نور_يوسف
تابع #حكاية_رمز
واستمرار لمحاولة اعادة النظر في معاني الرموز المصرية القديمة والتأمل فيها لمعرفة أسرارها , فكما نعلم انه لم يكن في حضارة مصر القديمة شئ يخضع للصدفة أو السطحية , بعد رمز اللوتس كزهرة لها سماتها الخاصة و العجيبة رمز لمعني “كن” أو القدرة علي الخلق واعادة الاحياءوالذي اتخذته وزارة الدفاع المصرية الجديدة رمزا لها
من منظور أعلي ننتقل إلي رمز قرص الشمس المجنح و الذي إتخذته الرئاسة رمزا في قصر الحكم المصري الجديد في مدينة العلمين الجديدة
في رحلة لاسطورة مصرية أخري نتعرف من خلالها علي معني مصري قديم كأحد المعاني والأسرار التي بنيت عليها حضارة مازالت الاعظم في ما قدمته للانسانية كمهد للوعي و الضمير الانساني
نري قصر الحكم الجديد يتخذ من حورس في صورة قرص الشمس المجنح واجهة عظيمة تطل علي الناظر إليها بعظمة وفخامة تليق بمصر وحضارتها , تغطي علي الخيال بجمال رمز الشمس في واجهة القصر والأجنحة التي ترمز الي قوة يتواضع امامها كل القصور الأخري , فربما يعم علي الرؤية المعني العميق والمكنون فيه كسر من أسرارهذ الرمز وان لم يدرك العقل هذا للوهلة الاولي
“القوة التي هزمت الظلام”نص إدفو
نجد أن أحد التصويرات الثلاثة (لحور او حيرو) في اللغة المصرية القديمة أو حورس كرمز لإله واحد تعددت أسماؤه وصفاته , حورس الصقر و حورس قرص الشمس المجنح و عين حورس وكأنهم ثلالثة أوجه لمعني أو قيمة رمزية عميقة عاش عليها و بها المصريين في مصر القديمة وكأنها صفات مسميات ثلاثة الإله الواحد , فعندما نتطرق إلي الكلام عن رمز القرص المجنح كأحد أوجه لمعني نريد معرفته ربما نستنتج معني شامل في الاوجة الثلاثة لحور/حورس لمعرفة الوجة الخاص برمزية القرص المجنح كاحد أوجهه
فحورس الصقر كان من أسطورة اوزير و إيزت / اوزيريس و إيزيس رمزا للسمو والعلو حيث تعني حور في المصرية القديمة العالي او البعيد ومن الاسطورة كان رمزا للعقاب حيث “أتي لينتقم من قاتل أبيه” كما في نصوص مصر القديمة
(وقد ذكرحورس في إحدى الأساطير في مصر القديمة خيث كان يعتبر رمز الخير والعدل. والاب كان أوزيريس والذي كان إله البعث والحساب عند المصريين القدماء.وطبقا للأسطورة الدينية فان عمه ست الشرير قتل أبوه ووزع أجزائه في أنحاء القطر المصري . فقامت أمه إيزيس بجمع أجزاء جسد أبيه، وتعتبر تلك أول عملية لتحنيط الموتى ووفقا للاسطورة فقد عاشرت جسد أبيه ليولد حورس بعد ذلك ثم ينتقم من عمه ويأخذ الثأر لأبيه، ولذلك يسمى حورس أحيانا “حامي أبيه”. وفقد حورس في تلك المعركة عينه اليسرى. وتبوأ عرش مصر.
أصبح أوزوريس إله الحساب في العالم الآخر، وأصبح حورس ملك الحياة الدنيا . وكل ملك من ملوك مصر كان يحكم بمقتضي انه ممثل حورس، ويستعين بالإله حورس في أعمالة وحروبه. ولذلك نجد كل ملوك مصر يتسمون في أحد أسمائهم (وكان الملك له عادة 5 ألقاب) باسم حورس.
