زكية محمد * المغرب*
كل ليلة يتيمة ،صوت برائحة العود يقد مضجعي ، تجرفني سيول المتاهات حيث الصور المحجوزة والأصوات المكلومة ترتدي فساتينها القاتمة وتصطف لاستقبالي . موكب مهيب من الأنين ،وسفينة عملاقة من الضباب.،ربانها رجل خفي الملامح ،وضيء الوجه ،يدعوني للالتحاق بالركب.
أنا لا أسمع صوته، لكن عيناي المسحورتان بدفئه، تسمعانه جيدا وهو يتحدث عن مملكة السبات، موطن السكينة والخلاص. هناك يضع الخوف أوزاره و يتحررالحزن من حداده ويعلن الشر توبته النصوحة .
لا وجود لكائنات سوداء أوأشباح حمراء ولالأصوات رمادية، جنة بيضاء. طوبى للبؤساء والمظلومين ،يسقون فيها عسلا من النسيان فيثملون سرورا وطمأنينة وسلام .
صوته الملائكي جبار ، يتحرش بعيني المقهورتين من غارات البكاء السري بيد أن روحي تلك الطفلة البريئة تتشبث بنبضي متوسلة أن أنتظرها لتلعب لعبتها الأخيرة.