كتب : وحيد القرشي
سعيد في سن الخامسة والخمسون من عمره ,يعمل نجار ويعيش في قريته مع زوجته ,وابنائه الثلاثة وابنته الوحيدة , كان يسافر الي بلاد اخري من اجل الحصول علي الخشب واستخدامه في النجارة والتجارة ,ابنه الاوسط سعد كان دائما يسافر معه ,وتعلم منه حرفة النجارة ,اما الابن الاكبر عامر فتعلم قيادة السيارة ,واصبح سائق سيارة بالاجرة,وبسبب جهل الوالد وعدم تعليم اولاده ,وسوء التربية ,لانه كان سليط اللسان ,ودائم المشاكل والاخطاء مع اهل قريته ,مما جعل الكثير من اقاربه واهالي القرية يبتعدون عنه ,ولا يحبون التعامل معه ,وابنه سعد كان يشبهه تماما ,واخذ منه ايضا اسلوبه القذر في التعامل مع الناس ,وفي يوم من الايام ,كان يجلس مع اولاده علي مائدة الغداء ,ودار بينهم الحديث عن رغبتهم في زواج ابنه الاكبر عامر ,من بنت عمه فتحي .
الام : الواد عامر كبر يا سعيد ,وعاوزين نفاتح عمه فتحي ,وناخد بنته صفاء لأبننا
سعيد : ايه رايك في كلام امك يا عامر
عامر :الأ تقول عليه يا ابويه ,وما فيش أحسن من بنت عمي
سعيد : النهاردة بعد المغرب ,هأخدك ونروح لعمك ونكلمه ونشوف رأيه ايه.
وبعد اذان المغرب ,يذهب سعيد وابنه عامر الي اخوه فتحي ,ويطرق الباب قائلا :يا فتحي ,فتحي ,السلام عليكم ,يفتح فتحي الباب,وعليكم السلام ,أتفضل يا اخويه ,ويدخل سعيد ويتبادلان السلام والتحية ,واثناء حديثهم يفاتح اخوه ,ايه رأيك يا اخويه ,الواد عامر عاوز يزوج بنتك صفاء .
فتحي :عامر أحسن واحد في ولادك يا سعيد ,علشان كدة هوافق ,وربنا يتمم علي خير .
عامر :ربنا يبارك في عمرك يا عمي
وقد أتفق الأخوين علي كل شئ ,وتم تحديد موعد الفرح ,وبدء كل من العريس والعروسة في التجهيز .
الام : فاضل أسبوع علي فرحك يا عامر ,وتزغرط بأعلي صوته
عامر : ربنا يخليكي ليه يا امي
ويتدخل سعد في الحديث مع أمه واخوه الاكبر عامر ,وقلبه يمتلأ غيظا من زواج اخوه قائلا .,بعد أسبوع من فرحه ,لازم تشوفوا ليه عروسة ,والا هخلي ايامكم سودة
الام : حاضر يا ابو لسان طويل
ولان الاب كان يميل لابنه سعد ,وكان يحبه اكثر من اخوته ,فقد أستغل سعد ذالك في فرض سيطرته علي البيت واخوته ,الي ان وصلت الامور ,الي ضرب اخوه الاكبر عامر ,وتكرر ذالك المشهد وسط غياب وضعف الاب امام ابنه سعد ,وبعد ان تزوج عامر ,زادت الخلافات وارتفاع الصوت داخل المنزل ,لدرجة ان سعد كان ينظر علي زوجة أخوه من خلف الباب ,وقد رأه اخوه عامر ,اكثر من مرة ,وبسبب قوة سعد الجسدية وضعف الاب امامه ,كان دائما يضرب ويسيطر علي أخوه الاكبر الضعيف البنية ,وقد وصل هذا الامر الي عمه فتحي ,والذي تدخل ليرد أعتبار أبنته التي أهين وضرب زوجها امامها .
فتحي :ايه الأ بيحصل دة يا سعيد ,سايب سعد يطيح في الكل وساكت ,وأزي تسيبه يبس علي مرأة أخوه من وراء الباب .
