فى إحدى المرات جمال عبد الناصر وهو ذاهب إلى أسوان فى القطار، توقف القطار فى إحدى المحطات وفجأة ألقى من شباك القطار على عبدالناصر (بؤجة أو صرة) عبارة عن منديل محلاوى مربوط سقطت بين أرجل الموجودين بما فيهم جمال عبدالناصر.. وكانت مفاجأة للحراسة طبعا وللموجودين، فالتقطها ضباط الحراسة بحذر شديد جدا وفتحوها.. وكانت المفاجأة أن بها رغيف خبز من عيش البتاو وبصلة فقط ولم يفطن أحد من الموجودين لمعنى هذا أو مغزاه إلاجمال عبدالناصر الصعيدى الأصيل الذى لمح الرسالة من هذا الرجل البسيط الذى ألقاها.. فأخرج عبدالناصر رأسه من النافذة بسرعة محاولا أن يرى الرجل الذى عدا مهرولا لبعيد وقال له «الرسالة وصلت يا بويا.. الرسالة وصلت».. وفى مساء هذا اليوم وفى أسوان وأثناء إلقائه الخطاب الجماهيرى قال: «يا عم جابر.. أحب أقول لك إن الرسالة وصلت وأننا قررنا زيادة أجر عامل التراحيل إلى 25 قرشا فى اليوم بدلا من 12 قرشا فقط، كما تقرر تطبيق نظام التأمين الاجتماعى والصحى على عمال التراحيل لأول مرة فى مصر». لقد فهم الزعيم عبد الناصر الرسالة وكسر شفرتها.. فعمال التراحيل يتخذون رمزا لهم وهو المنديل المحلاوى.. وكذلك العيش البتاو الذى كان يصنع فى صعيد مصر عبارة عن دقيق ذرة مع مسحوق الحلبة.. وهذا كان غذاءهم.. هذا هو عبدالناصر الإنسان الذى أحبه شعب مصر والعالم العربى كله.