اخبار عربية وعالميةالأدب و الأدباء

قصيدة صنعت تاريخ

احجز مساحتك الاعلانية

 للشاعر : الصاغ محمود أبو بكر
جمع وتدقيق / د. مصعب أبوبكر – السودان ، أم درمان
بين أيدينا قصيدة تعتبر من أهم القصائد التي كتبت في تاريخ النضال السوداني الحديث ضد المستعمر الانجليزي . هذه القصيدة أصبحت شعاراً ونشيداً لمؤتمر الخريجين الذي ظل يناضل المستعمر بكافة الوسائل حتى حقق استقلال السودان في الفاتح من يناير عام 1956م.
ولابد لنا من اذكاء هذه الروح الوطنيّة الخالدة ، واظهار الدور الذي لعبه الشعار السوداني في حقبة النضال الوطني المجيد ، شحذ للهمم وتأجيج الضمير القومي وحب تراب الوطن الغالي . وفيما يلي النص كاملا :
صه يا كنار وضع يمينك في يدي
ودع المزاح لذي الطلاقة والدد
صه غير مأمور وهاتِ هواتناً
ديماً تهش على أسيل الأغيد
ودِّع بدمعك من تحبّ فإنما
أنا إن دعوتك لن تعيش إلى غدِ
فإذا سفرت فكن وضيئاً نيراً
مثل اليراعة في الظلام الأسود
وإذا وجدت من الفكاك بوادراً
فابذل حياتك غير مغلول اليد
وخذ المآرب من زمانك عنوة
والقَ العريف على الرعاف ولا تد
واذا ادخرت الى الصباح بسالة
فاعلم بان اليوم أنسب من غد
والق البلية بالبلية وارمها
بمسدد ومثقف ومجرد
واسبق رفاقك للقيود فانني
أيقنت أن لا حرَّ غير مقيد
واعمد إلى دمك الذكي فجد به
فالجلنار سياج روض السؤدد
والعمر موت في شبابك ان تكن
تقضيه بين مصفق ومغرد
وأملأ فؤادك بالرجاء فإنما
بلقيس جاء بها ذهاب الهدهد
فاذا تبدد شمل قومك فاجمعن
وإذا أبوا فاضرب بعزمة مفرد
فالبندقية في بداية أمرها
طلعت بمجد ليس بالمتبدد
*************
صه يا كنار وضع يمينيك في يدي
فكأن يوم رضاك ليلة مولدي
انا كم رعيتك والأمور عصية
وبذلت فيك جميع ما ملكت يدي
وجرى فؤادي نحو قلبك سلسلاً
لكن قلبك كالأصم الجلمد
لك في فؤادي يا كنار مكانة
أسمي وأقدس من مكانة أحمد
ولدي أحمد كالحياة وكالمني
من كل ممتنع وكل مؤيد
قاسمته ظلم الحياة وظلمها
ونشأت بين جنانه المتجدد
*************
صه يا كنار فما فؤادي في يدي
طورا أضل وتارة قد أهتدي
ولأنت أعلم كيف أقتنص الهدي
حتي قنصت به سهاد الجدجد
وأري العوازل حين يملكنا الظما
فأموت من ظمأ أمام المورد
وأرود أرجاء البيان مداجياً
فأضيق من أناته بالشرد
أنا يا كنار مع الكواكب ساهر
أسري بخفق وميضها المتعدد
وعرفت أخلاق النجوم فكوكب
يهب البيان وكوكب لا يهتدي
وكويكب جم الحياة وكوكب
يعصي الصباح بضوئه المتمرد
إن كنت تستهدي النجوم فتهتدي
فانشد رضاي كما نشدت وجدد
أو كنت لست تطيق لومة لائم
فأنا الملوم علي عتاب الفرقد
*************
صه يا كنار فبعض صمتك مسعدي
حتي شدوت فجاء شدوك مسعدي
وفضيلة بين التبسم والبكا
لو تعلمون، تجلد المتجلد
وتأمل ملأ التأمل حسنه
وكساه من حلل الأصيل العسجدي
ألم تأجج في ثيابك لم يكن
ليزول دون اهابك المتوقد
غربت به الأيام و هي عوابس
فقضيتهن مودعا في الموعد
صه يا كنار فبعض صمتك موجع
قلبي و موردي الردي و مخلدي
أرأيت لولا أن شدوت لما سرت
بي سارياتك و السري لم يحمد
أنا لا أخاف من المنون و ريبها
ما دام عزمي يا كنار مهندي
سأذود عن وطني و أهلك دونه
في الهالكين فيا ملائكة اشهدي

Related Articles

Back to top button