سعيد : مين قالك الكلام دة يا فتحي
فتحي : الكلام وصل لحد عندي ,وأنا سألت عامر وبكي قدامي ,وقال علي كل الأبيحصل
سعيد : دو واد كداب ,ما فيش حاجة حصلت من دة كله ,دة زعل هو واخوه ,زي أي اخوات بيزعلوا من بعض .
فتحي :فين صفاء نسألها
وينادي فتحي علي ابنته لمعرفة ما حدث من سعد ,وماذا فعل مع اخوه عامر
فتحي : يا صفاء ,صفاء ,بت يا صفاء
صفاء : أيوه يا ابويه
فتحي : تعالي يا بنتي أقعدي هنا جنبي ,وأحكي ليه علي كل الا حصل بينك وبين سعد ,وزوجك عامر
تجلس صفاء بجوار والدها علي كنبة بداخل الغرفة الداخلية بالمنزل ,وتبكي وتقول لوالدها ما حدث ,والذي كان ينظر اليها بأستغراب ,ثم أرتفع صوته في وجه أخوه سعيد .,خلاص يا سعيد أنت ضعفت قدام أبنك سعد ,وسايبة براحته ,وكأنك خايف منه ,وأنا الوضع دة مش هينفع مع بتي ,يا أما تدي أبنك حقه ,أو يطلق البت ,ودة غلطتي أنا من البداية
سعيد : أيه الأ بتقوله دة يا فتحي ,حقك عليه يا أخويه ,وأخر مرة هيحصل كدة
فتحي : كلامي مفهوم ,وأنتهي كلامي يا سعيد,وكفاية لحد كدة .
وأثناء مشادة الأخوين ,يدخل عامر عليهم ,فيتأثر من حديثهم وأرتفاع صوتهم ,ويبكي ويجلس بجوار عمه ,ويمسك يده ويبوس عليها ,ويمسك رأسه ويبوس عليها , ويبكي بشدة ,وتتأثر صفاء من بكاء زوجها ,وتتحدث مع والدها قائلة ,يا ابويه ,انا هبيع دهبي واشتري حتة ارض , ونبني عليها أوضة ,ونعيش فيها أنا وزوجي ,لما ربنا يفرج علينا ويرزقنا ,ونسيب البيت الوسخ دة
فتحي : أنتي شايفة كدة يا بتي ,حاضر ,لمي هدومك ,وهدوم عامر زوجك ,وكل الا يخصكوا ,وتعالوا اقعدوا عندي ,لحد ما أشوف هنعمل ايه ,وانت يا سعيد ظلمت ابنك ,وربنا مش هيسبك والا هيسيب ابنك سعد ,وافتكر اليوم دة .
يترك عامر منزل والده ,وسط فرحة اخوه سعد ,وسكوت الاب ,وصراخ وبكاء الام ,ليقوم عمه بشراء قطعة أرض وبنائها ,وقد شعر عامر وزوجته بالفرحة ,عندم خرجوا من البيت التعيس الذي يملأه دائما الشجار وأرتفاع الصوت بل فائدة ,وطلبا من الله ان يرزقهم الرزق الحلال ,يفرح سعد بطرد اخوه ,ليصبح هو صاحب القرار في كل شئ ,وقد طلب من والده الزواج ,ووافق والده وتزوج بالفعل ,وبعد فترة طويلة ,كبر والده في السن ,وزادت سيطرته علي البيت ,وبدء يسافر بدون والده لشراء الخشب للنجارة والتجارة ,واثناء تجواله في البلاد تعرف علي أصدقاء السوء ,وبدء يشرب المخدرات ,ويقابل العاهرات ,وبدل ان يسدد مبالغ شراء الخشب للتجار ,كان يأخذها لأسعاد وأشباع رغبته بالحرام ,وزادت الديون عند الكثير من التجار ,وقد طالبوه ,اما السداد أو القيام برفع شكوي جماعية لمأمور القسم ,ولم يبالي سعد من ذالك ,وقد اتفق التجار للذهاب لقريته ومقابلة والده ,وأثناء جلوس سعيد وأبنه سعد ,يأتي التجار أليهم .