#وكيبيديا
وعين حور هي العين التي تري كل الاشياء و التي وهبت كمنحة لحور عندما فقد احدي عينيه في صراعه مع عمه قاتل أبيه فاعطاه الإله عين أخري يري بها كل الأشياء أو لها خواص أخري كالفرق بين البصر و البصيرة
وعندما نتطرق إلي القرص المجنح أو كما يسمي حور بحدتي كرمز تم إقتراح منحه من تحوت (رمز العلم والحكمة )في أسطورة (حور أختي )
فكان حور او حورس كقرص الشمس طبقا لنص علي معبد إدفو وكما تعبر عنه الاسطورة هو “القوة التي هزمت الظلام”
( أسطورة قرص الشمس المجنح: نجد في معبد ادفو نقش مصري قديم يعود إلى عهد (بطليموس السادس عشر=قيصرون) وإن كان هذا النقش يضم بالتأكيد عناصر تعود إلى عهود أقدم من ذلك كثيرا.وإن كان النقش لم يتضمن أية إشارة إلى الشمس مباشرة بل إلى (رع حور آختي) كملك دنيوي تماما كان على رأس جيشه في النوبة عندما أبلغ عن مؤامرة حيكت ضده،ونسجت خيوطها في مصر،ولم يذكر لنا النص أسماء المتآمرين.ويبدو أن المؤلف تخيلهم ضربا من الأرواح الشريرة أو المعبودات وقد أبحر (رع حور آختي) في سفينته بالنيل منحدرا من النوبة إلى الشمال حتى أرسى أمام مدينة إدفو.حيث نجده يعود إلى ابنه (حورس) الذي كان برفقته بقتال هؤلاء الأعداء فيحلق (حورس) في السماء في شكل قرص شمس مجنح مهاجما لهم ومنقضا عليهم بضراوة حتى إنهم اضطروا إلى الهروب.وعندما يعود (حورس) إلى سفينة أبيه يقترح الإله (تحوت) منحه لقب حورس بحدتي أي (حورس الإدفوي) )
الباحث الاثارى والمرشد السياحى احمد السنوسى يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن أساطير معبد إدفو
وعندنا نجمع الاوجة االثلاثة فحور أو حورس رمزا للخير والعقاب والعدل كمعاني عامة و شامله متكامله لموصوف واحد وهو الإله الواحد الأحد كماهو مكتوب في اعتقادات مصر القديمة علي متون الأهرام
( يا نوك واع واعو نن إسنو إف )
“أنا واحد أحد ليس لي كفوا أحد”
ولكن بنظرة ربما لن تختلف عن جوهر هذا المعني و انما لمزيد من الايضاح والإدراك لتلك الصفات
التي لا يختلف فيها كل الديانات السماوية , فحور العقاب الالهي عندما يعود حور لينتقم من ست وكأنه مجئ حق بعد ظلم وإقتصاص من أهل هذا الظلم
ومن رمزية العين ك”رؤية” الحقيقة المخفية ببصيرة الحق لاتباعه
علم الأساطير
في علم الأساطير حورس هو ابن الملك أوزوريس الذي قتله أخوه ست. ويمتلك الإله حورس سلسلة من المعارك الضارية ضد عمه ست وذلك من اجل الثأر لمقتل أبيه. وعلى مدار هذه الصراعات، عانى الخصمين عديداً من الإصابات والخسائر الحيوية كتشوه العين اليسري لحورس، ولكن بفضل تدخل اما تحوت أو حتحور، استُبدلت العين المشوهة بالأودجات لكي يستطيع الإله حورس استعاده بصره. هذه العين كانت مميزة وذات خصائص سحرية. (ويكيبيديا)
و بعد هزيمة أهل الظلام كمثال لأهل الشر و الظلم وبزوغ نور أو ضياء الشمس بأجنحة قوة حورس فهنا يبرز رمز القرص المجنح ممثلا الحق ككلمة اساسية و جوهرية في التصويرات الثلاث لحورس ولكنه يمثل الحق بأوجه ثلاثة – السمو و الرؤية والظهور –
اولها يظهر الحق كسمة في الحق ذاته و هي العلو أو كما نقول في العقيدة الاسلامية “تعالي الله وتنزه” ويتمثل هذا الوجه في تصويره كصقر شاهين يطير عاليا كسيدا للسماء تبعا للمعتقد المصري القديم
والثانية ( عين حورس ) والتي تظهر تأثير هذا الحق علي من إتبعه و بحث عنه فيكتسب القدرة علي رؤية حقيقة الاشياء أو كما نعبر عنها البصيرة عندما نتحدث عن الحق (بصيرة المؤمن بالحق)
{قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:203] ” وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ ” [سبأ: 6]
أما الوجه الثالث في حورس قرص الشمس المجنح فكان وجه التأثير بظهوره وكأنه رمز لقوة هذا الحق بضيائه المعبر عنه بالشمس والتي تدمغ بظهورها الظلام كرمز للشر و أهله
( جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ )
فختاما نجد أن حور- بحدتي أو قرص الشمس المجنح هو بمثابة رمز للحق وقوة نوره الذي يدمغ الشر وأهله أو
القوة التي هزمت الظلام
( يتداعي الخيال و يسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة …” شامبليون”)
