بقلم/مجاهد منعثر منشد
الروائي غيث الربيعي، من مواليد بغداد ١٩٩٦م , بكالوريوس تقنيات التحاليل الطبية, أستاذ في علوم تجويد القرآن, وحائز على الدرجات الأولى في المسابقات القرآنية, منقح لغوي للعديد من المؤلفات الصادرة عن دور نشر محلية.
يكتب قصيدة النثر ، وله عدة مقالات منشورة في الصحف العراقية, له روايتان من مطبوعات دار جسد في بغداد ,رواية توحد, ورواية بداية الانطلاق.
الكاتب شاب عراقي ناضج يحمل في رأسه حب العلم والثقافة معا, طموحه في وجود الإنسان المثالي منحه توازنا إبداعيا جعله يخاطب إحدى مشاكل العصر السوداوية في رواية توحد, ورسالة تحدي إسلامية في رواية بداية الانطلاق, أما التحدي كتابة الرواية بأسلوب فني أدبي موجز .
*قراءة في الرواية الأولى توحد:
أحداث الرواية عن حياة طالب جامعي مصاب بمرض التوحد يتعرف على شتى أنواع البشر وجميع الشخصيات التي تمر في حياة كل إنسان لتبدأ الأحداث من دخول الجامعة وبداية الصداقات وعن أول نظرة حُب وعن عودة عمه من الخارج وسرد تفاصيل الهجرة وكثرة من الأحداث المفرحة والمحزنة.
منذ بداية الرواية حتى نهاية الفصل الأخير يجعلك الروائي تشعر بالتشابك المستمر , فيحلق بمشاعر القارئ عند وقوفه على حدث معين ليعيش أمام أمر واقع فيحزن وتارة يفرح, ثم ينعت الواقع بأقبح الشتائم.
أسلوب سرد المؤلف أكثر من رائع, إذ يشعر القارئ بأنه بطل الرواية مع المستوى المتميز للغة والحبكة, وأيضا عنصر التشويق حاضر .
يغطي الربيعي في توحد الكثير من الحوادث التاريخية في تاريخ العراق الحديث والتي عاشها كل عراقي وبصور رائعة تعطي لكل ذي حق حقه منها، أكثر ما أعجبني هو التنوع في الرواية والمعلومات الثمينة التي يمتلكها الكاتب، بين بغداد وكل ازماتها وأحداثها وألمانيا هنالك أناس تحب أن تعيش الراحة والسلام.
*قراءة الرواية الثانية بداية الانطلاق
كنت لا أعلم بهذه الرواية المميزة وأنا أكتب بحث التوظيف الأدبي والفني في النهضة الحسينية, إلا أنني تفاجأت بوجودها في معرض الكتاب الدولي في البصرة, حملتها بين كفي وقلبت ثنايا صفحاتها فشعرت بسرور بالغ وأنا أرى معاني وعبر وأبعاد النهضة الحسينية تنقل بأسلوب أدبي فني روائي.
اندهشت عند رؤية الصفحة الأخيرة رقم 120 , تبسمت وكنت أظن الكاتب الشاب يوافقني الرأي بالإيجاز , وربما يحمل فكرتي في روايتي مقاتل في التأويل وعلى التنزيل التي تبلغ عدد صفحاتها 103.
التكثيف واضح للعيان في رواية بداية الانطلاق, والسرد اللغوي بأسلوبه السهل الممتنع كما أبدع الكاتب في تصوير الملحمة بهذا العمل الفني الديني البسيط على شكل (رواية).
أما منهجه السردي للأحداث فيأخذ القارئ لعوالم مختلفة ومحطات متسلسلة فيما بينها تهدف لرسم لوحة متكاملة عن تلك الأحداث وما شهده آل بيت النبوة من ظلم واضطهاد في سبيل الحفاظ على الأمة الإسلامية وعدم طمس تلك الرسالة السامية،
إذ يتكئ فيها على ما نقلته مصادر التاريخ من أحداث ووقائع وسجالات مع إضفاء لمسة إبداعية تميز فيها الكاتب في رسم تلك الملحمة بشكلها السردي المبسط والذي لا يخلو من مصداقية تلك الواقعة بل يعطي صورة موجزة عما حدث،
فهي رحلة في محطات وقائع كربلاء منذ رفض الإمام الحسين لمبايعة يزيد وحتى استشهاده عليه السلام في كربلاء وبدء رحلة السبي.
وأخيرا أتمنى من الله تعالى للكاتب المزيد من الإبداع والتوفيق والتسديد إنه سميع مجيب.