أحد التجار : السلام عليكم يا ابوعامر ,كيف حالك
سعيد :وعليكم السلام ,والحمد لله ,أحنا زارنا النبي ,أتفضلوا يا معلمين ,وحشتوني ,أدي زمن ما تقبلناش .أحد التجار :وانت أكتر والله يا ابو عامر ,علشان كدة جينا نطمن عليك ,ونقولك أن ابنك سعد فسد كل حاجة ,ومدان من عدد كبير من تجار الخشب ,وبمبالغ كبيرة ,واحنا جينا نوصل الرسالة ديها ,يا أما الدفع أو هنقدم شكوي جماعية للبيه المأمور ,ولو أجبرتنا الظروف ,هناخد حقنا بأيدنا ,وحتي لو كان بينا تار ودة كلامنا ليك يا ابو عامر ,بعد ما أدينا أبنك اكتر من مهلة وفرصة للسداد ,وهو والأ سأل فينا ,ويتدخل سعد متهجما علي أحد التجار ,تأر ايه الا بتقولوا عليه ,خلي واجد منكم يرفع أيده عليه ,وانا اقتله .
أحد التجار : اتكلم يا ابو عامر ,ساكت ليه ,أبنك مش مكفيه الأ حصل ,كمان بيغلط فينا في بلده وقدام بيته .وظهرت علامات الحزن والاسي علي سعيد ,وطلب من التجار ,استكمال الحديث داخل المنزل ,حقكم عليه ,وتعالوا ندخل جوه ونتكلم ,امشي من هنا يا سعد ,روح أقعد علي القهوة ,لما اشوف الا حصل في ايامك السودة .
ويدخل التجار البيت ويتبادلون الحديث مع سعيد ,وقد اخبروه بكل شئ عن أبنه ,ومجالسته لاصدقاء السوء ومقابلة العاهرات ,وبعد حديث طويل بينهم ,ترك التجار المنزل ,ليجلس سعيد مع أبنه ,ويبدء الشجار بينهم وارتفاع الصوت ,وصراخ الام ,ويلطم سعيد علي وجه ويصرخ بأعلي صوته ,خربت بيتي وفسدت الدنيا عليه وعلي أخواتك ,وانا السبب في كل الا حصل ,ويقرر الاب بيع المنزل ,لسداد الديون ,ويشتري بالمبلغ المتبقي بيت صغير ليعيش فيه هو وأسرته ,ووسط كل ذالك ,سعد لا يبالي ولا يهتم بأي شئ ,وما زال يصرخ ويطيح في الجميع,وقام الاب ببيع منزله وسدد ما عليه من ديون ,وأشتري قطعة أرض وقام ببنائها وأنتقل هو وأسرته للمكان الجديد وبعد أسبوع يشعر الاب بألم في جسده ,وتأخذها زوجته وأبنه الاكبر عامر للدكتور ,وقد طلب منهم عمل تحاليل ,وبعض الاشاعات ,للاطمئنان ومعرفة ما به من مرض ,جأت التحاليل بأصابة سعد بالفشل الكلوي ,وسط ذهول وحزن زوجته وأبنائه ,وظهرت علامات الخوف والقلق علي سعيد ,والذي الح علي زوجته وأبنه عامر لمعرفة ما به من مرض,وقد طلبت الام من أبنائها عدم معرفة الاب بأنه مصاب بالفشل الكلوي ,خوفا من تدهور صحته ,
الام : اوعي حد منكم يعرف ابوه بانه عنده مرض وحش,وادعوا ليه ان ربنا يشفيه
عامر : حاضر يا أمي وربنا كبير
ووسط حزن الاسرة وما تعانيه ,سعد يعيش ويتمتع بحياته في الحرام وشرب المخدرات ومقابلة العاهرات في شقق خاصة ,وأثناء جلوس الاب وأبنائه علي مائدة العشاء ,قال لهم ,انا عارف اني مريض بفشل كلوي ,وهموت وانتم مخبين عليه .
