كان يا ما كان لا في قديم الزمان ولا من سالف العصر ولا الاوان قصة لا تشبه اي قصة .قصتنا بدأت بقصة جميلة من الجميلات نسجت من قصتها قصص كثيرة موجعة هزت قلوب وعقول ز قصة حق وعلى مين الحق لحتى ضاع الحق . وكغيرها كانت جميلتنا معطاءة وتملك من القوة ما يكفيها لتحمي عائلتها وتحافظ على مسكنها ما استطاعت جميلا بجمال روحها ومبعث راحة لكل من يزورها . مشكلتها كانت تسلط زوجها المتعلم الذي سجل المسكن باسمه فقط ولم يكن يعطيها حقوقها ببيتها في التصرف و الحرية رغم أنها هي من دفعت من عرق جبينها كل شبر ببيتها , وكم تحملت تقصيره معها دون أن تشتكي , ومع مرارة الايام وعيش النكد اليومي بدأت تفقد صبرها ومع كل الاذلال والقسوة والعنف تنفجر وتبكي لوحدها و لكنها كانت غير قادرة على القيام بأي ردة فعل خوفا من فقدان بيتها للتوازن والشعور في الامان وكانت تتأمل كل يوم أن يهدي الله زوجها الى ما فيه خير لها ولأولادها وتنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر دون استجابة حقيقة منه ولم تأخذ منه سوى الوعود الفارغة والمبررات الغير مقنعه.
ومثل كل النساء ترى وتسمع غيرها من النساء اللواتي تحققت لهن مطالبهن فتشجعت وحزمت أمرها على المطالبة بحقوقها حتى وان اضطرها الامر الى الشجار اليومي معه وتحمل ضرباته الموجعه.
وبدأت محاولاتها الاولى خجولة بالمطالبة ورفع صوتها والتذمر وكان يتباهى ويقول لها : ” ليس لك منفذ مني انا مصيرك وعليكي أن تتحمليني كما أنا وأن تبقى تحت رحمتي ” فتسكت وتهدأ قليلا و تفكر بأولادها وكيف يمكن أن يؤدي الامر بها بعد مطالبتها وإلحاحها بأخذ حقوقها الى الطلاق منه والخلاص وكيف ستتسبب بدمار حياتهم واستقرارهم وتتخيل حياتهم والى اين ستذهب فلا أهل لدعمها بقرارها وعلى الاغلب ستبقى وحيدة تتهاوشها كلاب الليل المسعورة فتصمت وتصبر لعل وعسى ولكن في كل مرة تصبر بها كلما زاد ألمها وزاد زوجها قسوة عليها وعلى أولادها فتأخذ قرارها بالمواجهة بكل قوتها والتمسك بحقها في البيت كغيرها من نساء العالم كما له أو الطلاق عنه وكانت تعلم أنها غير قادرة على مثل هذا القرار لوحدها وليس لديها الامكانيات الي تستطيع مواجهة زوجها الي تحول لوحش كبير ومستعد يحرق الأخضر واليابس من أجل عودتها لبيت الطاعة متل الاول وزيادة ويبقى هو الآمر الناهي. لكن الامور وصلت معها لحد لا تراجع معه ولآخر نفس دفاعا عن حقها ببيتها وحقها بتربية أولادها وحقها انها تكون شريكة متل غيرها ببيتها ومالها .
وأما اولادها فهم قصة ثانية وهم لب وأصل الحكاية وهم من زادوا الطين بلة وهم بالأساس سبب كل المشاكل التي كانت تحصل بين امهم وأبوهم ومع مشاكل والديهم كانوا مفرقين ومختلفين لدرجة أصبحوا أعداء ولم يتوحدوا على كلمة واحدة تنهي الخلاف الحاصل والذي تحول رويدا رويدا لحرب بكل ما للكلمة من معنى وعوضا عن العمل في ترميم الصراع كانت النتيجة عكسية فهم من صبوا الزيت على النار اكثر فمنهم كان مع أمه ودافع عنها ووقف ضد ابوه تماما ومنهم على النقيض تماما ومنهم من يمشي على المثل القائل “فخار يكسر بعضه ” ومنهم على المثل القائل ” الي بيتجوز امي بقله يا عمي ” و منهم من بقي حيران ولا يعلم يقف مع من وينطبق عليه المثل القائل “فايت بستين حيط ” , ومنهم من يرى امه هي المحقة لكن يبقى صامتا خوفا من بطش ابوه ومنهم يعتبر أبوه محق ولم يكن من الضروري لأمه أن تثور عليه هكذا وتصر على موقفها وكان عليها أن تصبر قليلا حتى يتمكنوا من مساندتها وتقرير مصيرهم ومصيرها دون أن تتكلف كل ها الشقاء اللي عاش الكل فيه دون استثناء من اول لحظة قررت فيها ترك البيت ولم يكن من الداعي أن تصل الامور الى المحاكم لدرجة أن كل الناس والجيران بدأت تتدخل يحياتهم مما زادوا الطين بلة أيضا ومتل أولادها كان في ناس دعمت زوجها وناس دعمتها منهم من الحارة و من خارج الحارة .
الزوج بالطبع لم يترك وسيلة إلا واستخدمها معها ومع أولاده الذين عارضوه
وتحالف مع الناس الداعمين له والمؤيدين له ليذلها اكتر وينتقم منها ويحطمها ويقضي عليها لان المعركة بينه وبينها باتت معركة وجود اما ان أكون او لا أكون . وهي أيضا وصلت لنفس المرحلة..
لم تعد القصة قصة الام لوحده و لا الاب لوحده فتكبر القصة وتصبح قصة جديدة على كل لسان وهي قصة الاب وجماعته والأم وجماعتها.
صارت العائلة حديث الناس خاصة بعد المشاكل التي تسبب بها الاولاد بالحارة لدرجة دخول وساطات بينهم على مستوى عالي جدا من عائلات كبيرة لها اسمها بين الناس ويضطرون مع الوقت قبول الوساطة على مضض لإسكات وطبعا في كل مرة كان كل طرف يضع شروطه وكل واحد يتمسك اكتر من الثاني على موقفه .
وما زاد الامور علة هو دخول الحارة شلة من المجرمين وعششت بين اولادها أطلق عليهم اسم (غرابيب سود ) تسلطوا ع الجميع قتل وذبح وترهيب وتشبيح ليكون البيت والحارة كلها لهم .
لم يكن من السهل على الاولاد الذين وقفوا مع والدتهم ودعموها من البداية ما يحصل فهم من شجعوها من البداية وتسلموا المبادرة لدعمها فلم يتخلوا عنها أبدا وكان أحدهم قويا كفاية ويحمل بعقله الوعي والتوازن و بقلبه الحب الحقيقي لعائلته كلها فردا فقرر ان الحل الوحيد ليحل مشكلة عائلته أن يقوم بخطة جديدة ولم يخبر بها أحد حتى أنا..لكن ما أعرفه هو أنه كان واثق متل كل يوم أن اليوم الذي ستعود أمه الى البيت معززة مكرمة ولها كل حقوقها هو اليوم الي سيودع فيه أمه وإخوته . يومها سيفرد جسمه على عتبه الدار وتمر أمه رافعة رأسها عاليا بأولادها من اول وجديد كلهم واحد واحد وهي تغني لابنها الغالي الذي ضحى بدمه من أجل كرامتها وكرامة اخواته وحتى ابوه اغنية النصر الممزوجة بدمه .
وتوته توته خلصت الحدوته .