قفص الحرية
—�—�—�—�—
كان عليّ
أن أرقصَ فرحاً
لأنّكَ مررتَ من خلالي
ومن باقي النّاسِ
حتى كدتُ أرى أمي مرّت
ذات اليمينِ
وذات الشمالِ
تبقيني في مكاني
ألا أحركَ حطامَ سكوني ،
هم يجبرونني على القتالِ
في ساحةِ الزمانِ
بلا متاريسَ
وبلا فوهةٍ مكتوبةٍ على سلاحي ،
ربّما بعد ساعةٍ
تعلنُ وقفَ أطلاقِ النار
ثم يوقعون معاهدةً
في خيامِ بعيدةٍ عن اللجوءِ
حيث يسودُ اللاسلامُ بين الأطراف.
كان عليّ
ألا أكتبَ
لأنّهم كذّبوا
أمامَ القاضي وخلفَ المحاكمِ
لكني سأحشو وسادتي
بريشِ الصمتِ الناعمِ
الذي لا يعرفُ أين يقعُ فمي
ولكي يغوصُ ذهني
مع رأسي
في ترابِ النعام.
كان عليّ
ألا أتدربَ الرمايةَ
يريدونني أن أقنصَ
كلّّ طائرٍ وزاحفِ
وراءَ الأسلاكِ
علاماتُ الغشِّ ظاهرةُ للعيانِ
على خراطيشي ،
لم يحسبوا لها حساباً
بل هكذا أرادوني
كالشاخصِ في ميدانِ الرماية
أصففُ لهم فوارغَ العتاد
أو كالببغاءِ
أنادي على ترحابِهم
متى ما يشاؤون
متى ما يدخلون في قوسِ النصر
أعزفُ لهم نشيدَ الانتصار ،
إلا الحريةُ في القفصِ الأخضر
منتوفةُ الريشِ ،
مصونةٌ
لا يخرقُ لها الاتفاق …
كان عليّ…
أعرفُ إنسانيتي
قبل أن أفتحَ صدري
لأفكاري المخمليةِ ،
ثمة حلمٌ يرمي معي
حجارةَ الأبابيل
كصفارِ البيضِ
على وجهِ السلطان …
———————
عبدالزهرة خالد