لكم وأسعاركم زهيدة في أسواق الكبار من سيفتقدك آثرك إن واريت الثرى وينعيك أو يتشح من أجلك بالسواد??
لن تجد في خيمة عزاؤك إلا أمك المكلومة و أبيك الحزين الذى أكرموه وزين أسمه بلقب أبو الشهيد , وأبناء الحى والجيران يزرفون دمعا علي شبابك الفانى في صوان العزاء
أنه صراع الحيتان في مجابهة الأسود , إنها معركتهم من أجل البقاء فإن هي إلا صراعات وهمية تارة بإسم الدين وتارة أخرى تحت شعار الحرية والمساواة و العدالة الاجتماعية وتارة مزعومة بالوطنية و بحب الأوطان . مع ان الحقيقة انها جميعها ليست إلا صراع المصالح والكراسي و النفوذ و السلطان
لا ناقة لك فيها ولا جمل ,, لكنك مدفوع ببريق الشعارات
عفوا فالجميع إرتضى الموت للطرف الآخر وإرتضى له السحل و الأمتهان .
شعاراتهم البراقه كالحرية والكرامة والمساواة ليست لنا فيها من نصيب ولكنها من أجل الأصحاب والحبايب والعشيرة والمقربون من السلطان. اما نحن فيكفينا لقيمات خبز واسطوانة غاز وكروت الكهربإء .
الجميع ارتضى الموت للطرف الآخر بدون جريمة موثقة بأي عذر وبلا قانون , فلا تجادل فغداً حين تقال الأعذار وقت قتل ذويك أو قتلك أنت او الصحاب.
فأنت بتعصبك وعدم موضوعيتك وأنحيازك لفريقك أو تساهلك فيما فات قد قتلت القانون وارتضيتها حياة الغاب , البقاء فيها للأقوى ولصاحب النفوذ والجاه .
إصمتوا وتقبلوا أمركم هكذا فلا شئ يستحق فقدان نعمة الحياة . فلا أحد ممن يحكمك يهتم بشأنك او سيهب لنجدتك ويلتقطك لبر الأمان
حين تدق طبول الحرب و في لحظة سماع النفير .. استمتع انت بنغمات العود والناى وأرتشف كوب الشاى و عش حياتك و أرسم بسمة علي جبين الحياة ..
واعلم انها ليست معركتك وتوقف عن مشاهدة المسرحية الكرتونية فالجميع فيها مهزوم وارضى بكل النهايات فما هي إلا صراعات الكبار