كتب _اشرف المهندس
فى سورة يوسف، الآية 999، يقول المولى عز وجل: «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ»، صدق الله العظيم.
هنا القرآن ذكر «مصر» اسما صريحا شاملا جامعا، وليس قرية أو مدينة أو جزءا منها، ولم يذكر «قطر» التى لم تكن موجودة أصلا على الخريطة الجغرافية، وهنا مربط الفرس، فقطر تستشعر الضآلة، لا وزن لها، تاريخيا وسياسيا وعسكريا، وأن الميزة الوحيدة فقط التى تتمتع بها أن لديها بعض المال، وكم من الراقصات يمتلكن الثروات الضخمة.
لكن قادة قطر والذين يحملون من الكراهية لمصر، ما تنوء عن حمله الجبال الرواسى، يعلمون بضآلة قدر بلادهم، وأنهم عبارة عن قزم فوق الخريطة الجغرافية، وتأثيرهم الإنسانى والثقافى والتاريخى والسياسى، لا يمثل وزن جناح بعوضة، فقرروا السير عكس اتجاه المنطق، من خلال توظيف أموالهم فى تخريب وتدمير الأوطان ذات الثقل التاريخى، مثل مصر واليمن وسوريا والعراق.
قرر حكام قطر، تعويض النقص والضآلة المفرطة، لبلادهم فى التأثير السياسى والعسكرى والثقافى، بأن يقبلوا الارتماء فى أحضان الدول الكبرى ذات المآرب والأهداف التوسعية، والتآمرية لإسقاط الدول العربية ذات الثقل الحضارى مثل مصر وسوريا والعراق، لإعادة رسم خريطة جديدة، تضم كانتونات صغيرة لا وزن لها.
القطريون، قرروا تنفيذ مخططات الدول الكبرى، وطالما أن بلادهم، لا جذور لها فى أعماق التاريخ، ولم تُذكر لا من قريب أو بعيد فى الكتب السماوية، وفى القلب منها القرآن، قررت أن تتوضأ جنبا إلى جنب مع كل الجماعات المتطرفة، من الإخوان، لداعش وجبهة النصرة، والقاعدة، وغيرها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وتدعمهم بكل وسائل المال، لهدم الأوطان العربية والإسلامية.
حكام قطر، وبعض من حكام الدول العربية، من بينهم المملكة العربية السعودية، لم يدركوا، أو يؤمنوا بالآية رقم 99 من سورة يوسف، الذى قال فيها المولى سبحانه وتعالى: «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ». وعندما يقول المولى عز وجل، وقوله الحق، فإن حكام قطر، وغيرهم من الذين ينفقون المليارات لإسقاط أرض الكنانة، كمن يحرث فى الماء، ويناطح السراب، فلا قيمة لإرادة البشر، أمام إرادة الله، ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله!
ومهما، رقص الملك سلمان بن عبدالعزيز، فى الدوحة رقصة «المكايدة»، أو ذهب مستشاره أحمد الخطيب، إلى إثيوبيا، بلاد «أبرهة» ليرقص فوق سد النهضة، رقصة «إخراج اللسان»، أو جعل تميم، من بعض موظفى المؤسسات الناطقة باسم الدول العربية أو الإسلامية، ومنها أمين مجلس التعاون الخليجى، عبداللطيف الزيانى، متحدثا باسم قطر، ومنفذا لأوامره، ومهما رصد من أموال الشعب القطرى المغلوب على أمره، لدعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية للنيل من استقرار وأمن مصر، فإنه لن يستطيع، وستتحطم كل مؤامراته ومخططاته، أمام التحصين الإلهى، «ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين» وطالما قال الله عز وجل ذلك، وقوله الحق، فكل أقوال ومخططات ومكر البشر لا قيمة لها.
مصر الذى تزوج منها خليل الله «إبراهيم»، وولد وتربى فيها موسى، وكلمه الله على أرضها، ولجأ لها المسيح ابن مريم، وأوصى بأهلها وجندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، خيرا، وتصدى جيشها للتتار والمغول وللحملات الصليبية، فإنه لا يمكن أن يؤثر فيها خطط ومؤامرات، من يتوضأ، مع من يقتل ويسفك الدماء، ويهدم بيوت الله، ويثير الفزع فى قلوب الأطفال والعجائز، فى حلب وصنعاء والموصل وسرت.