قضية انستالينغو . هل يؤدي اعتقال الغنوشي لثورة جديدة بتونس ؟ لماذا يصر قيس سعيد على اعتقال الرئيس الاسبق ؟
![](https://i0.wp.com/fw4n.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250207-WA0107.jpg?resize=465%2C453&ssl=1)
بقلم الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
حكمت محاكم تونس على الرئيس السابق راشد الغنوشي باثنين وعشرين سنة فيما بات يعرف بقضية “إنستالينغو” ، وهي احكام جائرة كما اعلنت هياة دفاعه .
وقد رفضت الهيئة هذه الاحكام واستنكرتها سيما وانها لا توافق المنطق السليم ، واكدت ان الغنوشي سيواصل مقاطعة هذه المحاكمات الهزلية التي اقل ما يمكن وصفها به انها سياسية كيدية .
هناك من يقول ان هذه الاحكام تاتي عبر اوامر من خارج تونس كلما لاح ضياء لا يوافق هوى الغرب والقوى العظمى التي تسيطر على العالم . والغنوشي يتمتع بشعبية واسعة داخل كل اوساط المجتمع التونسي .
فالحركة التي يترأسها كانت ومازالت من اقوى الاحزاب السياسية بارض الزيتون تونس الحمراء ، واثبتت جدارتها حين تقلدت زمام الامور بتونس وحققت نجاحا منقطع النظير .
ومع ذلك فهناك من يقول ان تونس لم تهنا بأمن منذ الربيع العربي وثورة الياسمين التي تسسب فيها البوعزيزي الذي احرق نفسه واشعل نيرانها .
قيس سعيد اعتقل كل معارضيه وما راشد الغنوشي إلا واحدا منهم ، لذلك فلن يهنا للرئيس التونسي بال حتى يضع الرئيس السابق خلف القضبان وهو مازال يصبو له ويصر على تنفيذه بكل الطرق و الوسائل ، القانونية وغير القانونية .
قيس سعيد يستغل كل السلطات للانتقام من خصومه ويتخلص منهم عبر سجنهم ويزيد من حقد الشعب عليه ، وكل هذا ليس في صالحه ومع انه يعلم بهذه الحقيقة لكنه مازال متعنثا .
مع ان رئيس حركة النهضة التونسية بلغ من العمر عتيا ، فقد يوضع في السجن من جديد في اقرب فرصة لا لسبب مقنع إلا انه قد يصبح رئيسا في اقرب ثورة شعبية للتونسيين الاحرار .
الحكم باثنين وعشرين سنة على رجل كبير في السجن ، لا ذنب له إلا انه ذو شعبية واسعة وخدم الشعب حين كان في منصب المسؤولية ، حكم استغرب له العالم واسال الكثير من المداد ومع كل الانتقادات الموجهة للرئيس التونسي الحالي فإنه لا يبالي ، بل ويزيد إصرارا وتعنثا .
جدير بالذكر ان هيىة الدفاع عن راشد الغنوشي تؤكد انه بريء من التهم الموجهة إليه في كل هذه القضايا وتعتبرها كيدية وقد توجهت غير ما مرة للرأي العام العالمي مستنجدة ومطالبة العقلاء بالتدخل لوقف نزيف هذه المهزلة .
يشار إلى ان القضية تعود لأأكتوبر 2021، حين أوقفت السلطات موظفين بشركة “أنستالينغو” وحققت مع صحفيين ومدوّنين ورجال أعمال وسياسيين بتهم بينها “تبييض أموال، وارتكاب أمر موحش (جسيم) ضد رئيس الدولة (قيس سعيد)، والتآمر ضد أمن الدولة الداخلي، والجوسسة”. حيث ان أنصار قيس سعيد يؤكدون ان “أنستالينغو” المختصة بإنتاج المحتوى الإعلامي والصحفي كانت أداة تستخدمها حركة “النهضة” أثناء وجودها بالسلطة لتشويه خصومها السياسيين، ثم الرئيس ذاته بعد ذلك.
لكن هيئة الدفاع عن الغنوشي تنفي صحة القضية برمتها واعتبرت انها انطلقت من وشاية تقدم بها شخصان تعلقت بهما عديد القضايا والملفات التأديبية”، وصدرت بحقهما أحكام قضائية.
قضية الغنوشي تعرف تطورات متسارعة وقيس سعيد يبذل قصارى جهده ليعتقل الغنوشي الذي يعتبر اقوى خصومه ، فهل سيتمكن من تحقيق هذا الهدف ، هل سيؤدي اعتقاله لثورة جديدة سيما وان لحركة النهضة الملابين من الاتباع ، كيف سيتفاعل الشعب التونسي مع الاعتقال إن تم تنفيذه ، أسىلة كثيرة من هذا القبيل سنعرف إجابتها خلال الأيام القليلة القادمة.