الام :مين قالك كدة ,ديها شوية سخونة وزعل وهتروح يا ابو عامر
سعيد : اسكتي يا ام عامر ,هو انا عبيط ,دة أنتقام ربنا من ظلمي والا عملته في أبني عامر وأخوته
عامر وهو يبكي : ما تقولش كدة يا ابويه ,احنا عايشين في خيرك ,وربنا يبارك في عمرك ويشفيك .
وبعد شهر تقريبا ,يموت سعيد ويصبح في ذمة الله ,ويلفظ أخر كلماته ,بأنه لن يسامح أبنه سعد علي ما فعله معه ومع اخوه عامر ,ويسود المنزل حالة من البؤس والحزن علي فراق الاب سعيد وما حدث لهم ,وما زال سعد يطيح ويستخدم قوته في السيطرة علي أخوته ,ويعيش ويتمتع بحياته في الحرام ,وبعد شهرين تقريبا ,تتوفي الام حزنا وحسرة علي فراق زوجها وما حدث لاولادها وفساد حالهم ,ليعيش الابن الاصغر والبنت الوحيدة مع سعد وزوجته ,وتدور الايام وسعد لم يعتبر ويتغير وما زال علي ما كان عليه ,وأثناء تواجده في شقة يمارس الرذيلة مع عاهرة ,يدخل عليهم زوجها,ليراهم في وضع مخلي بالشرف ,ويتبادلان الحديث والشجار,ويستمرون علي ذالك الوضع لساعة تقريبا ,ليتغلب الزوج ويقتل سعد ويقطعه أجزاء في أبشع جريمة قتل.
الزوج :أنت مين وايه الا دخلك شقتي ,وانتي ازي تسمحي لواحد غريب يدخل الشقة في غيابي ,يا سافلة
سعد : أنا ماليش ذنب ,هي طلبت مني اني اعمل معاها كدة
الزوجة : أنت كلب والأ تسوي ,مش انت الا كل اسبوع تيجي تقابلني في الشقة ,وتديني مائة جنية
الزوج : وكمان بتقولي ومش خايفة مني ,والله ما هيسبكم ,وهقتلكم
ويتصارع الزوج وسعد ,ويقتله الزوج ابشع قتله ويمزقه ويقطع جسده أجزاء ,لتنتهي بذالك قصة الابن العاق سعد ,وتنتهي حياته في أبشع جريمة قتل ,لنخرج من هذه القصة المثيرة ,بأنك ان لم تجترم نفسك وتعامل والديك بالاحسان كما ذكر القران الكريم ,قال الله تعالي ” ووصينا الانسان بوالديه حسنا “,وتعامل الناس باللين والصدق ,فسوف تغدر بك الحياة ,وتنتهي حياتك بطريقة قاسية ,لتكون عبرة لمن بعدك ,وتكون عنوان للسوء وعدم الصلاح ,والدينا كما تدين تدان ,وما تفعله مع والديك ,سيفعله معك أولادك ,فكن معهم رحيما ليرحمك أبنائك في وقت تحتاج فيه للرحمة ,فبر والديك قصة تكتبها انت ,ويرويه لك أبنائك فأحسن الكتابة ,وان كنت عاق ,فقد خسرت الدنيا والاخرة ,وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم “لا يدخل الجنة عاق ” صدق رسول الله صل الله عليه وسلم ,وأن الاب الذي فرق بين أبنائه في المعاملة والعطاء ,فقد أفسد الحياة عليهم ,وهو ما أوجد حالة الكره والبغضاء بين أبنائه ,وهو ما اعطي احدهم القدرة والقوة ليفرض سيطرته علي أخوته ,لتنتهي حياة الأسرة بأكملها بمأساة ,وسوف يحاسب يوم القيامة علي هذا الجرم الذي أرتكبه في حق أسرته أمام حكم عدل ,انه نعم المولي ونعم الوكيل
سعيد في سن الخامسة والخمسون من عمره ,يعمل نجار ويعيش في قريته مع زوجته ,وابنائه الثلاثة وابنته الوحيدة , كان يسافر الي بلاد اخري من اجل الحصول علي الخشب واستخدامه في النجارة والتجارة ,ابنه الاوسط سعد كان دائما يسافر معه ,وتعلم منه حرفة النجارة ,اما الابن الاكبر عامر فتعلم قيادة السيارة ,واصبح سائق سيارة بالاجرة,وبسبب جهل الوالد وعدم تعليم اولاده ,وسوء التربية ,لانه كان سليط اللسان ,ودائم المشاكل والاخطاء مع اهل قريته ,مما جعل الكثير من اقاربه واهالي القرية يبتعدون عنه ,ولا يحبون التعامل معه ,وابنه سعد كان يشبهه تماما ,واخذ منه ايضا اسلوبه القذر في التعامل مع الناس ,وفي يوم من الايام ,كان يجلس مع اولاده علي مائدة الغداء ,ودار بينهم الحديث عن رغبتهم في زواج ابنه الاكبر عامر ,من بنت عمه فتحي .
