لمياء حجي بشار من سوريا التي تبلغ من العمر 18 عاماً تصبح بطلة لقصة مأساوية شديدة ، أو فيلم مرعب ولكنه حقيقي ..
فمن هنا بدأت تلك الشابة في أول عمرها بأبشع مارأت من كوابيس ، وياليتنا نتعظ ونأخذ موقفاً وعبرة ، لمياء اختطفها داعش في صيف 2014 حين هاجموا قريتها التي تقع قرب مدينة ” سنجار ” اختطفوها وياليتها وحدها بل قاموا باختطاف أسرتها ، أمها وأبوها وخمسة من إخوتها ، وذهبوا بها إلى مدينة “الرقة” معقلهم في سوريا ، وبالطبع لم تعد لمياء تعرف عن أسرتها شيئاً ، ولم تكن هذه نهاية القصة فلا زلنا بالبداية ! والقادم أعظم وأبشع ! ، من “الرقة ” اختطفها من يدعى ” أبا منصور” وقضت معه شهراً بمرها وعذابها .. تقول لمياء : حاولت أن أهرب منه مرتان ولكنهما فشلتا وتعرضت بسبب ذلك للضرب والتعذيب الشديد وعوقبت بالحبس .. يالها من أيامٍ سوداء كظلمة الليل بشابة كل ذنبها أنها بأرض حرب وظلم وعدوان !! والعالم منها أصمٌ أبكم لا يتحرك .. تكمل لمياء وتقول : باعني ذاك الشخص لرجل آخر يسكن في ” الموصل ” قضيت معه شهرين باعني بعدهما .. تخيلوا حجم الألم والمعاناة التي كانت تسكن هذه الروح !! ماذنبها لتعذب عذاباً نفسياً مؤلماً !! وفوقه عذاباً جسدي قاسٍ !! وياليتها كانت النهاية !! بل القادم أعظم وأعظم ، فبعد أن باعها ذاك الشخص الذي بالموصل لآخر ، فإذا هو يعمل صانع قنابل !! وكان ذلك الشخص يجبرها على صنع القنابل معه ، وبعد أن مل منها باعها لآخر! وكان يسكن في ” الحويجه ” تقول لمياء : نجحت حينها في التواصل مع أسرة خالي فدفعوا لشخص 800$ كي يساعدني على الهرب ، وكنا 3 أنا وألماز 8 سنوات وكاثرين 20 عاماً.. وكأنني أتابع فيلما مرعباً لكن هذه القصة مختلفة قليلاً ! فنهاية كل فيلم تكون سعيدة لكن هذه القصة مأساويةٌ بحته ! وكل الأفلام تكون تمثيلا لكن هذه حقيقة !
تتابع لمياء وتقول : ونحن الثلاث في طريق العودة انفجر لغم أرضي تحت أقدامنا !! …
فكانت الواقعة !! ماتت ألماز صاحبة ال8 سنوات ! وماتت كاثرين ! أما أنا فأصبت بحروق خطيرة وتشوه وجهي وعمت عيني !! . إن القلب ليبكي على هذا الشعب الذي رأى كافة أنواع الظلم والتعذيب والتنكيل !! أين نحن منهم ؟؟ .. سنسأل عنهم والله ! والله سنسأل عن أرواحٍ بجانبنا تقتل وتحرق وتعذب ونحن نأكل ونشرب ونلهو ونرقص لاهيين بأنفسنا ؟؟!
مارأيكم بنا ياعرب ؟! ألا تظنون أننا أنانيين قليلاً ؟! أو كثيراً ؟! أو ربما ظالمين ! أتعلمون كيف ؟ لأننا رأينا الظالم يظلم والقاتل يقتل والعدو يتجبر ونحن ” صم بكم عمي فهم لا يسمعون ” رضينا بالظلم فنحن ظالمين سكتنا عن الحق ! فنحن شياطين ! مؤيدين لهذا العدوان ؟!
تكمل لمياء : كنت محظوظة !! ووالله لو حتى علمت أني سأفقد بصري كله ماترددت لحظة في الهرب ! الأمر يستحق والآن نجوت .. لاتحزني ياصغيرة ، رأيتِ الألم كله وكنتِ صغيرة عليه ولاتنتظري حقاً فكما كنت أقول إننا صم بكم عمي ولكن من فوقكِ يسمع ويرى ويبصر فلا تخافي وإن سألوكِ عنّا يوماً فقولي : مات عمر !! واختصري .