ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻓﺤﻤﻠﺘﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸتـﻔﻰ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﻣﻦ ﻣﺤﻔﻈﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺔ ﺍﺳﻢ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻓﺒﻌﺜﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻓﺤﻀﺮ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ,ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﻟﻠﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻄﻲ ﺑﻜﻤﺎﻣﺔ ﺍﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ ” ﺍﺑﻨﻚ ﻫﻨﺎ “ ﻓﻤﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﻩ , ﻭﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﻬﺪﺋﺎﺕ ,ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﻨﺪ ﻭﺿﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻟﻤﺪﺓ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ! ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ,ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺃﻭ ﻳﺘﻤﺸﻰ ﻗﻠﻴﻼ .. ﻓﻴﻌﺘﺬﺭ ﺑﻠﻄﻒ ! ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺠﺮ , ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ .. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻻﺑﻦ ﻟﻠﻤﻤﺮﺿﺔ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ؟! ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺫﻫﻮﻝ: ﺍﻧﻪ ﺃﺑﻮﻙ! ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ، ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﺑﻲ، ﺑﻞ ﺇﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺭﻩ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ: ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺤﺒﺘﻚ ﺇﻟﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ؟! ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺄ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎً ﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﻡ ﻻ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﻘﻴﺖ ﻭﺗﻮﺍﺻﻠﺖ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﻗﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦ ! ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ: ﻗﺪِّﻡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﺔ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺤﺘﺴﺐ ! اللهم إجعلنا ممن يعملون الصالحات وفعل الخير وارزقنا برا للوالدين صالحاً طيباً يرضيك يا ذا الجلال والإكرام