كتب : باسم مصطفي
علقت داخل المرآة
في يومٍ بارد , انقطعت الكهرباء في منتصف الليل ..و عرفت ليلى بذلك رغم انها كانت غارقة في النوم , بسبب انطفاء مدفأتها .. فقامت ليلى من فراشها الدافىء لتُضيء بعض الشمعات في ارجاء البيت , في حال استيقظ والدها العجوز من نومه ليلاً ..
و بعد ان انهت عملها , عادت لغرفتها .. لكن ما ان فتحت غرفتها ..حتى رأت و كأن هواء الغرفة تلوّن باللون الأخضر ! فنظرت خلفها لتفاجىء بأن بيتها كلّه صار بنفس اللون ..
فأسرعت لغرفة والدها لتجده نائماً , و امامه شخصٌ يشبهه يجلس بقربه و هو يراقبه .. و عندما رآها , دخل بسرعة الى جسد والدها
فارتعبت ليلى و اسرعت لتخرج من بيتها .. لكن كل شيءٍ انقلب فجأة.. فالباب الخارجي اصبح خلفها , و كذلك الغرف تبدّلت اماكنها .. فصارت تصرخ بكل قوتها , لكن كأن هذا الهواء لا ينقل ذبذبات الصوت , فأحسّت و كأنها في اعماق البحر..
فعادت الى غرفتها لتبحث عن جوالها , فربما تتصل بأحدٍ ينقذها .. لكنها وجدت في غرفتها فتاة تُشبهها تماماً , و هي تنام على سريرها .. فأقتربت ليلى منها و صارت تهزّها (بغضب)
-من انتِ ؟! ابتعدي عن سريري !! و اخرجي من غرفتي ..هيا !!
و هنا تسمع صوت والدها يناديها :
-ليلى !!!
و هنا استيقظت ليلى من منامها , لترى والدها عند الباب يقول لها :
-ما بك ؟! لماذا كنتِ تصرخين ؟!
فتقول و هي مازالت مرتعبة :
-ياه يا ابي !! لقد كان مناماً مرعباً ! جيد انك ايقظتني منه
-لا بأس ابنتي , كان كابوساً و انتهى .. هيا جهزي نفسك , لكي اوصلك الى عملك
و في مكانٍ آخر .. كانت ليلى ماتزال عالقة في نفس الغرفة الخضراء , و هي تشاهد والدها يتكلّم مع شبيهتها ..
فصارت تصرخ (بخوف)
ليلى : ابي !! هذه ليست انا ! انا عالقةٌ هنا !! ارجوك انتبه !! لا تذهب معها .. ستُؤذيك !
و في غرفتها .. اقتربت هذه الشبيهة و نظرت في المرآة , لتتلاقى عيناها مع عينا ليلى (العالقة خلف المرآة) .. ثم تقول لها (بإبتسامة ماكرة)
الشبيهة : بصراحة يا ليلى .. مللتُ من كوني فقط قرينتك ! فقرّرت تبادل الأدوار
فتطرق ليلى من خلف المرآة (بغضب) :
-اخرجيني من هنا .. فوراً !! و ايّاكِ ان تؤذي اهلي !!
قرينتها بنظرة لئيمة :
-و لما لا ؟ الم يحنّ الوقت لكيّ يرى الجميع جانبك السيء !
ثم ضحكت (ضحكةٍ ساخرة) .. تاركةً ليلى و هي تصرخ (خلف المرآة) بأعلى صوتها , لكن دون ان يسمعها احد !