الام : الواد عامر كبر يا سعيد ,وعاوزين نفاتح عمه فتحي ,وناخد بنته صفاء لأبننا
سعيد : ايه رايك في كلام امك يا عامر
عامر :الأ تقول عليه يا ابويه ,وما فيش أحسن من بنت عمي
سعيد : النهاردة بعد المغرب ,هأخدك ونروح لعمك ونكلمه ونشوف رأيه ايه.
وبعد اذان المغرب ,يذهب سعيد وابنه عامر الي اخوه فتحي ,ويطرق الباب قائلا :يا فتحي ,فتحي ,السلام عليكم ,يفتح فتحي الباب,وعليكم السلام ,أتفضل يا اخويه ,ويدخل سعيد ويتبادلان السلام والتحية ,واثناء حديثهم يفاتح اخوه ,ايه رأيك يا اخويه ,الواد عامر عاوز يزوج بنتك صفاء .
فتحي :عامر أحسن واحد في ولادك يا سعيد ,علشان كدة هوافق ,وربنا يتمم علي خير .
عامر :ربنا يبارك في عمرك يا عمي
وقد أتفق الأخوين علي كل شئ ,وتم تحديد موعد الفرح ,وبدء كل من العريس والعروسة في التجهيز .
الام : فاضل أسبوع علي فرحك يا عامر ,وتزغرط بأعلي صوته
عامر : ربنا يخليكي ليه يا امي
ويتدخل سعد في الحديث مع أمه واخوه الاكبر عامر ,وقلبه يمتلأ غيظا من زواج اخوه قائلا .,بعد أسبوع من فرحه ,لازم تشوفوا ليه عروسة ,والا هخلي ايامكم سودة
الام : حاضر يا ابو لسان طويل
ولان الاب كان يميل لابنه سعد ,وكان يحبه اكثر من اخوته ,فقد أستغل سعد ذالك في فرض سيطرته علي البيت واخوته ,الي ان وصلت الامور ,الي ضرب اخوه الاكبر عامر ,وتكرر ذالك المشهد وسط غياب وضعف الاب امام ابنه سعد ,وبعد ان تزوج عامر ,زادت الخلافات وارتفاع الصوت داخل المنزل ,لدرجة ان سعد كان ينظر علي زوجة أخوه من خلف الباب ,وقد رأه اخوه عامر ,اكثر من مرة ,وبسبب قوة سعد الجسدية وضعف الاب امامه ,كان دائما يضرب ويسيطر علي أخوه الاكبر الضعيف البنية ,وقد وصل هذا الامر الي عمه فتحي ,والذي تدخل ليرد أعتبار أبنته التي أهين وضرب زوجها امامها .
فتحي :ايه الأ بيحصل دة يا سعيد ,سايب سعد يطيح في الكل وساكت ,وأزي تسيبه يبس علي مرأة أخوه من وراء الباب .
