قرار تاريخي من الكونغرس الأميركي: التغيير في إيران يبدأ من الداخل وليس من طاولة المفاوضات

في خطوة تعكس تحوّلاً نوعياً في مقاربة السياسة الأميركية تجاه إيران، قدّم أكثر من 220 نائباً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس النواب الأميركي القرار رقم H.Res.166، والذي يشكّل وثيقة سياسية حاسمة في تحديد طبيعة النظام الإيراني وسبل التعامل معه.
ينصّ القرار على أن النظام الثيوقراطي الإيراني هو المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال دعمه المستمر للميليشيات المسلحة، وتدخله السافر في شؤون الدول المجاورة، واستهدافه الملاحة الدولية. كما يُدين انتهاكات النظام الصارخة لحقوق الإنسان، وعلى رأسها مجزرة عام 1988 التي راح ضحيتها آلاف السجناء السياسيين، وغالبيتهم من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
القرار يشير إلى أن النظام الحاكم في إيران، خلال حكم إبراهيم رئيسي وولاية بزشكيان، نفّذ أكثر من 500 عملية إعدام خلال أربعة أشهر فقط، بينهم 17 امرأة، بالإضافة إلى تصاعد مروّع في أحكام بتر الأطراف وانتهاكات صارخة ضد النساء والأقليات القومية والدينية.
كما يُشيد القرار بالاحتجاجات الشعبية في إيران، لا سيّما في أعوام 2018، 2019، و2022، والتي قادتها النساء والشباب تحت شعار رفض الديكتاتورية الدينية والعودة إلى نظام الشاه على حدّ سواء، ويؤكّد أنّ الحلّ ليس في إصلاح هذا النظام، بل في تغييره بالكامل.
في المقابل، يعلن الكونغرس دعمه الكامل لخطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر، والتي تدعو إلى:
• حق الاقتراع العام وانتخابات حرة تحت إشراف دولي
• فصل الدين عن الدولة
• إلغاء عقوبة الإعدام
• المساواة التامة بين الجنسين
• ضمان الحقوق القومية والدينية للأقليات
• التزام إيران غير نووية
• العدالة المستقلة وسيادة القانون
الخلاصة: الطريق إلى التغيير ليس في التفاوض… بل في دعم الانتفاضة والمقاومة
هذا القرار لا يترك مجالاً للشك: التفاوض والمساومة مع هذا النظام لم ولن تؤديا إلى التغيير المنشود. أربعون عاماً من المحاولات أثبتت أن هذا النظام لا يفهم إلا لغة القمع، ولا يقدّم أي تنازل إلا تحت ضغط داخلي وخارجي.
إنّ السبيل الحقيقي لإنهاء معاناة الشعب الإيراني يمرّ عبر دعم انتفاضته في الداخل، والاعتراف بحق المقاومة الإيرانية في إسقاط النظام الفاشي الديني الحاكم، وليس عبر تأخير الوقت بسياسات فاشلة أثبتت عقود من التجربة عدم جدواها.
الرسالة واضحة: لا تفاوض، لا مماطلة، بل قطيعة مع الاستبداد ودعم الشعب والمقاومة المنظمة من أجل التغيير الديمقراطي الشامل في إيران.