سعيد : مين قالك الكلام دة يا فتحي
فتحي : الكلام وصل لحد عندي ,وأنا سألت عامر وبكي قدامي ,وقال علي كل الأبيحصل
سعيد : دو واد كداب ,ما فيش حاجة حصلت من دة كله ,دة زعل هو واخوه ,زي أي اخوات بيزعلوا من بعض .
فتحي :فين صفاء نسألها
وينادي فتحي علي ابنته لمعرفة ما حدث من سعد ,وماذا فعل مع اخوه عامر
فتحي : يا صفاء ,صفاء ,بت يا صفاء
صفاء : أيوه يا ابويه
فتحي : تعالي يا بنتي أقعدي هنا جنبي ,وأحكي ليه علي كل الا حصل بينك وبين سعد ,وزوجك عامر
تجلس صفاء بجوار والدها علي كنبة بداخل الغرفة الداخلية بالمنزل ,وتبكي وتقول لوالدها ما حدث ,والذي كان ينظر اليها بأستغراب ,ثم أرتفع صوته في وجه أخوه سعيد .,خلاص يا سعيد أنت ضعفت قدام أبنك سعد ,وسايبة براحته ,وكأنك خايف منه ,وأنا الوضع دة مش هينفع مع بتي ,يا أما تدي أبنك حقه ,أو يطلق البت ,ودة غلطتي أنا من البداية
سعيد : أيه الأ بتقوله دة يا فتحي ,حقك عليه يا أخويه ,وأخر مرة هيحصل كدة
فتحي : كلامي مفهوم ,وأنتهي كلامي يا سعيد,وكفاية لحد كدة .
وأثناء مشادة الأخوين ,يدخل عامر عليهم ,فيتأثر من حديثهم وأرتفاع صوتهم ,ويبكي ويجلس بجوار عمه ,ويمسك يده ويبوس عليها ,ويمسك رأسه ويبوس عليها , ويبكي بشدة ,وتتأثر صفاء من بكاء زوجها ,وتتحدث مع والدها قائلة ,يا ابويه ,انا هبيع دهبي واشتري حتة ارض , ونبني عليها أوضة ,ونعيش فيها أنا وزوجي ,لما ربنا يفرج علينا ويرزقنا ,ونسيب البيت الوسخ دة
فتحي : أنتي شايفة كدة يا بتي ,حاضر ,لمي هدومك ,وهدوم عامر زوجك ,وكل الا يخصكوا ,وتعالوا اقعدوا عندي ,لحد ما أشوف هنعمل ايه ,وانت يا سعيد ظلمت ابنك ,وربنا مش هيسبك والا هيسيب ابنك سعد ,وافتكر اليوم دة .
يترك عامر منزل والده ,وسط فرحة اخوه سعد ,وسكوت الاب ,وصراخ وبكاء الام ,ليقوم عمه بشراء قطعة أرض وبنائها ,وقد شعر عامر وزوجته بالفرحة ,عندم خرجوا من البيت التعيس الذي يملأه دائما الشجار وأرتفاع الصوت بل فائدة ,وطلبا من الله ان يرزقهم الرزق الحلال ,يفرح سعد بطرد اخوه ,ليصبح هو صاحب القرار في كل شئ ,وقد طلب من والده الزواج ,ووافق والده وتزوج بالفعل ,وبعد فترة طويلة ,كبر والده في السن ,وزادت سيطرته علي البيت ,وبدء يسافر بدون والده لشراء الخشب للنجارة والتجارة ,واثناء تجواله في البلاد تعرف علي أصدقاء السوء ,وبدء يشرب المخدرات ,ويقابل العاهرات ,وبدل ان يسدد مبالغ شراء الخشب للتجار ,كان يأخذها لأسعاد وأشباع رغبته بالحرام ,وزادت الديون عند الكثير من التجار ,وقد طالبوه ,اما السداد أو القيام برفع شكوي جماعية لمأمور القسم ,ولم يبالي سعد من ذالك ,وقد اتفق التجار للذهاب لقريته ومقابلة والده ,وأثناء جلوس سعيد وأبنه سعد ,يأتي التجار أليهم .
أحد التجار : السلام عليكم يا ابوعامر ,كيف حالك
سعيد :وعليكم السلام ,والحمد لله ,أحنا زارنا النبي ,أتفضلوا يا معلمين ,وحشتوني ,أدي زمن ما تقبلناش .أحد التجار :وانت أكتر والله يا ابو عامر ,علشان كدة جينا نطمن عليك ,ونقولك أن ابنك سعد فسد كل حاجة ,ومدان من عدد كبير من تجار الخشب ,وبمبالغ كبيرة ,واحنا جينا نوصل الرسالة ديها ,يا أما الدفع أو هنقدم شكوي جماعية للبيه المأمور ,ولو أجبرتنا الظروف ,هناخد حقنا بأيدنا ,وحتي لو كان بينا تار ودة كلامنا ليك يا ابو عامر ,بعد ما أدينا أبنك اكتر من مهلة وفرصة للسداد ,وهو والأ سأل فينا ,ويتدخل سعد متهجما علي أحد التجار ,تأر ايه الا بتقولوا عليه ,خلي واجد منكم يرفع أيده عليه ,وانا اقتله .
أحد التجار : اتكلم يا ابو عامر ,ساكت ليه ,أبنك مش مكفيه الأ حصل ,كمان بيغلط فينا في بلده وقدام بيته .وظهرت علامات الحزن والاسي علي سعيد ,وطلب من التجار ,استكمال الحديث داخل المنزل ,حقكم عليه ,وتعالوا ندخل جوه ونتكلم ,امشي من هنا يا سعد ,روح أقعد علي القهوة ,لما اشوف الا حصل في ايامك السودة .
ويدخل التجار البيت ويتبادلون الحديث مع سعيد ,وقد اخبروه بكل شئ عن أبنه ,ومجالسته لاصدقاء السوء ومقابلة العاهرات ,وبعد حديث طويل بينهم ,ترك التجار المنزل ,ليجلس سعيد مع أبنه ,ويبدء الشجار بينهم وارتفاع الصوت ,وصراخ الام ,ويلطم سعيد علي وجه ويصرخ بأعلي صوته ,خربت بيتي وفسدت الدنيا عليه وعلي أخواتك ,وانا السبب في كل الا حصل ,ويقرر الاب بيع المنزل ,لسداد الديون ,ويشتري بالمبلغ المتبقي بيت صغير ليعيش فيه هو وأسرته ,ووسط كل ذالك ,سعد لا يبالي ولا يهتم بأي شئ ,وما زال يصرخ ويطيح في الجميع,وقام الاب ببيع منزله وسدد ما عليه من ديون ,وأشتري قطعة أرض وقام ببنائها وأنتقل هو وأسرته للمكان الجديد وبعد أسبوع يشعر الاب بألم في جسده ,وتأخذها زوجته وأبنه الاكبر عامر للدكتور ,وقد طلب منهم عمل تحاليل ,وبعض الاشاعات ,للاطمئنان ومعرفة ما به من مرض ,جأت التحاليل بأصابة سعد بالفشل الكلوي ,وسط ذهول وحزن زوجته وأبنائه ,وظهرت علامات الخوف والقلق علي سعيد ,والذي الح علي زوجته وأبنه عامر لمعرفة ما به من مرض,وقد طلبت الام من أبنائها عدم معرفة الاب بأنه مصاب بالفشل الكلوي ,خوفا من تدهور صحته ,
الام : اوعي حد منكم يعرف ابوه بانه عنده مرض وحش,وادعوا ليه ان ربنا يشفيه
عامر : حاضر يا أمي وربنا كبير
ووسط حزن الاسرة وما تعانيه ,سعد يعيش ويتمتع بحياته في الحرام وشرب المخدرات ومقابلة العاهرات في شقق خاصة ,وأثناء جلوس الاب وأبنائه علي مائدة العشاء ,قال لهم ,انا عارف اني مريض بفشل كلوي ,وهموت وانتم مخبين عليه .
الام :مين قالك كدة ,ديها شوية سخونة وزعل وهتروح يا ابو عامر
سعيد : اسكتي يا ام عامر ,هو انا عبيط ,دة أنتقام ربنا من ظلمي والا عملته في أبني عامر وأخوته
عامر وهو يبكي : ما تقولش كدة يا ابويه ,احنا عايشين في خيرك ,وربنا يبارك في عمرك ويشفيك .
وبعد شهر تقريبا ,يموت سعيد ويصبح في ذمة الله ,ويلفظ أخر كلماته ,بأنه لن يسامح أبنه سعد علي ما فعله معه ومع اخوه عامر ,ويسود المنزل حالة من البؤس والحزن علي فراق الاب سعيد وما حدث لهم ,وما زال سعد يطيح ويستخدم قوته في السيطرة علي أخوته ,ويعيش ويتمتع بحياته في الحرام ,وبعد شهرين تقريبا ,تتوفي الام حزنا وحسرة علي فراق زوجها وما حدث لاولادها وفساد حالهم ,ليعيش الابن الاصغر والبنت الوحيدة مع سعد وزوجته ,وتدور الايام وسعد لم يعتبر ويتغير وما زال علي ما كان عليه ,وأثناء تواجده في شقة يمارس الرذيلة مع عاهرة ,يدخل عليهم زوجها,ليراهم في وضع مخلي بالشرف ,ويتبادلان الحديث والشجار,ويستمرون علي ذالك الوضع لساعة تقريبا ,ليتغلب الزوج ويقتل سعد ويقطعه أجزاء في أبشع جريمة قتل.
الزوج :أنت مين وايه الا دخلك شقتي ,وانتي ازي تسمحي لواحد غريب يدخل الشقة في غيابي ,يا سافلة
سعد : أنا ماليش ذنب ,هي طلبت مني اني اعمل معاها كدة
الزوجة : أنت كلب والأ تسوي ,مش انت الا كل اسبوع تيجي تقابلني في الشقة ,وتديني مائة جنية
الزوج : وكمان بتقولي ومش خايفة مني ,والله ما هيسبكم ,وهقتلكم
ويتصارع الزوج وسعد ,ويقتله الزوج ابشع قتله ويمزقه ويقطع جسده أجزاء ,لتنتهي بذالك قصة الابن العاق سعد ,وتنتهي حياته في أبشع جريمة قتل ,لنخرج من هذه القصة المثيرة ,بأنك ان لم تجترم نفسك وتعامل والديك بالاحسان كما ذكر القران الكريم ,قال الله تعالي ” ووصينا الانسان بوالديه حسنا “,وتعامل الناس باللين والصدق ,فسوف تغدر بك الحياة ,وتنتهي حياتك بطريقة قاسية ,لتكون عبرة لمن بعدك ,وتكون عنوان للسوء وعدم الصلاح ,والدينا كما تدين تدان ,وما تفعله مع والديك ,سيفعله معك أولادك ,فكن معهم رحيما ليرحمك أبنائك في وقت تحتاج فيه للرحمة ,فبر والديك قصة تكتبها انت ,ويرويه لك أبنائك فأحسن الكتابة ,وان كنت عاق ,فقد خسرت الدنيا والاخرة ,وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم “لا يدخل الجنة عاق ” صدق رسول الله صل الله عليه وسلم ,وأن الاب الذي فرق بين أبنائه في المعاملة والعطاء ,فقد أفسد الحياة عليهم ,وهو ما أوجد حالة الكره والبغضاء بين أبنائه ,وهو ما اعطي احدهم القدرة والقوة ليفرض سيطرته علي أخوته ,لتنتهي حياة الأسرة بأكملها بمأساة ,وسوف يحاسب يوم القيامة علي هذا الجرم الذي أرتكبه في حق أسرته أمام حكم عدل ,انه نعم المولي ونعم الوكيل